أفترشت الجدة عالية امام دارها ،ثم اسندت ظهرها الى الحائط ، وأخذت
تتابع احفادها وهم يجرون وراء الكرة ،ويصرخون بكل قوتهم بداعى وبدون داعى .
إلا انها وجدت حفيدها محمود الذى وجدته يجلس فى ظل شجرة التوت التى
زرعها جده محمود القصبى يوم زوجهما منذ زمن بعيد ، زمن لا تقدر ان تحدده بالضبط
رغم صغر عمرها فهو لم يتعدى ٥٥ عاما ،الا أنها تحكى لاحفادها كما حكت لأولادها
الخمس تاريخ هذه الشجرة ، حيث تحكى تلك
الرواية
" ان زوجها كان قد قال لها انه سوف يصنع لها شيئا مهما يوم
الصبحية ، لكى يخلد ذكرى زوجهما ،وفى كل مره تقص عاليه تاريخ الشجرة التى اصبحت
تغذى الجميع بطرحها الوفير من التوت .
ركزت النظر على محمود وندهت علية بكل قوتها
- محمود يااااا واد يااااا محموووووود .
نظر اليها الفتى ووقف وبين يديه هاتفة الذى يعبث فيه بسبابة يده
الشمال لانه شمالى ، يتحرك اليها ونظره مسلط على شاشة هاتفه واصبعه لا يود ان
يتوقف عن الحركه وفق امامها وقال
- نعم
لم ينظر الى جدته التى
ابتسمت، ثم قالت له
- أنت بتعمل ايه
- كما ترى يا تيتا
قالها ولم يوقف أصبعه عن العبث بشاشة هاتفه ، ولم يعرها ادن
انتباه ،ابتسمت وهى تقول له
- تعال اجلس جانبى لتقول لى انت نفسك تطلع ايه لما تكبر .
هنا رفع نظره عن شاشة الهاتف وتوقف اصبعة عن العبث واقترب منها ثم
جلس بحوارها وقال
- سوف اقول لكى ، لكن بشرط ان تحكى لى حكاية عن جدى محمود ، حدقت فيه
ومدت يدها الشمال وسحبته اليه وقبلته فى خده ،وقالت
- شاطر يا واد سوف احكى لك حكاية حدثت فى اول سنه زواج .
كان جدك قد اشترى سيارة جديده بمناسبة سعيدة حدثت له ، وبدأنا نركب
السيارة معا نقضى بها بعض المشاور القريبه من البيت الى أن يتعلم السواقة كما
ينبغى ، وفى احد المرات كنا نسير بالسيارة وفجأة وجدنا أمامنا سيارة ، وكان لازم علينا ان نرجع بالسيارة الى الخلف
حتى تمر تلك السيارة التى كانت نقل ثقيل ذات مقطوره ، هنا واقف جدك السيارة ، وخرج منها وانا قد
احتلنى القلق والخوف لانى كنت اظن ان جدك قد يتعارك مع السائق ، لكن لم يحدث شيئا
من هذا كله .
وإنما الذى حدث هو ضحنكا جميعا وكأنا قنبلة من الضحك قد انفجرت عندما قال جدك للسائق الاخر
الذى ينظر فى انداهش الى جدك ،( انا لا اعرف الرجع بالسيارة تعال انت رجعها) فضحك الرجل حتى دمعت عينه وخرج
من سيارته وهو مازال يضحك وكذلك انا فقد ضحكت من صراحة جدك المفاجأة ، وقال
لجدك حاضر ارجعها وفتح الباب واداره
السياره ورجع بها الى الخلف
- يخرب عقلك ياجدى على تلك الصراحة التى ليس لها مثيل .
- والان حدثنى عن حلمك و نفسك تطلع ايه لما تكبر .
- انا نفسى جدتى ان اصمم
لعبة اللكترونيه ، مثل تلك اللعبة التى العبها .
ضحكت الجدة وقالت
_ ولك عندى هدية معتبرة !
0 comments:
إرسال تعليق