( تلك
حكاية موغلة بالقدم ،يرويها بائع سعادات
زائفة اتهمته البيوت بالجنون فازداد صخباً وصراخا ،دونها تحسباً للضياع جواب
طرقات نساج اعاجيب يبحث عن منفذ يوصله الى غاياته ومراميه، يطش فوق شعاف الرؤوس المطوية الى بعضها مثل افاع سود، منابت
خصبة تثمر قلقلاً واسئلة، وتنهدات تشبه فقاعات الصابون!!
*يوم ولد المنطفيء الملامح،بعينيه الغائرتين
المثيرتين للشفقة ، لم يصرخ محتجاً، لحظة مغادرته عوالم المجهول، مثل كل اولاد
قرية (المجافيت) المتكئة على وسائد ضفاف
شط ثقيل رتيب امواجه
ثقيلة،تجر
امامها فضلات السوق وعفنة الحيوانات النافقة،
اولاد لفح اجسادهم
الملحاء سموم لاهب ،يشوي الارواح بهذر
ملتاث
برغبات لاتعرف حدود الاستحالة،كل ما تتعثر به خطواتهم مباح قابل للنهب والتدمير،
معلنين انهم لايحبون اللوم ولا يكترثون
لما يقال مهما كان صعباً ،ترعد
رؤوسهم بحكايات لم يسمعها غيرهم من قبل ،تلوحُ ارواحهم برايات تثير مضاجع الامهات الراغبات بفيء الاطمئنان ،
الامهات يخشين الفجيعة،التي لاتغادر ايامهن ،فيما تسعى خطوات الاولاد بتلذذ
صوبها،صرخت العجوز الضعيفة مثل قصبة صفراء مغموسة بطين يباسها ،الملفوفة باغطية فزعها واستغرابها بعد ان ضربت
الولد على قفاه ثلاث ضربات متتالية
بقوةاثارت مواجعه ،لكنه وبخبث شديد التأثير
تقصد الصمت،. صاحت العجوز باقصى ما استطاعت حنجرتها الرانة مثل دقات هاون.
-اصرخ
..لا تنصت لشيطان وداعك ..مالك تجيء الى الجحيم دون صراخ.. اصرخ حتى لا تظل
الاوجاع رفيقة سنواتك التي لااحد يعرف كيف تكون..صراخك مفتاح خطاك المقهورة منذ
لحظتك تلك…..لانك سليل بكاء ولطم وخواء،،،فراشك زاه بالانوثة رافل بالغياب… اطيافك منسية ..وروحك تبحث عن فناء موعود!!
تمنى لو
انه تماسك قليلاً ،ليصفعها على صفحة خدها الذي يشبه رغيف خبز شعير منسي فوق طبق من
خوص تلفحه الشمس،لكنه لم يفه بشيء ، فيما اصابت الام المسكينة، نوبة تمتمات
لاتفهمها غير روحها الواجة بالاسف الممزوج بالخوف ،كلمات تتوسل بكل اولياء الله،
واضرحتهم المليئة بسلال من الطلبات
الصعبة التحقيق ،بأن يصرخ،.. يصرخ ..يصرخ
..طفل دونما صراخ تجيء طفولته عرجاء،معلعلة،تعكر صفو الايام ومحاسنها… !!ظلت العجوز تهزه بمكر مصحوب
بعدم رضى ًوملل ، ببطء رمته الى حضن فراش اعد على عجل ،مجموعة ثياب
عتيقة، بلون الملح الممزوج بطين حائل، تهيض بروائح ،استحسانها،وبشرها،ثمة بدلة كاكية تخترق امامها
ثقوب بحجم متساوٍ ،ثقوب رمته الى مجاهيل الاسئلة ،التي لم يثق باجاباتها مهما كانت مقبولة تستند الى عقل،
اطلق ابتسامات الفرح والارتياح دون قصد منه ،حين اخذته الام التي ركبت جياد الحيرة
الى صدرها محاولة دس ثديها الدار بياضاً بين الشفتين المصمومتين بعناد، ارجع
جمجمته الغريبة التكوين الى وراء، رافضاً الانصات الى ما كانت الام تطلقه من ادعية
وتوسلات، ظلت ترافقه اينما حل به خباله، ،…جيء به لينطرح عند طابور( الملا عوف.). الشديد القسوة ،الشامر طرفي صايته الصفراء الى مافوق
المرفقين، كان يرقب المشهد المثير للضحك
دون استسلام، محاولاً ايجاد وسيلة تمكنه من الهرب الى حيث يريد،، يصيح الملا مكشراً عن بقايا اسنان فحمية لبست عباءات
الدخان ——- جيبوه..لايفيدك عنادك،، الكثير
مثلك حاول الفرار لكن الامر ضرب من المستحيل!!
يصرخ
الولد ،يتلوى ..يغمض عينيه هلعاً وهو يبصر
دون رغبة منه كفنه. المعلم بروائح
الزعفران واكف الدم ،يصطبغ بلون احمر قان.. يهمس الملا.. بعد ان ارث
سيجارته اللف التي اثارت ثغبرة من الدخان
الكريه الرائحة،.
.
--امشي ..اركض دس حشفتك بالرمل عند ضفة الشط..لاتتحرك ولاتخرجها حتى وان
احترقت..يقلبك الرب قرداً ان انت نظرت اليها او اخرجتها….!!
ركضت
الخطوات بتثاقل اول وهلة لكنها، ومع تعتالي الزغاريد... والتصفيق.. والغناء.. تسارعت لتمسك الشط من زيق رماله الافحة ،يضحك
في سره، بل تنفجر اعماقه، بسباب ما كان يعرفه من قبل، ظلت هذه الصورة، تلاحق
مخيلته، رافضاً الانصياع لما تحويه من الم واحساس بالتخاذل والجبن،
رويداً رمى بجسده الغض،الشبيه بكربة نخل الى وسط
لجج الماء ،الذي لبسته الدماء ثياب حمر مالبثت ان تلاشت بعد حين،
—٢–
(محال
ما اسمعه ،وما يؤمن به الناس ايماناً قطاعاً لاجدال فيه ،ان التاريخ دورة تعيد نفسها كلما طلبت الازمنة
احياء ذاكرتها بوقائع واحداث طالها النسيان!!
.. لو
فعل التاريخ،ما ارادة القتله، وعاود دورة الايام، لكانت الكارثة..)!!
**مع
الكثير من التوسلات، والاغراءات.. والنذور، والتهديدات. المبطنة بود كاذب ،
وتخويفات لم يستطع تحملها ،قرر وهو يدخل بوابة الاربعين شامخاً متخماً
بالفخامة والغرور ، تنفيذ تلك المهة التي
يسميها، (لعبة الرمل)، بحث عن شبيه
طبق الاصل والحيلة من (الملا عوف)،الذي اصبح مزاراً تملأه اشارات قماش خضر وبيض،
ولواطخ من الحناء وبخور الجاوة،
رمته افكاره الى حيث المزار القريب من دهلة الشط الذي ازداد قتامة ليدس بها حشفته التي ولدت له احراجات سممت لياليه، اضاع الطرقات ، تائهاً بين مدن ودروب انسته وجوده ،تمنى لو انه ماخالف
أمه، لكانت المهمة قد انقظت منذ زمن طويل، تعود تفحص الجدران،تلمسها برقة مفضوحة
وقراءة عناوين من يبحث عنهم، وبغير ما تركيز.، رتل خطوط اليافطة التي استقرت
عندمصائب روحه، كرر القراءة بصوت تمثيلي،
اثار اعجابه بنفسه، ودونما مراجعة او تردد، هام باتجاه المكتوب من العناوين، كان (الملا عوف)، ينظره بعينين باسمتين، ملوحاً
بالة القص التي اصفرت منذ دهور،
قال--ماكان
عليك ان تهرب..قلت لك محال هروبك لكنك رفضت الاصغاء!!
-
ماوجدت ضرورة لذلك،،،لهذا هربت!
—-هربت
..وها انت تعود!!
—- نعم
قيل لي لايمكن ان اشارك بما يجيء دون اتمام هذه الفعلة التي لا احب؟
ابتسم
الملاثانية مطلقا اهات الاستحسان والترحيب، وقبل الامساك صدأ الة القطع ، واتمام
المرجو من الفعل همس بخبث يعرف تأثيرة،
-عليك
الاحتفاظ بما اسلمه لك من المقطوع.. لانك مطالب بابرازه ساعة رغبتك بالمشاركة!!
هز
الولد الذي صار رجلاً يقترب من الكهولة،
رأسه بقناعة خالية من الانفعال،
وحين وضع الملا بقايا ماحمله لسنوات طوال بين يديه، راح يضحك.. ويضحك..
ويضحك.. لانه لايعرف الى اين يتجه ليدس جسده وسط رمل حار، يشبه ذاك الذي تركه
هناك،
بقعة
دم حمراء جفت سريعاً، عند مكان عذريته التي غادرها للتو،ضحك ( الملا عوف) بصوت
مجلجل اثار انتباه الوجوه المراقبة لما حدث،وبهدوء لملم اغراضه واختفى تاركاً
الرجل ،المنهار فزعاً يتحسس مابين فخذيه،معلناً لمخاوفه(لان اصبح بامكانه الاحتفاظ
ببقايا الشيء ،، والتفاخر بإنه قادر على اقامة مواجن ليلية تثير اشتهاء المارقين صوب ملذات التوحش!!
0 comments:
إرسال تعليق