لَيستْ حروفي للمديحِ وإنّما
هيَ دمعَتي سالَتْ على قرطاسي
لمّا رأيتُ على الفضاءِ حمائماً
بيضاءَ حطَّتْ في قلوبِ الناسِ
عبَقُ الكنائسِ يَحتَفي بكَ زائراً
فآضرِبْ بكفِّكَ نابِضَ الأجراسِ
نحنُ العراقيونَ هذا طبعُنا
فالضيفُ نَحملهُ بِفَوقِ الراسِ
قَبِّلْ تُرابي فالترابُ كما ترى
فيهِ الحُسينُ وغيرَةُ العبّاسِ
وطنٌ بحَجمِ الكونِ قَلَّ نظيرُهُ
هُوَ أوّلٌ في مجدِهِ وأساسي
ماطافَ حُجّاجٌ على أسوارِهِ
إلّا وعادوا مَرّةً بِحماسِ
هيَ هكذا بغدادُ في أرواحِنا
مِثل الهواءِ وطيبَة الأنفاسِ
فيها البَلابلُ غرّدتْ لِنخيلِها
فَشدا قصيدَتهُ أبو النُوّاسِ
لكِنّهُ الزمنُ العقيمُ وهلْ بهِ
غير الظلالةِ والضياعِ القاسي
أشكو لِمَن والموتُ يَطرُقُ بابَنا
والجوعُ والتهجيرُ والمَآسي
ألسُكْرُ هذا ليسَ مِن أطباعِنا
بلْ أسْكَرَتْنا خَمرُةُ الإفلاسِ
ما ذنب احلام الشبابِ تَوسّدتْ
أرضَ الغَرِيِّ وَظُلمَةِ الأرماسِ
قُتِلوا وثوبُ العرسِ مِن أكفانِهِم
للقبرِ صارتْ زفّةُ الأعراسِ
لكِنّهُ الّليل الطويل سَيَنجلي
فاطْلِقْ عِنانَ الحُبِّ والقدّاسِ
0 comments:
إرسال تعليق