• اخر الاخبار

    الجمعة، 24 نوفمبر 2023

    هوامش على مجموعة "همس الياسمين "للقاصة سومه الباز ..بقلم الأديب :حسين عبد العزيز

     

     


    أنا سوف أقف طويلا عند النص الأول فى المجموعة (صمت ادبى )  لكنى لابد أن نلقى  نظرة على جزء من نصوص المجموعة طالما مكتوبة بالشوكة والسكينة ، وتلك الكتابة لا تصلح فى هذا الزمن سريع الإيقاع  متداخل الأحداث غير واضح المعانى والأهداف ، والأدب هو الوجه الاخرللأحداث التى تحدث حيث من خلل قرأت النص أحس بأن أحداثه تخصنى انا القارئ ، ومن هنا يحدث التماهى ما بين القارئ والنص .

    فها هو نص " رسائل بلا هوية "

    فهذا النص لا يرقى إلى مستوى القصة القصيرة فى هذا العصر .. لأن هذا النص مثل أنواع كثيرة تريد أن يعاد النظر فيها من حيث طريق البناء ، لأن كل عصر له ادوات الإبداع التى يجب أن تعبر عن هذا العصر  . ودعكم من وصفات كيف تكتب رواية وكيف تكتب قصة وكيف تكتب قصيدة  وتلك وصفات لأناس فشلت فى الكتابة الإبداعية ، فتوجهت إلى التنظير  .( هذا موضوع لا مجاله الآن لكن يمكن أن تعود إلى ما كتبه الدكتور عبد الرحيم الكردى  فى تلك المسألة )

    فكل نصوص المجموعة وجودية المعنى ، حيث البحث عن الذات وقيمتها بين الأشياء التى يعيش فيها البطل .

    ونجد روح أو الحنين الى الماضى هو  المسيطر على الأحداث ، والأحداث القديمة جدا  ولم نجد اى شارة من اى نوع إلى هذا العصر . عصر الذكاء الاصطناعي وما شابه من كمبيوتر او نت  ، أعنى  لم نجد احداث بعيدة عن ذات الكاتبة ، وهذا الزمن الذى يعد مخيفا مريعا إلى أقصى الدرجات ، وهذا يعنى أن القاصة اعتمدت على الذاكرة فى الكتابة ، ولم تعتمد على العين وفن المشاهدة وعبقرية التخزين فى الدماغ ، قد يكون هذا لأنه أول تجربة لها فى الكتابة ، والكتابة فعل شاق وليس بالسهل  بالمرة كما قد يتخيل البعض .

     

    والآن مع فاكهة المجموعة  ألا وهو النص الأول فى المجموعة الذى اعجبنى كثيرا وهو الذى دفعنى إلى كتابة هذا المقال لأن الكاتبة كانت فيه ذكية الى آخر الذكاء الابداعى الذى لم اجده فى باقى النصوص فمن يقرأ النص لن يرى دما مراقا أو احداثا مخيفة ،اى احداث دستوبية.. ولكن هناك مشاعر وقلق تنتاب الآن الإنسان الذى قد يقدم على فعل مخيف

    وفى البداية يجب أن نتفق على أن الإنسان المنتحر هو إنسان محب للحياة بل وعاشق لها ، لكنه عند أول مشكله تقابله يقدم على هذا الفعل . لماذا :لأن الانتحار هو الرد الطبيعى لما يقابله اى انسان يشعر بالظلم وعدم التقدير  ،فأى منتحر ينتحر لأنه يشعر بأنه يوجد اعتراضا ما على وجوده ، وخصوصا من المحيطين به وأقرب مثلا أمامنا هو نفيسة فى رواية" بداية ونهاية " وأيضا حالات الانتحار التى تقع هنا او هناك ، يكون الدافع الأساسى هو الشعور بالظلم الواقع من  الاقربون ، إذن فقد تمكنت الادبيه فى التعبير عن هذا بلغه وأسلوب جعل القارئ لا يقدر أن يخمن على ما تريد ان تقول  فى نصها حتى النهاية وقفل النص لم يكن به اشاره مباشرة إلى الانتحار ..

    وهذا الانتحار الشيك يعيدنى إلى الانتحار الشيك الذى قام العبقرى صلاح جاهين ، حيث أنه إلى تلك اللحظة التى اكتب فيها هذا المقال لا أصدق أن صلاح جاهين زارع البهجة فى النفوس ينهى حياته وهو الذى عمل على أن نحب الحياة من خلال الفن الذى كان يقدمه،وهذا ذكرنى بكتاب مهم كنت قرأته  له مخلصا فى مجلة العربي الكويتى اسمه "فن الانتحار "  حيث المؤلف قدم أسبابا كثيرة تدعو إلى الموت وقدم اسماء شركات تقدم مساعدات للموت السريع أو السوبر ، اى الانتحار المميز  .

    إن نص" صمت أبدى" نص مكثف وبه الكثير بل والمثير جدا   لكن  قبل أن أنهى تلك الدراسة السريعة  لابد أن أذكر أن رواية " ثلاثة عشر  سببا الانتحار " تتحدث الرواية عن فتاة شابة فى المدرسة الثانوية  ، وتقع فى حالة من اليأس سببتها الخيانة والتنمر حتى بلغ اليأس معها نهايته  ، وكان هذا هو سبب انتحارها ، وهنا لابد أن نتذكر رواية الروائى ( ١٩٣٤ ) للإيطالي ابرتو مورفيا والتى فيها يبحث البطل عمن يشاركه هذا الفعل ..فهو  قرر أن ينتحر بسبب اليأس  الذى قاله عن الرواي فى صدر الرواية ( كيف يكون الإنسان يائسا دون أن يتمنى الموت ..  وأخذ البطل اليأس طول احداث الرواية يبحث عن من ينتحر معه .. وهو يقنع كل من يعرض عليه الأمر بأهمية الانتحار ..

    وأيضا لا يجب أن أذكر أن انتحار مارلين مونور

    وهو يؤكد إلى ما ذهبنا إليه ..

    وبما أنا نعيش فى لحظة سوداء تماما بسبب الحرب على غزة ، فقد انتحر الشاعر اللبنانى خليل حاوى احتجاجا على غزو إسرائيل للبنان ..فمتى نرى شاعرا ينتحر احتجاجا على ماي حدث فى غزة

    شكرا للقاصة سومه الباز على هذا النص

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: هوامش على مجموعة "همس الياسمين "للقاصة سومه الباز ..بقلم الأديب :حسين عبد العزيز Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top