يُعَدُّ
الجهل السياسي والطمع من بين العوامل الرئيسية التي تُسهم في تفتت القوى المدنية
في العراق وتفترقها قبيل كل انتخابات. ينبغي أن نسلط الضوء على هذه القضية الهامة
لفهم التحديات التي تواجهها البلاد في هذا السياق.
يُعَدُّ
الجهل السياسي عاملًا حاسمًا يؤثر على تشتت القوى المدنية في العراق. فالتفاهم
والوعي بالشؤون السياسية ضروريان لبناء مجتمع مدني قوي ولتعزيز المشاركة الفعَّالة
في العملية الديمقراطية. إذا لم يكن المواطنون على دراية بالأحزاب والمرشحين وبرامجهم،
فإنهم قد يتعرضون للتلاعب والتضليل من قبل القوى السياسية غير المسؤولة. لذا،
ينبغي تعزيز التوعية السياسية من خلال التعليم ووسائل الإعلام والمنظمات المجتمعية.
من
الجدير بالذكر أن الطمع والرغبة في تحقيق المكاسب الشخصية أحيانًا يعرقلون تقدم
القوى المدنية. فالبعض قد يسعى لتحقيق مكاسب شخصية من خلال المشاركة في الساحة
السياسية دون أن يكون لديهم اهتمام حقيقي بخدمة المجتمع. هذا يمكن أن يؤدي إلى
تشتت الجهود وعدم تحقيق أهداف حقيقية للتغيير والتحسين.
ومع
اقتراب الانتخابات، نشهد هجمة للترشيح من قبل العديد من الشباب. على الرغم من أن
هذه الخطوة تعكس حماسة الشباب للمشاركة في العملية الديمقراطية، إلا أنها قد تؤدي
أيضًا إلى تشظي وتشتت الجهود إذا لم تتم بتنظيم جيد وبدون وجود رؤية واضحة
للمستقبل. يجب أن يُشجع الشباب على المشاركة، ولكن يجب أن تُوفَّر لهم الفرص
والتوجيهات لتحقيق تأثير إيجابي داخل المشهد السياسي.
للتغلب
على هذه التحديات، ينبغي تعزيز التعليم السياسي والوعي وتشجيع الشفافية والنزاهة
في العملية السياسية. يجب أن تتعاون المؤسسات المدنية والحكومية لتقديم دعم وإرشاد
للشباب الذين يسعون للمشاركة في الساحة السياسية. كما يجب على الشباب الاهتمام
بتطوير مهاراتهم القيادية والتفاوضية لتمكينهم من تحقيق تغيير إيجابي داخل المجتمع.
بهذه
الطرق، يمكن تجاوز الجهل السياسي والطمع وتعزيز دور القوى المدنية في العراق، مما
يسهم في بناء مستقبل ديمقراطي ومزدهر للبلاد.
0 comments:
إرسال تعليق