بالنسبة
لي .. فإن الشك هو اليقين الوحيد ، والتسليمُ مقبرةٌ للعقلِ وسجن ، أشُكُ في كل
شيء حاول التسرب إلى عقلي ، وأفحصُ كل ما يدخلُ إلى روحي حتى الهواء الذي يقتحم
رئتَي ، ووددتُ لو فحصتهُ قبل دخولهِ وأفضل العيش في صراع مع أسئلة بلا أجوبة على
أن أمضي عمري في سلام مع أجوبة فرضها الآخرون.
وحين
تجد نفسك معتنقاً لفكرة لمجرد أن من حولك أو من سبقك قد آمن بها فأنت لست مؤمناً
بها، بل أنت مُقلد ليس أكثر، بل ممثلاً لهم.
عليك
أن تعلم أن هناك الكثير من الأشياء التي نتوارثها ونرددها بخلاف قناعاتنا ؛ لأننا
لا نقوى على دفع فاتورة تكذيبها ، فنؤمن بها فتصبح طقوساً لنا ونمارسها فتصبح
سلوكاً لنا.
لا
أحدَ في زمانِنا منزهٌ، ولا أحدَ له الوصايةُ على أحدٍ ولا أحدَ فوق النقد، كل
شيءٍ مباحُ للمراجعةِ وكل شيءٍ متاحُ للشك وأن أشك في الحقيقة أفضل من أن أؤمنَ
بالوهم، فالشك هو أصل الوجود، وهو مفتاح لكل شيء فريد.
كل
عقل يولد حراً .. حتى تفرض البيئة المحيطة به وصايتها عليه وتنصب اسلاكها الشائكة
حوله فينمو سجيناً داخل سياجها يغذي بأفكارها .. ويلقن أقوالها فيشيب أسيراً
لايدلوجيتها عبداً لأهوائها جسداً بلا عقل لا يسمح له بالتفكير حتى تضمر عضلة مخه
وأن تجرأ في التفكير منعوه وان تحدى هددوه وأن تمكن نبذوه وإن عارض قتلوه .. وأن
قمع الحرية لا يتم إلا بجهل البسطاء وبهمجية الجهلاء.
بداية
الحرية في التفكير، ان تشك فيما ورثته من أفكار أو ما قالهُ الآخرون من اقوال،
ولكن حين تشك سيرونك وقحاً ، فهل ستتحمل فاتورة وقاحتك في نضرهم؟
دائماً
الوصول للاهداف العظيمة يتطلب تضحيات أعظم.. وأول اليقين شك.
0 comments:
إرسال تعليق