بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة أو التوجيهية كما كان يطلق عليها من قبل . قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ؟؟ هناك من حقق مجموعا كبيرا يخول له اللحاق بكليات يسمونها بكليات القمة وهناك من تعثر وخاب أمله في الحصول علي المجموع الذي كان ينتظره ؟ وفي كل الأحوال كان الله في عون أولياء الأمور الذين سهروا الليالي وحرموا أنفسهم من ملذات الحياه لتوفير فلوس الدروس الخصوصية التي أصبحت فرضا وواجبا عليهم .
وفي كل الأحوال ليس بالضرورة أن يكون الأول في المرحلة الثانوية هو السعيد
الذي تفتح له الأبواب وليس بالضرورة أن يكون الأخير أكثر الناس بؤسا وتعاسة ؟؟ لا والله فثوابت الأيام قدمت براهين مختلفة.
رأيت من فشلوا في تحقيق المجموع
الأكبر يعطفون علي من حصل علي الدرجات النهائية. فالأرزاق لاعلاقة لها بالأول ولا بالأخير
وهناك الطبيب الذي يضرب أخماسا في أسداس لتدبير متطلبات حياته ويعاني كما أعاني أنا وأنت شظف العيش وقسوة الأيام . وهناك خريج الهندسة الناجح بتقدير ممتاز بقسم ( البترول) الذي يعمل موظفا في الوحدة المحلية
لاعمل له ربما كانت جريمته أنه يفتقد السند في التوسط لدي أحد المسئولين بشركات البترول
؟ المهم لاتحزن ياصديقي فنحن في زمن( الشرم
برم).
ولاتعجب عندما تري خريجة الأداب موظفة كبيرة في قطاع البترول ومسوغاتها
انها ابنة معالي الوزير الذي حدثنا وصدعنا عن العدالة والمساواة؟؟
المهم هو دخولك الكلية التي ترغبها وتحبها ولو كانت في المؤخرة والأهم أن تكون الأول
بها وتحصل علي الماجستير في علومها والدكتوراه في أحد تخصصاتها عندها ستفتح لك الأبواب
المغلقة سيشار اليك بالبنان .
ويحكي الطبيب المشهور / حسام موافي موقفا تألم منه يوم أن ظهرت نتيجة
الثانوية العامة وكان حاضرا ككل الزملاء ورأي بأم العين أحد أولياء الامور وهو يضرب
ولده وفلذة كبده بالحذاء لأنه فشل في تحقيق المجموع الذي يخول له اللحاق بكليات القمة
؟؟
يقول الدكتور / موافي مرت الأيام
وتقطعت السبل ولا أدري أين زميلي المضروب وماذا فعل في دنياه . ويستطرد قائلا: بعد
بلوغي سن الستين فوجئت بدعوة من مدارس الأورمان التي تخرجنا منها لتكريمي وآخرين ؟؟وانا
في طريقي لحضور الاحتفال فوجئت بسيارة غالية الثمن يقودها شخص تغيرت ملامحه تفحصت وجهه
وفوجئت به انه زميلي وصديقي الذي نال علقة ساخنة من والده . وجلسنا نتسامر وسألني عن
حالي فقلت له لقد حصلت علي الدكتوراه في الطب وقد خرجت علي المعاش وحصلت علي معاش الفين
جنيه تقريبا ومكافأة ٢٠٠ الف جنيه وكان سؤالي له وأنت ماذا فعلت بك الدنيا ؟؟
فقال لقد حصلت علي بكالوريوس
من كليه التجارة والتحقت بأحد البنوك ثم التحقت بأحد البنوك الأجنبية وقد تبوأت مديرا
للفرع في مصر وخرجت علي المعاش مثلك وحصلت علي معاش الف دولار شهريا أما المكافأة فهي
خمسة واثنين من عشره مليون دولار انتهت القصة ؟؟
ويا كل أولياء الأمور رحمة بالأبناء
وشفقة بهم لاتحملوهم من الأمر مالا يطيقون .
كفاهم أنهم كانوا حقل تجارب كالفئران ..ولله الأمر من قبل ومن بعد ؟؟
**كاتب المقال
كاتب وباحث مصرى
0 comments:
إرسال تعليق