الكثير يتبنى فكرة الطموح ويرى أنها بنية إستراتيجية وفسحة للذات البشرية كي تضطجع فيه وتقيم عقد إجتماعي مع كل مايستهوي النفس من إمتداد في ركب الحياة وتحقيق مآربها دون قيد أوتسقيف لأهواء هاته الذات البشرية التي تأبى التسوق في مداشر الإحتياج الشخصي من خلال محاولة الصبو لأقصى ذروة من تحقيق مطالبها إما في النجاح الدراسي او تحقيق نشوة في احدى العتبات الإجتماعية أو تكريس لصلب غاية تنخر هذه الذات وتدهسها وتجعلها دائما في وتيرة رغبات التحقيق والتجسيد ،وهذا الطموح على إتساع مفهومه يلغي بالمقابل أي حدود جغرافية له وهو في نفس الوقت مدى ممتد غير قابل للتقييد أو المحدودية.
لكن مايشاع عند البعض أن هذا الطموح ينغلق وتتلاشى مراميه بمجرد أن نغمسه في واقع إجتماعي فيرى أصحاب هذا الفكر المنحل أن الطموح تكون صلاحيته فقط في منصات النجاح أو بعض الإختلاجات التعبدية والدينية التي حسبهم تجب مقارنة الذات فيها مع بقية الذوات ويرى هذا الرأي نفسه أنه من الممكن أن تطمح للتفوق عليهم وتفرض زعامتك فرضا،لكن مع الواقع الإجتماعي ينزعون عنك خاصية الطموح ويجعلونك تسلم بواقعك الإجتماعي ولاتستعمل عقلك لتنافسهم في تورعهم الدنيوي وأن تسلم فقط بفقرك الدنيوي رغم أنك تمتلك كل الآليات لتعيش حياة كريمة ،لكن هذا الرأي المسطح يرفض كل الميكانيزمات التي تجعلك تحلل هذا الواقع الإجتماعي وتعلل سبب هذه التعاسة الإجتماعية التي تواريها رغم إمتلاكك لكل الآليات.
بالمقابل أن من يتبذخ مكانك في الغنى والثروة كثيرهم يفتقر تلك الآليات التي تملكها والتي جعلتهم في تميز طبقي على شخصك في المجال الإجتماعي،وهذا الرأي المعطوب هدفه وضع العربة أمام الحصان يتوارى في وجدانه فقط على تسليم العقل فقط بوضعه ولايناقش إذا ماتعلق المجال بنكهة إجتماعية فتجد هذا الرأي المتحجر يدعم تخصبه بتوابل تارة بالدين وتارة بتعويق العقل بأدلة جوفاء حتى يكون العقل مكبل وقابل فقط ومتجرد من تجريدية الطموح على الاقل في هذا الباب اما في الميادين التي لادخل لها في أثرك الإجتماعي يصبح لمفهوم الطموح والمنافسة صدع كبير لأنه يحافظ على وضعك الإجتماعي المتهاوي ولايحسن من كينونته!،فيجعلون من واقعك المادي قضاء وقدر يلغي مقارنتك مع أي جهة كانت تعيش رغد عيشها في كل أمان مطلق ،ويبقى طموحك فقط متهيكل إلا على الأمور التي لاتحمل اي رجعة على حياتك الحقيقية التي ترتطم بالواقع
*كاتب المقال
متحصل على شهادة الليسانس والماستر
في اللغة والأدب العربي تخصص خطاب نقدي معاصر
0 comments:
إرسال تعليق