• اخر الاخبار

    الخميس، 31 أغسطس 2023

    الروائي شوقي كريم واجادته في رسم عوالم روايته(سيبندية) وحرفيته في الاختيار والأسلوب الممتع!! ..بقلم الناقد/شلال عنوز

     


    العمل الروائي فن وموهبة وحرفية في انتقاء الفكرة والعنوان وتحريك الشخوص وهو بلا شك يهدف إلى ايصال رسالة ما للآخرين هذه الرسالة قد تكون ضمن المسكوت عنه أو هي ارتدادات لحالات حدثت في فترة ما كما في رواية (سيبندية) للروائي المبدع شوقي كريم، هذه الرواية التي قال عنها مؤلفها في التنويه عنها " ذات حكاية .. سمعت حكيما خبر الدنيا وخفاياها يقول: محال تغطية الحقيقة بغربال؛ وهذا ضرب من المستحيل؛ فطنت إلى المعنى وما أريد منه، وما الحقيقة التي تحتاج منا إلى إعادة كشف، لذا ما جاءت به المسرودة حقيقة من المنبوشات بين أطمار ماض قريب مسكوت عنه، رغم أهميته في تأسيس ما بعده من حروب وفواجع وانتهاكات انسانية ماتزال مستمرة حتى الساعة. قد لا نصدّق ما قيل ودوّن كونه ضربا من الخيال..ما أقبح الواقع الذي ينافس الخيال ويتغلّب عليه" وعلى الرغم من أنني لست بناقد ولكن أعتبر هذا التنويه أو الإضاءة قد أوصل الفكرة ومهد لها وهيأ القاريء لأحداث تاريخية ومراحل مأزومة مر بها العراق وعاشها شعبه على مختلف شرائحه وطبقاته واثنياته  بكل ويلاتها وأساها وملابساتها وإن كنا نحن أبناء جيل الكاتب قد عشناها واكتوينا بنارها وأثرت فينا وماتزال وأثرنا بها قطعا.أعجبني فيها الحرفية في اختيار العنوان وذكاء الكاتب في جعله نكرة غير معرفة (سيبندية) وذلك ليعطيها المعنى العام الأشمل الذي يظهر في كل العصور ولم يُعرّفها(بالألف واللام) كي لا يقيدها بزمن محدد، فهذه الطبقة الفاسدة تتناسل في الأجيال والأزمنة ونجدها في كل وقت وحين وهذا ما أراده الروائي كما أعتقد وقد أحسن صنعا.الروائي شوقي كريم من الروائيين القلائل الذين يجيدون رسم الواقع ويتفننون في السخرية منه. لقد أبدع في وصف ما أسماها بالأبجديات التي عصفت بحياة العجوز(الحبوبة) وصندوقها القديم التي عملت بكل جهدها على الاحتفاظ به طيلة حياتها وحبها المفرط ل(ابن كيفية)  الزعيم عبدالكريم قاسم.قادتنا مذعنين مع مداخل أبجديات اليتم والاثم والقحط والقسوة ثم أبجدية النهاية وأبجدية الرفض, مستعرضة لنا تاريخا مليءً بالاحتراب  والخوف والوجع والتعسف والأزمات واختلال الموازين ونمو الطارئين والطفيليين والرفض الذي نما في نفوس الأحرار كردة فعل لحالة الاستلاب المعنوي والفكري  وقد أجاد في اعطائنا صورة لاتنقصها الحقيقة من ذلك الواقع المرير.ولعل ما يلفت النظر انه في مدخل الرفض ابتكر أربعة مداخل لأبجديات الهذر والازاحة والرغبات  والافتضاح وقد اوغل جيدا في الوصف والاضاءة والقول الحكيم، وقد نجح في النهاية في اعطائنا الحكمة من حكاية صندوق الجدة الذي ينتقل حزنه وشره وويلاته عبر الأجيال وحتى يومنا هذا  عن طريق اولئك السيبندية الذين تحدثت عنهم الرواية والذين يتناسلون في كل العصور والأزمنة.

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الروائي شوقي كريم واجادته في رسم عوالم روايته(سيبندية) وحرفيته في الاختيار والأسلوب الممتع!! ..بقلم الناقد/شلال عنوز Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top