أي خلق وأي دستور يسير به المجتمع لقد اختلت كافة الموازين، صار الذي يمسك بيده
زمام الوجاهة والرأي والتأثير فى كل مجتمع
هم أكثر فجرًا وأغلظ قلبًا، غير مراعين بأي مبدأ أو ملة أو عرف أو تقاليد،
حتّى لو كانت ضحاياهم ممن ربوهم وتعبوا وسهروا على رعايتهم وراحتهم، كل همهم نفسهم
وفقط.
وها نحن نلاحظ في الآونة الأخيرة أنه انتشرت ظاهرة (المستريح)
في مدينة صغيرة يلتقط سمعك أخبارًا متفاوتة عن مستريح هنا وهناك في كل حارة من
مدينتي رائحة نشمها عن قساوة قلب وإجرام مستتر وظلم مر
تجرعته عائلات كثيرة من المستريح. ومن المؤسف أن المسيطر على قائمة النصب
شباب سنهم قبل الثلاثين، إنهم يديرون شبكة نصب بحرفية بالغة.
ومن أدواتهم استغلال الدين وعباءة التدين، وطيب اللسان
وحلاوته، شاب من هؤلاء جند إمامًا يعتلي المنابر كي يصطاد الضحايا ويسلمهم إليه،
وعند المواجهة مع الشيخ يقول: كنت لا أعرف أنه نصاب، وفي أول شهر يدفع ربحًا يغري
الضحية وفي الشهر الثاني يقل شيئًا ما الربح ، في الشهر الثالث يتم وقف الربح ويتعلل بالحجج المقنعة برداء من
الود والعاطفة ، وعندما يثور الشك داخلك
وتطلب مالك.
من رابع المستحيلات أن يفتح لك بابًا كي تحصل على نقودك،
وإذا وصلت إلى كبيرهم يقول لك: انتظر سندفع لك على أقساط شهرية كل شهر ألف جنيه؛
أي تمكث سنوات كي تصل إلى نقودك، ومن مجالات النصب الشهيرة العقارات وبيع الأراضي،
تجارة الأدوات المنزلية، تجارة الفضة والمجوهرات، تجارة المواد الغذائية، وكم من
شباب حصلوا على عشرات الملايين وهربوا إلى
دول مختلفة ، ومن نوادر مستريح في خطبة لصلاة العيد أمسك تليفونه المحمول وقام
بتصوير الخطبة، وقال للشيخ بعد الخطبة: أنا
قمت بتصويرك بهاتفي الذي ثمنه ثلاثون ألفًا، وبالتأكيد الفيديو سيكون جميلًا يا
شيخ انظر، هل ترى جمالًا مثل هذا؟ انظر إلى جمال سيارتي البخاخة، ألا تعرفني أنا
فلان تاجر المواد الغذائيةبالجملة عملي مريح، هل تحب أن تكسب معي، اقتنع الشيخ
بكلامه فأعطاه كل ما يملكه ستون ألف.. وبعد فترة احتاج الشيخ نقودًا مصاريف ميلاد
زوجته، طبعًا أخذها الغراب وطار وأخذ معها ملايين أخرى، وآخر تاجر فضة كان دائمًا يعلو صوته بالآذان ويقوم بإمامة
الناس بمسجد بجوار منزله، حلو اللسان يوهمك بطيبة قلبه وحلو لسانه. وفي النهاية تكتشف أن له ضحايا، بالطّبع
اللّعنات تصب على الوالدين منهم من باع بيته كي يسد جزءًا لضحايا النصب، ومنهم من
مات بالسكتة القلبية، ومنهم من سار يتسول يسأل الناس، أما الضحايا أمراض نفسية
امتلكتهم أمراضا نفسية ، ومنهم من اتجه إلى الإدمان وآخر سقط مغشيًا عليه مفارقًا
الحياة رغم أنّه قريب جدًا من النّصاب. ولكن ما الحل؟ الناس تهرب من الربا وتقوم
بتشغيل نقودهم في العقارات أو الذهب والفضة فكان مصيرهم النصب واستحلال أموالهم.. لا
بد من فتح قنوات مشروعة تحت إشراف المسؤولين لهؤلاء الناس كي لا يقعوا فريسة للنصب
مرة أخرى، مثل فتح باب المشاركة بالأسهم في الشركات العامة المريحة ، وتكوين جهة
مسؤولة لتشغيل أموال الناس في الشركات والمصانع والهيئات الإنتاجية مع ضمان الحفاظ
على هذه الأموال، لا بد من اتخاذ حل سريع حفاظًا على الاقتصاد القومي والفردي
للمجتمع، حفظنا الله وإياكم من النصب والنصابين.
0 comments:
إرسال تعليق