الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي هى واحدة من سيدات مصر ذات الرأى المبدع والسديد ..هى زوجة المرحوم علي الشوباشي واحد من أهم المثقفين المصريين وابن الأديب محمد مفيد الشوباشي وتتسم فريدة الشوباشي بوضوح الرؤية والإصرار على ما تؤمن به؛ الشيء الذي دفعها إلى تأسيس جمعية حقوق المواطن في مصر وشاركت في لقاءات كثيرة مع وسائل الإعلام المختلفة لتأييد ثورة 25 يناير 2011 واحترام كل من شارك فيها ،ولا يستطيع احد انكار دورها فى ثورة 30 يونيه ونضالها ضد اخوتة الدولة المصرية
للسيدة فريدة الشوباشى الكثير من الكتابات والمقالات في عدد من الجرائد المصرية وكان لها برنامج سياسي اجتماعي على قناة النيل للأخبار بعنوان (مطلوب للتعقيب) كما لها الكثير من الكتب إلى جانب عملها مع الصفوة من أعلام الأدب والصحافة العربية نذكر منهم نجيب محفوظ ومحمد حسنين هيكل وجمال الغيطاني
تميزت فريدة منذ صغرها بقدرتها المتميزة على استيعاب ما تقرأ فكان كل ما تقرأه يعلق في ذهنها كما تلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة فرنسية فنشأت تتقن اللغة الفرنسية حتى أنها كانت تعطي فيها دروسا خصوصية لتلاميذ يكبرونها سنا ،وكانت في ذلك الوقت في سن الثانية عشر من عمرها وكما تقول السيدة فريدة الشوباشي في لقاء على شاشة التليفزيون المصري أنها كانت صريحة في تفكيرها ومعاملاتها وانها لا تتراجع عن مبادئها في حرية الرأي
اثناء دراستها الحقوق في الجامعة تعرفت على زميلها على الشوباشى وأصرت على الزواج منه رغم اختلاف ديانتهما وبعد ارتباط عامين اعتقل زوجها واضطرت للحياة بمفردها طوال فترة غيابه إلا انها لم تتخل يوما عنه
في أوائل السبعينيات غادر الزوجان مصر إلى فرنسا حيث عمل زوجها علي الشوباشي في الإذاعة الفرنسية والتحقت فريدة للعمل بتلفزيون مونت كارلو وكان اهتمامها الأول هو أن تمثل بلدها مصر والبلاد العربية وعلى الأخص المشكلة الفلسطينية وشرحها للعالم وقامت بأحسن تمثيل في شرح قضايا البلاد للغير في الخارج واستمر عملها في مونت كارلو نحو 26 عاما فكانت خير سفيرة لبلادها في الخارج
على شاشة التليفزيون المصرى كثيرا ما يثار الجدال من تصريحاتها لكنك تجد صوتا مصريا حرا يدافع عن قضايا الوطن وهناك من يقتنع بكل ما تقوله وتكتبه وهناك أيضاً من يرفضه وخاصة المتشددين وخلال حوار لها قالت السيدة فريدة الشوباشى" أنا لا أصطدم بالإسلاميين وإنما بـ«المتأسلمين» ولم أسمع لمرة واحدة فى الستينات أن سأل أحد عن دين الآخر بدليل أننى عندما كنت فى مدرسة العائلة المقدسة فى حلوان فى الأربعينات وبداية الخمسينات كنا 3 نحمل اسم فريدة لأنه مع قدوم الملكة فريدة سنة 1938 تقريباً اسم فريدة كان مشاعاً لكل البنات وكنا نحن الثلاث نحمل اسم فريدة وكانت واحدة مسيحية وواحدة مسلمة وواحدة يهودية وكنا الوحيدات اللواتى ينادَين باسمهن الثنائى فريدة عبدالله وفريدة ليشع وفريدة جورج وتستكمل فريدة الإسلام بالنسبة لى شىء كبير جداً رغم اننى نشأت فى أسرة مسيحية وكانت محترمة جداً رغم تواضع حالنا المالى ووالدى كان مثالاً لى وأول درس فى الوطنية تعلمته منه .
ففى سنة 1956 كان لى شقيق يصغرنى بعامين ونصف وكان عمرى وقتها 18 سنة، وفجأة اختفى، ووالدتى طلبت من والدى أن يبحث عنه، بحث عنه فى حلوان، وكانت وقتها يمكنك التجول فيها فى ربع ساعة، حتى وجده فى مدرسة حلوان الثانوية، ذهب ليتطوع مع الجيش المصرى وكذب عليهم وقال لهم إن عمره 18 سنة ليتطوع، وكانت هذه هى السن الأساسية للتطوع، ووالدتى فزعت وقالت له: «ده ممكن يموت»، فرد عليها والدى وقال لها «مايموت يعنى هو أحسن من اللى بيموتوا فى سينا»، هذا كان أول وعى وطنى أخذته عن والدى".
وتؤكد السيدة فريدة ان من يقول عن المصريين "مسلم ومسيحى" يفتت المجتمع وهذا ما يريده الصهاينة وإسرائيل لو ضربتنا لن تفرق بيننا على أساس الدين
عام 1956 خرجت فريدة الشوباشى وتقدمت النساء المصريات لترفض العدوان الثلاثى على مصر وعادت للتظاهر فى نكسة 1967 لترفض الهزيمة .
الجدير بالذكر فصلها من الإذاعة الفرنسية بعدما رفضت عمل لقاء مع شيمون بيريز وقالت وقتها :"لا يمكن أن اضع يدى فى يد سفاح ومجرم"
كى تكتب عن السيدة فريدة الشوباشى فإنك تحتاج الكثير من الكتب والمجلدات ولا انكر اننى اختلفت معها يوما ما عن بعد من احدى تصريحاتها عن فضلية الشيخ محمد متولى الشعراوى؛ لكننى فى نفس الوقت لا استطيع تجاهل تاريخها الوطنى الكبير الذى تزينت به .
ودورها الكبير فى الوقوف مع كل المصريين الشرفاء فى خندق واحد ضد من حاولوا اخونة الدولة المصرية واختذالها فى فكر رجعى ومتخلف لجماعة ارهابية انتصرنا عليها لتبقى السيدة الفاضلة فريدة الشوباصى واحدة من اهم سيدات العرب ذات الوطنية الاصيلة والعروبة الجارفة.
هى حقا احدى سيدات العرب العظيمات.
* المصدر: كتاب سيدات العرب للكاتب رضا رمزى
حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتب ولموقع “الزمان المصرى”
0 comments:
إرسال تعليق