الإرهاب والإهمال وجهان لعملة واحدة ، فالإهمال جزء من الفساد ، والإرهاب
في مقابل الفساد وفي النهاية كلاهما يتساوي في القتل والتدمير والخراب ،ولا يمكن بناء
أي مجتمع إقتصاديا وسياسيا وأخلاقيا مع الفساد والإهمال ، فحوادث الاهمال والفساد متعددة
، لتؤكد أن الاهمال لا يقل خطراً عن الارهاب.. فكلاهما يحصد أرواح الأبرياء وكلاهما
يقتل بلا رحمة ، بل يكاد يكون الاهمال أشد فتكاً من الإرهاب ، فهو يقضي على أي ثمار
للتنمية المنشودة ، وإذا كانت مصر تخوض حربا ضد الارهاب منذ سنوات ، فعليها أيضاً مسئولية
وواجب الحرب ضد الاهمال والفساد، والذي أصبح ظاهرة وآفة بعض المسئولين المتهاونين بأرواح
الأبرياء إذ يكتفون بعد كل كارثة أو حادثة بالتعويضات الفورية والبحث عن كبش فداء دون
معالجة الأسباب الحقيقية ومعالجة المشكلة ، والتأكيد على أن الاهمال هو الجرثومة وأداة
القتل العنيفة، فإذا كان هناك المئات يقتلون بسبب الارهاب، فهناك الآلاف أيضاً يتساقطون بدم بارد بسبب الاهمال
، فعلى الدولة اعلان الحرب على الاهمال لأنه لا يقل خطورة عن الارهاب وألا تترك الارهاب
والاهمال إيد واحدة .
متى تنتهي كوارث سكك حديد مصر
-----------------------------------------------
سكك حديد مصر والتى تعتبر من أقدم السكك الحديدية في العالم ، أنشئت قبل
١٨٣ عاما تقريبا” في عهد محمد على باشا ، وعلي الرغم من قدم إنشائها وتاريخها الا أنها
لم تسلم من الأزمات والأهمال والفساد ، وتلك الأزمات تعصف بها من حين لأخر لنستيقظ
كل عام أكثر من مرة على صراخ فاجعة مؤلمة ، ووقوع حوادث مروعة يكون ضحيتها عشرات القتلي
ومئات المصابين من الغلابة _ إما ارتطام وتصادم قطاريين ، أو خروج عربات القطار من
فوق القضبان ، أو إشتعال النيران بركابها .
وتعددت حوادث القطارات في فترة حكم الرئيس مبارك لأسباب كثيرة تتعلق بالفساد ،من عدم صيانة مرفق
السكك الحديدية، أو من الأخطاء البشرية للسائقين وعمال التحويلة وضعف المراقبة وأخطاء
فنية وكذلك الإهمال .
وعلى الرغم من كل تصريحات المسئولين بدءاً من الوزير وحتى «الغفير»، لن
يكون الحادث المروع الذى وقع صباح اليوم الجمعة، بمنطقة الصوامعة الواقعة بين مركزي
المراغة وطهطا، بمحافظة سوهاج، بعد اصطدام قطارين، ما أسفر عن وفاة العشرات ومئات المصابين
.
وتكرار حدوث مثل هذه الكوارث وارد طالما بقى الإهمال مستمراً فى السكة الحديد..
ويبقى هذا القطاع أشبه باللغم فى طريق كل وزير.. فما من وزير تولى وزارة النقل إلا
ووعد بالقضاء على الإهمال فى المزلقانات، وما يحدث من كوارث فوق قضبان السكة الحديد،
ويذهب مسئول ويأتى آخر والكوارث مستمرة ، ليستمر نزيف الدماء فوق مزلقانات ما زالت
تعمل يدوياً رغم أننا فى القرن الـ21، مخلفة خسائر تقدر بالمليارات من الجنيهات .
فإلى متى سيبقى هذا الإهمال من المسئولين ؟ وانعدام الصيانة، وتهالك القطارات،
ووحدات التشغيل لها، ناهيك عن الأخطاء البشرية لسائقى القطارات وعمال المزلقانات.
لقد باتت الحاجة ملحة لإيجاد حلول سريعة وفورية للحد من كوارث ومآسى القطارات..
وكما يقول الخبراء: لا بد من إرادة حقيقية للتغيير، من جانب المسئولين فى هيئة السكك
الحديدية ، وهى أكثر المؤسسات الحكومية التى تحتاج إلى إعادة تأهيل، بل تطوير جذرى
ينتشلها من حالة اللامبالاة التى يعيشها معظم موظفى ذلك المرفق الحكومى المهم.
الواقع يؤكد أن السكك الحديد التى تنقل أكثر من نصف مليون مواطن يومياً،
تعانى أمراضاً عديدة ، ومشكلات لا حصر لها وكل مسئول يأتينا بتبريرات لا تختلف عن سابقتها..
وكم من وزير سبق ورئيس هيئة جاء.. وما زال لغم السكة الحديد يتفاقم يوماً بعد يوم..
فالأمنيات كثيرة.. والمواطن أصبح فى حيرة بين وسيلة مواصلات آمنة كانت محببة إلى نفسه،
بعد أن أصبح يخشاها، نتيجة كثرة أعطالها وحوادثها المتكررة وبين استغلال لا حد له من
قبل وسائل النقل الأخرى.. فكيف يتعامل المواطن المصرى مع هذه المشكلة؟
أبرز حوادث القطارات في أخر
20 عاما .
--------------------------------------------------
نرصد أبرز حوادث القطارات التى شهدتها مصر في أخر 20 عاما بمختلف المحافظات
مع تعددها سواء في الشكل أو النوع أو السبب إلا أن النهاية واحدة تكون دماء على القضبان
، وموت ألاف من البسطاء من أبناء هذا الوطن الغالى ، وهى كالتالي :
في أكتوبر 1997 في الإسكندرية وقع حادث اصطدام قطار بالقرب من الإسكندرية
بإحدى المصدات الأسمنتية الضخمة، مما أدى إلى اندفاعها نحو المتواجدين بالقرب من المكان،
وخروج القطار نحو إحدى الأسواق المزدحمة بالبائعين والمتجولين، مما أدى إلى مقتل
50 شخصًا، وإصابة أكثر من 80 مصابًا، ومعظم الضحايا ممن كانوا بالسوق أو اصطدمت بهم
المصدة الأسمنتية, وأرجعت التحقيقات في وقتها ذلك إلى عبث أحد الركاب المخالفين في
الركوب بفرامل الهواء بالقطار.
وفى فبراير 2002 شهدت منطقة العياط أكبر حادث فى القطارات إثر اندلاع
حريق شب فى عربات أحد القطارات، وهو ما أسفر عن وفاة 350 مسافرًا، بعد أن تابع القطار
سيره لمسافة 9 كيلومترات، والنيران مشتعلة فيه، ما اضطر المسافرين للقفز من النوافذ،
ولم تصدر حصيلة رسمية بالعدد النهائي حتى الأن .
وفي أغسطس 2006، وعلى طريق “المنصورة– القاهرة” وقعت حادثة اصطدام قطارين
أحدهما قادم من المنصورة متجهًا إلى القاهرة، والآخر قادم من بنها على نفس الاتجاه،
مما أدى إلى وقوع تصادم عنيف بين القطارين، واختلفت الإحصاءات عن عدد القتلى، فذكر
مصدر أمنى وقتها أن عدد القتلى بلغ 80 قتيلًا، وأكثر من 163 مصابًا، بينما قالت وكالة
أنباء الشرق الأوسط الرسمية: إن 51 لقوا مصرعهم.
وفي يوليو 2007 اصطدم قطاران شمال مدينة القاهرة وراح ضحية الحادث 58
شخصًا، وجرح أكثر من 140 آخرين.
وفي أكتوبر 2009 وقعت حادثة تصادم قطارين في منطقة العياط على طريق القاهرة-
أسيوط وأدت إلى مقتل 30 شخصًا وإصابة آخرين، حيث تعطل القطار الأول، وجاء الثاني ليصطدم
به من الخلف وهو متوقف مما أدى لانقلاب أربع عربات من القطار الأول، وبعدها تقدم وزير
النقل السابق محمد لطفي منصور باستقالته.
وفي سبتمبر 2016 استيقظ أهالي منطقة العياط، الواقعة بين محطة الجيزة
والواسطى فى نطاق محافظة الجيزة، على خبر وفاة 3 ركاب، وإصابة 11 آخرين، إثر خروج
3 عربات من أحد قطارات الصعيد، عن القضبان.
11 أغسطس 2017 أعلنت وزارة الصحة والسكان، فى بيان لها، عن وفاة 36 شخصًا،
وإصابة نحو 123 آخرين فى حادث تصادم قطاري ركاب بعد محطة قطار قرية أبيس 2 بين عزبة
الموظفين وعزبة الشيخ، أمام المعهد الأزهرى، منطقة خورشيد (محافظة الإسكندرية).
وفي 28 فبراير 2018 تصادم قطاري خط المناشى أمام قرية أبو الخاوي بكوم
حمادة بالبحيرة ، مما أسفر عن وفاة 12 مواطنا وإصابة 39 أخرين .
وفي النهاية : لا أحد ينكر أن هناك مجهودا” كبيرا يتم لتطوير سكك حديد
مصر منذ سنوات ، لكن أين يتم هذا المجهود ؟ وأين تحدث عمليات التطوير سواء في القطارات
أو المحطات ؟ وهل تتم عمليات التطوير والتحديث في قطارات النوم والدرجة الأولي ، أم
في قطارات الدرجة العادية ؟
ورغم إنفاق الملايين علي تطوير سكك حديد مصر إلا أنها ما زالت تعاني من
الاهمال الشديد ..
0 comments:
إرسال تعليق