أخصائية التغذية دعاء البرعاوي بيّنت لـ “فوشيا” مدى أهمية الملح في الغذاء ومساهمته في النمو الطبيعي؛ فمع نقص الصوديوم المزمن، يتباطأ النمو وتقل الخصوبة، ويتوقف نمو جميع الأنسجة (باستثناء الدهون)، كما يمكن أن يسبب تشنجات العضلات الشديدة، وفقدان الشهية، والغثيان، والتعب وفقدان الوزن.
أسباب الشغف بالملح
وأرجعت البرعاوي أسباب شغف الكثيرين المفاجئ به إلى “اشتهاء الملح”، أي الرغبة في الأطعمة الغنية بالصوديوم، بغض النظر عن الطعم؛ فرقائق الذرة والكرواسان وبعض أنواع الوافل تحتوي على الكثير من الملح ولكن لا يبرز فيها الطعم المالح، ولأن الإنسان لا يمكنه تصنيع الصوديوم في جسمه، فيحصل عليه من مصادر خارجية، لاستعادة التوازن.
أما السبب الثاني، فأرجعته إلى “تفضيل الملح”، أي الرغبة في الأطعمة ذات المذاق الملحي بغض النظر عن محتواها من الصوديوم.
كما إن لعادات الأسرة ونشأتها سببا رئيسا في شغف أبنائها للملح، خصوصاً إذا كانت من الأسر التي تكثر من الأطعمة المملحة مثل الشيبس والمقرمشات والأسماك المملحة، كما قالت.
ويعود السبب الآخر إلى اختلال الأملاح المعدنية بالجسم، ومما لا شك فيه أن أجسامنا تحتاج الكالسيوم والصوديوم والمغنيسيوم والزنك والمعادن المختلفة لاستكمال العمليات الكيميائية الحيوية بالجسم، وبناء الدم والهرمونات، فإذا نقصت هذه المعادن، أرسلت رسالة إلى الدماغ ليزيد من تناولها، وخاصة الملح حتى يلبي تلك الاحتياجات المعدنية.
فضلاً عن الشعور بالجفاف؛ إذ يأتي الصوديوم ليحافظ على الماء في أجسامنا لترطيب خلايانا؛ فإذا تدنت النسب داخل الجسم فلن تعمل الخلايا بشكلها الصحيح، إذ يتم تنظيم توازن السوائل في الجسم بدقة بواسطة أنظمة التحكم في الغدد الصماء والجهاز العصبي؛ فإذا حدث تغيير في حجم أو محتوى السائل خارج الخلية؛ فإن أنظمة التحكم تحاول ضبط الخلل، عن طريق إحداث توازن بين الماء والصوديوم من خلال شرب الماء وفرزه، وتناول الملح وفرزه خارج الجسم كي يستعيد الجسم توازنه مرة أخرى.
وانتهت البرعاوي إلى أن الشهية للملح تعد إحدى طرق الجسم للتشجيع على شرب الماء لمقاومة الجفاف، على أن لا يزيد استهلاكنا للملح عن الحد المسموح به.
المصدر: فوشيا
0 comments:
إرسال تعليق