• اخر الاخبار

    الأحد، 10 يونيو 2018

    حسن بخيت يكتب عن : " الإنتحار ناقوس خطر يؤرق المجتمعات "



     

    أستوقفنى خبر انتحار آسيوي مساء الجمعة في الحرم المكي. والتى أعلنت عنه السلطات السعودية ، وقالت إمارة مكة المكرمة على حسابها بموقع تويتر إن الجهات الأمنية رصدت حالة انتحار لمجهول من جنسية آسيوية قفز من الدور العلوي لصحن المطاف ، وذلك بعد الانتهاء من صلاة العشاء ، وأوضحت أنه ألقى بنفسه من سطح المسجد ، وسقط في صحن المطاف دون أن يصاب أحد بضرر ، وتم على الفور تطويق الموقع ومباشرة الحالة من قبل الهلال الأحمر لمحاولة إسعاف الشخص ونقله إلى الطوارئ إلا أنه توفى هناك ، وحتى كتابة هذه السطور ، لا يعرف أحد على وجه الدقة سبب الانتحار، هل للخروج من ضغط أزمات نفسية أو مالية أو أسرية ، وربما يكون إعتقاد بأن الوفاة في الحرم يكون سبب دخول الجنة ، تعددت الأسباب والإنتحار واحد ،

    الإنتحار : مأساة إنسانية وجريمة دينية نكراء ، تدق ناقوس الخطر على مستقبل المجتمعات ، فقتل النفس جريمة شنعاء ، جرمتها الأديان ، وشددت عليه الشريعة الإسلامية ، وتوعدت لفاعله بأشد العذاب ، فلم يأتى وعيد في كتاب الله أشد من قتل النفس والشرك بالله ، لأن قتل النفس هو يأس وقنوط من رحمة الله التى وسعت كل شيء " إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون "

    والإنتحار ظاهرة عالمية إنتشرت في الفترة الأخيرة من القرن الحالى ، وليس مختص بدول بعينها ، ولا علاقة له بالفقر أو الغني ، ولا يفرق بين دول العالم سواء المتحضر أو النامي ، فجميع المؤشرات والإحصائيات تشير أن الإنتحار يرتفع في الدول الغربية المتقدمة منها مقارنة بالدول العربية أو الإسلامية وإن كانت فقيرة أو متخلفة ، وتأتي السويد في مقدمة الدول الأعلى لحالات الإنتحار رغم الرخاء الإقتصادي والتقدم العلمى ، والرخاء المعيشي ، بجانب القدر الكافي من الحريات والديمقراطية ، وربما يكون سبب ذلك هو عامل الدين بالمنطقة العربية والذى يحرم ذلك تماما" ، ويقف حائلا" في انتشار هذه الظاهرة ، ولذلك يكون وقوع حالات من الإنتحار أقل من الدول الغربية ، ويرتبط أكثرها بالإضطرابات النفسية والضغوط المعيشية والأسرية والمادية ، ولا ينكر أحد أن حالات الإنتحار في المنطقة العربية شهدت تجاوز المانع الديني في السنوات العشر الأخيرة ، وارتفعت فيها وتيرة الإنتحار ...

    لا أريد أن أدخل في أسباب ودوافع وتبريرات الإنتحار ، لأن قتل النفس لم يأتي تبرير له في كتاب الله قط ، مهما اشتدت الظروف والصعاب والالام على المسلم ، لأنه يؤمن برحمة الله الواسعة التى وسعت كل شيء ، وجاء الوعيد لمرتكب مثل هذه الجرائم بالخلود في نار جهنم ، ويعذب يوم القيامة بالوسيلة التى انتحر بها ، وجاءت الأيات القرآنية والأحاديث النبوية محرمة لهذا الفعل واعتبرتها كبيرة من الكبائر ، فمهما وصلت الشدة على الإنسان في الدنيا فهى أهون من عذاب الأخرة ، فلو فكر المنتحر قبل انتحاره قليلا ، وسأل نفسه .. كيف يفر من ضيق وشدة مؤقتة ولابد لها من نهاية ، سواء بتفريج الضيق والشدة وتغير الأحوال ، أو حتى بالنهاية الحتمية للإنسان في الدنيا بالموت الطبيعي ، إلى عذاب دائم لانهاية له ، ولا فرار منه ، فالله تعالى يقول " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما "

    خلاصة القول :، الإنتحار هو عمل مأساوي يقوم به إنسان فقد كل أمل في الحياة ، وفشل في حل مشكلاته المختلفة ، بل فقد القدرة على التواصل مع أفراد المجتمع ..
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسن بخيت يكتب عن : " الإنتحار ناقوس خطر يؤرق المجتمعات " Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top