• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 2 أبريل 2019

    قصة قصيرة ..ضيف على منتجع..بقلم الأديب العراقى الكبير : عيسى عبد الملك

    قصة قصيرة ..ضيف على منتجع..بقلم الأديب العراقى الكبير : عيسى عبد الملك

    منذ ان تعارفا منذ سنين وهو يخطط لاغتياله فيفشل .ادرك ان ذلك اللاصق به كالعلق، يصعب التخلص منه هنا. ففي مطلع هذا العام حينما كان الناس يحتفلون بالعام الجديد، فشلت آخر خطة له وراح صاحبه يقهقه بصوت عال هازئا حينما كسر قدح شرابه وقذف الحائط بقنينة الشراب وبعثر المزّة لكنه لم ييأس. ذات يوم سيتخلص من هذا الصاحب الثقيل المنحوس . وضع خطة بديلة محكمة. سيصحبه معه في سفرة خارج البلاد وهناك يتخلص منه .صفق جذلا لهذه الفكرة . رحب صاحبه بالخطة ولم يعترض.
    في منتصف الليل هدأ كل شيء في تلك المدينة الصاخبة حتى العجوز صاحبة الشقة خمدت الاّ هو .وقت ملائم لتنفيذ خطته .جثا فوق صدره .احكم وثاقه بعد ان كمم فمه حتى رأى جحوظ عينيه. في الصباح الباكر اوقف سيارة اجرة.
    ــ الى اين سيدي؟
    ــ الى اعلى صخرة تشرف على البحر الاسود .!
    ابتسمت السائقة الجميلة الشقراء وقالت ،
    ــ هل تريد الانتحار انت كذلك ؟
    ــ من قال لك ذلك؟
    ــ قبل ايام انتحر احدهم بعد خلاف مع صاحبته وكاد ان يورطني ..
    ــ لا اطمئني فقط اريد ان استمتع برؤية الفجر من اعلى قمة تطل على البحر.
    ــ وما الذي في هذه الحقيبة الكبيرة ؟
    ــ بيانو ومسند له.
    ــ دعني اساعدك .! .
    بارتياب فتحت السائقة صندوق السيارة. كانت الحقيبة ثقيلة .
    ــ هذه الصخرة تشرف على البحر يا سيدي .منظر رائع أنظر .هنا اعمق نقطة في البحر. استمتع بهذا المنظر الخلاب .
    ــ شكرا، قال جذلا ومنحها ضعفي ما طلبت من اجر .
    ــ الآن ماذا تقول يا صاحبي ؟ هنا سأتخلص منك للابد.
    قال يخاطب ذلك الملفوف في كيس الجنفاص .
    كان كل شيء هادئ حوله عدا نورسين عن قرب يرقبان ما يفعل .لم يكن هناك احد . فتح الحقيبة المحكمة الاغلاق . القى نظرة على كيس الجنفاص الملفوف بحبل القنّب . جذب حسرة ارتياح. والله لن تفلت منها هذه المرة لن تجد من يدلك عليّ او يفهم لغتك .ليس معك جواز سفر ولن تفلت من شرطة الحدود هذا اذا خرجت من عمق البحر سالما ، خاطب ذاك الذي راح يئن في اللفافة . دارت عيناه حول المكان .على بعد متر كانت هناك صخرة. زحزحها باتجاه الضحية .اخرج حبل القنّب الذي اعده لهذا الغرض. ربط الضحية بالصخرة. بكمّه مسح العرق عن جبينه. القى نظرة ثانية حوله وراح يزحزح الضحية نحو البحر. وصل الحافة المشرفة على أعلى نقطة فيه تراءى له البحر فاغرا فاه المخيف !.
    ــ ألو ، هناك نزيل اجنبي في شقتي يثير الريبة. استقل سيارة فجرا حاملا إحدى حقيبتيه معه. وضعها في صندوق السيارة الخلفي بحرص .اليكم رقم السيارة . قالت العجوز صاحبة الشقة .
    من بعيد ،سمع عواء سيارة الشرطة . رآهم يتجهون نحوه . هرولوا ، احاطوه .شهروا اسلحتهم .قف ارفع يديك ولا حركة لكنه لم يقف ولم يرفع يديه بل بكل ما فيه من قوة انحنى فوق الضحية ودفعها نحو الهاوية سمع صوت اللفافة ترتطم بسطح الماء ورأى الماء يتطاير الى الاعلى .انبسطت اسارير وجهه ، عندها رفع يديه..
    ــ يا سادة، لم لا تصدقون ان الذي القيته في اعمق اعماق البحر الاسود هو حظي الذي سوّد حياتي منذ ولدت .
    ــ نعم نصدق، فقد انتشلنا الجثة ولكي ترتاح من كابوس حظك سنضعك في منتجع مصحة الامراض النفسية لبعض الوقت .اهلا بك ضيفا عزيزا مكرما .رفعت الجلسة قال رئيس القضاة .!!







    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة قصيرة ..ضيف على منتجع..بقلم الأديب العراقى الكبير : عيسى عبد الملك Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top