• اخر الاخبار

    الخميس، 30 نوفمبر 2023

    حصة الرفش .. قصة قصيرة للأديب العراقى الكبير عيسى عبد الملك

     


    ذات ليلة, في كوخ الأرملة نوعه ام دهراب,  اجتمعنا نحن صبية القرية واتفقنا على امر خطير, هو ان نسرق شيلات امهاتنا  ونبكر لصيد صغارالسمك{الزوري } من نهر القرية.  ليلة اجتماعنا واجهتنا مشكلتان , وجود علوان الرفش ومن سيكون حارسا على متاعنا والصيد اذا ما اغرتنا وفرته بتتبع مكان وجود الاسماك والابتعاد كثيرا .؟

    أنا, وسأسرق طستنا الكبير لحفظ الصيد على ان تكون لي حصة مثلكم عند التوزيع.ابتعدوا ماشئتم فالصيد ومتاعكم في أمان قال ذلك الذي اطلقنا عليه اسم الرفش لكبر حجمه وبطء حركته وبلادة تفكيره.  ومع ان  ذلك اليوم كان شديد الحر, اغرتنا وفرة الصيد بتتبع مكامن الزوري  بعيدا وبالبقاء حتى حلول المساء.كان الواحد منا يمسك بطرف الشيلة  يقابله آخر معترضين طريق  السمك الوفير . ولأنا كنا فرحين بوفرة الصيد, لم نشعر بوخزات الجوع بل  انطلقنا نغني  متصورين فرحة امهاتنا وغظهن النظر عن خطيأتنا اذا ما رأين  كمية صيدنا . كان الرفش يمنعنا من رؤية الصيد المغطى  بالطست قائلا خير كثير كثير , سترونه حين تقاسم الحصص ثم يروح يدس الصيد تحت الطست ! .

    قبل ان تغيب الشمس تحلقنا حول  طست الرفش سألناه عن متاعنا  وطالبناه بتقسيم الصيد .نظر في وجوهنا وقال عن اي صيد ومتاع تتكلمون؟  لقد اكلته. انظروا ما تحت الطست , قال ورفع غطاء الطست .فوجئنا بما رأينا اذ لم  يكن هناك اي اثر حتى لسمكة بالغة الصغر  .! .

    ثارت ثائرتنا .اردنا ان ان نلقي بالرفش  في النهر لكنه سرعان ما شهر بوجهنا سكينا  كانت تحت دشداشته .

    عدنا حزانى متعبين جياعا . .ما احزننا اكثر هو تمزق شيلات امهاتنا  والخوف من العاقبة اذ كان للشيلة ثمن باهض وقيمة لدى الفلاحة . !!!..

    ...........

    الرفش... ذكر السلحفاة.

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حصة الرفش .. قصة قصيرة للأديب العراقى الكبير عيسى عبد الملك Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top