منشورات القسم الثقافي
ثقافاتٌ ورؤى
د.أحلام الحسن
القسم الثقافي
تأبَّطَ الحزنُ شعري والقصيدُ خبا
والمفرداتُ كما لو أنها حطبا
ملأتُ كأس الهوى خمراً لعلَّ فمي
يستعذبُ الحرفَ إنْ لم يعشقِ العنبا
وقلت أبحثُ في جيبِ الشعورِ على
وميضِ شوقٍ عسى أن يُلهبَ العربا
فما وجدتُ سوى جمرٍ سيحرقني
ونهرُ دمعٍ جرى من مقلتي انسكبا
وبعضُ ودٍّ وذكرى للتي رحلتْ
وقُبلتينِ وحضنٌ قدْ نستهُ رُبا
فتَّشتُ جيبَ شعوري ماوجدتُ سوى
أنّاتِ جُرحٍ وبعضُ الهمِّ منتحبا
وجدتُ قلبي الذي يبكي على وطنٍ
وجدتُ طفلاً نعى أمَّا وجدتُ أبا
وكوخُ كهلٍ عجوزٍ يرتدي ادباً
وكيفَ يُقتلُ كهلٌ يرتدي الادبا
وجدتُ آثار أولادٍ وملعبهم
ودفترٌ قدْ محا مافيهِ قد كُتبا
نظارةٌ دميةٌ ممحاةُ طالبةٍ
وكفُّ طفلٍ وعكَّازٌ وبعضُ إبَا
بينَ الركامِ وصوتٌ راعدٌ نَحِبٌ
كأنما الريحُ قد عاثت بنا لعبا
أهذهِ الشامُ أم نارُ السعير بها
يحاسبُ اللهُ من أفتى ومن كذبا
وكيف تُمسي جنانُ اللهِ محرقةً
وكيفَ للنور أن يُمسي لنا لهبا
يا قبلةَ القلبِ يا أنفاسَ زنبقةٍ
يا بسمةَ الطفل يا أيقونةً عجبا
صبراً دمشقُ فكم حلَّتْ بنا مِحَنٌ
ولم تموتي ولكن صبرنا تعبا
قالوا اتصمد في وجه الرياح وهل
أتصمدُ الريح في وجهٍ ينزُّ صبا
هذي دمشقُ كمثلِ الشمسِ ساطعةً
يبددُ النور من أجوائها السُحبا
مهما اشتكت من جراحِ الغدرِ نازفة
تبقى الشآم على هامِ الدنا شهبا
0 comments:
إرسال تعليق