جل العرب من نهر "أبي
رَقْرَاقْ" المغربي الجليل إلى النهر المصري النبيل "النيل" صامتون
، قادتهم على الأغلَبِ في حَضرَةِ أو غياب
أمريكا يرتعشون خائفون ، نسوا ماضيهم كأحفاد حضارة بها لوقتٍ معلوم كانوا يفتخرون
، وعقيدة اعتنقوها بها لوقتٍ تآكَلَ وصلوا حيث يتربَّعون ، كل هذا لم يعد يهمهم
حيال أمْرٍ أمريكي لتنفيذه دون نقاش يتسابقون ، رحلت النَّخوة والصَّحوة والقُدوة
مٍن تصرفاتهم فغدو عَكْسَ ما يزعمون ، في طاعة أعداء العروبة والإسلام يتراكضون ،
وهم على قمَّة الثروة والمنافع الكبرى يتحكَّمون ، فمتى من كابوس فقدان ما سبَقَ
يتحرَّرون ، أمريكا لن تستطيعَ جرَّ أصحاب مبادئ بالثقة في أنفسهم وصفاء ضمائرهم
يتنعمون ، بل تصبح أعجز من هِزَبْرٍ
هَرِمٍ أنظروا لباقي الحيوانات ما هم به صانعون.
جل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
كغالبية العرب على ما تتعرَّض له
"غزة" يتفرَّجون ، لم يكفيهم رؤية الأطفال الخدَّج وهم يُقتلون ، ولا
النساء المسلوبات كرامتهن ورجالهن في العراء يبكون ، ولا مرضى المستشفيات الطامعين
في قطرات ماء بدل العلاج ولا يجدون ، غير المزيد من سقوط القنابل على رؤوسهم
لغيرها فظاعة على امتداد حياتهم لا
يتذكَّرون ، فأي دعاة للعروبة والإسلام هؤلاء إن كانوا بعجزهم لتغيير مثل المنكر
على أنفسهم يكذبون ؟؟؟ .
... غزة تجاهد لقطع رؤوس ألْعَنِ
أخطبوط العداء الأقوى للعروبة والإسلام الصهاينة ومَن معهم يتحالفون ، كلفها ذلك
تدمير الجزء الأكبر من مساحتها الجغرافية بما في ذلك بيوت الذين إليها ينتسبون ،
إحصاؤها يفوق المُعلن إذ الطغاة لا زالوا يُخرِّبون ، على المساجد والمدارس والمستشفيات كل أنواع
القنابل الأكثر انفجاراً والأشد فتكاً يُسقطون ، لا يهمهم الحجر إن امتزج بأشلاء
البشر المهم لإجرامهم المُحَرَّم يطبِّقون
، غير مدركين لما لحقوق الإنسان عليهم من واجب له يتنكرون ، وكأن إسرائيل خرجت من
طبيعة الإنسانية إلى تقمُّص همجية حيوانات انقرضت بها قطعياً يتشبَّهون .
...هل لصياح الرئيس التونسي أثر يٌذكر
كخطاب أعتبره لعنترة بن شداد العبسي موجه لخاطفي ليلاه بكلمات تلهت ليتلقفها
التابعون ، لمزايا التستر خلف التقاعس عسى غدهم يمر ولا يٌحاسبون ، مع القائد
المزمجر المغوار القائل : "لهم الصواريخ العابرة للقارات ولنا المواقف
العابرة للقارات" والجميع من حوله بأقصى انتباه يستمعون ، لنموذج يختصر
التخريف المجاني العربي المغاربي بذلك أصحابه مستقبلا معروفون .
... غزة في حاجة لوقود والجزائر تحت
أرصها وديان من النفط وشرايين لا تحصى من
الغاز فهل حكام هذا القطر لا يفهمون ، أم يفهمون وإتباعا لسياستهم غير الواضحة من
القضية يتماطلون ، لدراية تتملّكهم عن الغضبة الفرنسية وقبلها النقمة الأمريكية إن
كانوا في مد يد العون بالطاقة لمقاتلي "حماس" يفكرون ، فأين هبة ثورة
المليون ونصف المليون من الشهداء ومثل الحكام عن مثل التضامن العملي الفعلي
يتهربون ؟؟؟.
**كاتب المقال
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضميرالعالمي
لحقوق الإنسان في سيدتي – أستراليا
aladalamm@yahoo.fr
0 comments:
إرسال تعليق