• اخر الاخبار

    الخميس، 4 أبريل 2019

    حسن بخيت يكتب عن : " ولا تنسوا الفضل بينكم "

    حسن بخيت يكتب عن : " ولا تنسوا الفضل بينكم "


    " ولا تنسوا الفضل بينكم " أية كريمة في سورة البقرة ، وردت فى سياق الحديث عما قد يقع بين الأزواج من أحوال قد تؤدى إلى الاختلاف والتفرق ، غير أنها قاعدة هامة من قواعد بناء المجتمع، وإصلاحه، وتدارك أى سبب لتفككه، ويخطئ الكثير من الناس في فهم المقصود منها ، إذ يظن الكثيرون أن المقصود بالأية الكريمة: أي لا تنسوا الفضل الذي كان بينكم في الخير والمعروف ، فيفهم الكثيرون من الآية النهي عن نسيان العشرة التي كانت من الزوجين، وهذا المعنى ليس هو المقصود بالآية الكريمة ، إنما المعنى الصحيح لها أن الله عز وجل ينهانا أن ننسى الفضل والمعروف والإحسان في تعاملنا فيما بيننا، وهى قاعدة عامة لكل الناس وليست خاصةً لما يحدث بين الزوجين فقط.

     " ولا تنسوا الفضل بينكم ْ" قاعدة عامة في المعاملات الإنسانية، بحيث لا يتم قطع حبال الوصال  كما يحدث الآن بين أي طرفين كان بينهما علاقة ثم انقطعت لسبب من الأسباب، فقد تكون شراكة وقد تكون زمالة وقد تكون صحبة بل قد يكون موقفا عابرا ترك في النفوس أثرا، وخلال هذه العلاقات يكون من الطرفين فضلا وخيرا على الطرف الآخر، فلا ينبغي عند انقطاع العلاقة أن ننسى هذا الفضل أو نجحده، فالإنسان كريم الخلق طيب النفْس يعرف الفضل لأهله حتى لو افترق عنهم أو اختلف معهم .
    ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة ، ومن حياته وتصرفاته وأفعاله قدوة ، سواء مع أصحابه أو مع أناس كفروا به ولم يتبعوه - ومنهم  لتوضيح ما نحن بصدده ( أبو البختري بن هشام ، والمطعم بن عدي ، أبو العاص بن الربيع ) ولكل منهم قصة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونكتفي بذكر واحد منهم فقط ..
    أبو البختري ابن هشام
    عندما أعلنت قريش مقاطعتها لبني هاشم، وفرضت الحصار عليهم في شِعْب أبي طالب، وعلقت صحيفتها الظالمة، قام أبو البختري ابن هشام بدعوة بعض أصحاب النخوة والشهامة في قريش لنقض هذه الصحيفة ووقف هذه المقاطعة، وبالفعل نجح في تجميع عدد من الرجال على ذلك الأمر. فلما كان يوم بدر خرج أبو البختري في جيش المشركين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه قبل المعركة: "من لقي منكم أبا البختري بن هشام فلا يقتله" رغم أنه كافر ، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أبي البختري لأنه كان أَكف القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، وكان لا يؤذيه، ولا يبلغه عنه شيء يكرهه، وكان ممن قام في نقض الصحيفة التي كتبت قريش على بني هاشم وبني المطلب." .
    وبعد أن اتضح المعنى الصحيح لهذه الآية الكريمة، نطرح  كالعادة تساؤلاً عن مساحة التعامل بالفضل والعفو والإحسان والتجاوز في ساحات المحاكم؟ وكم نسبة الذين يختارون الطريق الأقرب للتقوى بين المتخاصمين أمام القضاء؟
    كم تعج ساحات المحاكم بخصومات شديدة حادة، تصل لدرجة العداوات بين أطرافها؟ .. رغم أن فيهم من كانوا أزواجاً أو شركاء أو ذوي قربى، فلم يفكر طالب الحق منهم أن يتعامل بالفضل ويتجاوز عن بعض الحق، طمعاً فيما عند الله من أجر ..
     ولذا لاينبغي عند انقطاع العلاقة أن ننسى هذا الفضل أو نجحده، فالإنسان كريم الخلق طيب النفس يعرف الفضل لأهله  وأصحابه حتى لو افترق عنهم أو اختلف معهم.
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسن بخيت يكتب عن : " ولا تنسوا الفضل بينكم " Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top