"ولسه فيها حاجة حلوة " مع كل من يعشقون تراب هذا الوطن ، ومع كل من يكرهون السلبية - وهؤلاء كثيرون بيننا ويعلنون كل يوم عن حبهم لوطنهم وبمختلف الطرق ، يعشقون وطنهم بأفعالهم التى تتجسد فى فكرة أو موقف لا يفعله الا رجال يحبون وطنهم ويحبون الأخرين ، ونتفاجأ من وقت لأخر بتجربة إنسانية تلو الأخرى تؤكد لنا أن مصر لا تزال "فيها حاجة حلوة"، وستظل فيها حاجات حلوة ، بسواعد أبناءها المخلصين .
ومثلما يستخدم أعداء الوطن مواقع التواصل الاجتماعى لفضح التجارب السلبية ، يستخدمها الكثيرون من أبناء هذا الوطن الأوفياء أيضًا لتسليط الضوء على مثل هذه التجارب الايجابية والنماذج الجميلة التي تغرث في نفوسنا الأمل من جديد في مستقبل مشرق ، وحياة أفضل .
بكل تأكيد الجميع تابع ما شهدته مصرنا الحبيبة قبل أيام قليلة، وتحديدا في مدينة طهطا بمحافظة سوهاج ، أحداث كارثة تصادم قطاري طهطا بسوهاج ،، والتي أستيقظ على صراخ ضحاياها شعب مصر بأكمله .
وفي مقالي هذا أتحدث عن المعدن السوهاجي الأصيل ،الذي ضرب للجميع أروع الأمثلة بسلوكياته الحميدة وأخلاقه الإنسانية الواعية حياك ما وقع من الكارثة ، لنجد روح الجماعة التي غلبت في هذه الفاجعة على الروح الفردية والمصالح الشخصية ...!! لتوضح ما عليه شباب وأهل مصر الطيبين بصفة عامة ، وشباب وأهل طهطا وسوهاج بصفة خاصة وقت الشدائد والمحن، من أخلاق حميدة ونفوس مطمئنة مستقرة وسلوكيات راقية
فمنذ وقوع الكارثة ، فقد كان التفهم سيد الموقف ....! هرول أبناء طهطا الكرام بكل طوائفهم الى مكان الحادث لتقديم المساعدات بكل أنواعها ، من انتشال الجثث ، وانقاظ المصابين ،، والتوجه الى المستشفيات للتبرع بالدم ، وبدأت الكثير من حملات أهل الخير في الاعلان عن تقديم الخدمات المجانية لأهالي الضحايا ، ففتحت الكثير من المطاعم ابوابها لكل من وضعته الظروف وحالت بينه وبين عودته الى سكنه ، وقدمت لهم كل خدمات الاستضافة وبدون مقابل ،، أصحاب العقارات والبيوت فتحوا الشقق وأماكن الضيافة للجميع وبالمجان ، أصحاب السيارات والتكاتك خرجوا في الشوارع لتوصيل كل من صعب عليه الوصول الى اي مكان يريده ..... القوي اهتم بالضعيف...الغني عطف على الفقير ! أظهروا تحكما رائعا ، فتحت المستشفيات الخاصة أبوابها معلنة استقبال أي مصاب وتقديم الرعاية الصحية وبالمجان لتخفيف الضغط على المستشفيات الحكومية بالمحافظة نظرا لقلة الامكانيات فيها ، وخرج الأطباء معلنين تعاونهم الكامل مع الجميع ،وتقديم كل ما يستطيعون تقديمه .... الجميع يحاول تقديم المساعدة بأفضل طريقة ممكنة...)
وأخيرا : شكرا أهل سوهاج ،، شكرا أبناء وأهل طهطا الكرام .. ففي أكثر المواقف ألما وحزنا تظل جدعنة المصريين وشهامتهم حاضرة دائما، وخصوصا أهل الصعيد .
0 comments:
إرسال تعليق