أولاً التمهيد :
بسم الله الذي لا تتم السابغات من
الأقوال والأعمال والأفعال إلا به وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد
بن عبد الله الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .
ثانياً التوجيه الإعرابي للبيت :
ما قال لا قط إلا في تشهده ... لولا التشهد كانت لاؤه نعم
طلب الأستاذ خالد سعد فيصل تفسير
بيت الفرزدق لاختلاف فهم معناه بسبب التباس التوجيه الإعرابي مع المعنى الظاهري
لمفهوم البيت !!
حيث قال شاعرنا العظيم الفرزدق :
ما قال لا قط إلا في تشهده .. لولا التشهد كانت
لاءه نعم
أقول :
لا لحن في البيت ولا تناقض في المعنى ولا تضارب
من حيث الصناعة النحوية في بيت الشاعر العظيم الفرزدق حيث أجاز سيبويه أن يكون اسم
كان نكرة وخبره معرفة .
من حيث الإعراب :
( فيه تقديم وتأخير جوازي وليس وجوبيا
من أجل الضرورة الشعرية " حرف الروي " الميم .
1- التوجيه الأول لإعراب البيت :
( نعم ) : اسم كان مؤخر مبني على
السكون في محل رفع .
و( لاءه ) : خبركان منصوب ؛
وضمير الشأن : مضاف إليه مبني في محل
جر .
2- التوجيه الإعرابي الثاني : ما
قال لا قط إلا في تشهده ...
لولا التشهد كانت لاؤه نعم
باعتبار أن في البيت الشعري إقواء على أن ( نعم ) مبنية على الضم لا على
السكون خبر كان مبنية على الضم في محل نصب .
و( لاؤه ) :
اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة .
وضمير الشأن - الهاء - مبني على الضم في محل جر
مضاف إليه .
ثالثاً تفسير معنى البيت الشعري :
أما من ناحية المعنى فلا تناقض بين التوجيه الإعرابي وبين المعنى العام
للبيت والإعراب فرع المعنى - كما قال النحاة ومعنى البيت :
يبالغ الفرزدق في مدح صاحبه بأن لسان حاله عدم الاعتراض على شيء قط لدرجة
أنه ما يقولها البتة
والمعنى مجازي حيث أتى ب ( لا ) محل عدم الاعتراض ثم بالغ ثانية وأتى
بالظرف ( قط ) للدلالة على أبدية وانتفاء الاعتراض قوله ::( ( لا ) إلا قوله
استثناء في حالة واحدة هي في صيغة التشهد عند الصلاة وخارجها ( تشهده ) المتضمن
قول : ( لا ) في ( أشهد ألا إله إلا الله ) ولولا وجود ( لا ) ضمن التتشهد المتضمن
لها لما قالها ( تلفظا ) ولكانت ( نعم ) قولا محل ومكان ( لا ) أي ( لاءه ) لفظا !!! أعني التي تلفظ بها أي :
وهي محل وبدل ومكان لاءه التي ذكرها ممدوحه ضمن
تشهده .
فلا تناقض بين المعنى وبين التوجيه الإعرابي !!!
والله تعالى أعلى وأعلم .
رابعاً الرؤية النقدية :
الاختلاف حادث بسبب نقل رواية البيت الشعري في لفظة ( لاءه ) أم مجيئها (
لاؤه ) وبناء عليه يتعين :
١- جعل - لاءه - خبرا مقدماً ل ( كان ) وتوجيه حرف الجواب - نعم - على أنه
اسم كان مؤخر .
٢- أو جعل - لاؤه - اسما ل كان ؛ وتوجيه - نعم - خبرا ل( كان ) .
2- حتى قوله ( لا ) التي أراد الشاعر العظيم المبدع الفرزدق أن ينعت به
صاحبه في أقواله لا تعطي معنى - النفي - التي أرادها الشاعر لمه ؟؟ !!!
ذا لأن الفرزدق أراد بها النفي في قوله ( لا ) في تشهده ( التشهد ) وهو
قولنا : أشهد أن لا إله إلا الله وهو خلاف
المعنى !!!
لأن ( لا ) في ( التشهد ) تعطي معنى الإثبات في أسلوب الاستثناء المفرغ (
الاستثناء الناقص المنفي ) فمجيؤها كأداة نفي أول التركيب الاستثنائي ثم تفريغ
المستثنى منه وعدم وجوده في الكلام ثم مجيء أداة الاستثناء الملغاة ( إلا ) للقصر
وللإثبات بأنه لا معبود بحق إلا الله تعالى ثم مجيء المستثنى لفظ الجلالة ( الله )
في أسلوب القصر والاستثناء للدلالة على إعطائنا معنى الإثبات في التركيب اللغوي لا
معاني النفي !!! ؟؟
خامساً المختتم :
هذا ما أفاض الله تعالى به علي .
" وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين " .
**كاتب المقال
ناقد أدبي وكاتب صحفي بجريدة الزمان المصري
.
القاهرة في صباح الاثنين الموافق 23/10/2023
0 comments:
إرسال تعليق