• اخر الاخبار

    الجمعة، 5 مايو 2023

    مهمة وسائل الإعلام في التثقيف والإثراء: "بين الصراع على المشاهدة والمحتوى الثري"..بقلم :علي الشريفي

     

     


     

     

    تتخذ وسائل الإعلام في الوقت الحالي دوراً أساسياً في توجيه الرأي العام وتثقيف المجتمع، وتعد القنوات الفضائية والإذاعية من أهم وسائل الإعلام التي تعمل على نقل الأخبار والمعلومات إلى المشاهدين والمستمعين. ومع مرور الوقت وتزايد عدد القنوات الإعلامية، أصبحت المنافسة بينها شديدة ومتنافسة، وبدأت بعض القنوات في الاعتماد على برامج ترفيهية وإعلاناتية بدلاً من البرامج الثقافية والتوعوية.

     

    من المعيب أن تتحول بعض البرامج الحالية الى "صراع الديكة" أحد الأمثلة الواضحة على هذا التحول، إذ تتناول بعض البرامج مواضيع حساسة وتضع الضيوف في مواجهة بعضهم البعض بدلاً من إيجاد حلول وتقديم وجهات نظر مختلفة. وبالتالي، فإن هذا الصراع يعتبر سطحياً وغير منتج للفكر والحوار الهادف.

     

    ويتفق الخبراء على أن الهدف الرئيسي لوسائل الإعلام هو تقديم المعلومات والتثقيف، وبالتالي يجب أن تعمل القنوات الإعلامية على ضمان أن يتم عرض محتوى ثري ومفيد للمشاهدين، بدلاً من الاعتماد على الصراع والجدل السطحي. ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال تطوير محتوى البرامج وتقديمها بشكل يتناسب مع مستوى التوعية والتثقيف للجمهور.

     

    وعليه، يجب على المؤسسات الإعلامية البحث عن حلول لتطوير محتوى برامجها والارتقاء بها لتصبح أكثر إثراءً وتوعيةً للجمهور، ويجب عليها أيضًا أن تحترم الحوار والنقد البناء .

    في الواقع، توجد بعض القنوات الإعلامية التي تحاول التركيز على برامجها التثقيفية والثقافية، وتسعى إلى توعية المشاهدين وتقديم محتوى مفيد لهم. ولكن، يجب أن نعترف بأن هذه البرامج ليست دائماً الأكثر جاذبية للمشاهدين، وقد يكون لديهم اهتمامات أخرى في المجتمع الذي يعيشون فيه.

     

    لذلك، من الضروري أن تقوم القنوات الإعلامية بتوجيه جهودها نحو إيجاد توازن بين البرامج الترفيهية والإعلامية، وتحقيق الهدف الأساسي من وسائل الإعلام وهو تقديم المعلومات والتوعية بطريقة جذابة وممتعة للجمهور.

     

    في الوقت الحالي، يمكن للقنوات الإعلامية استخدام التكنولوجيا للتواصل مع المشاهدين وتقديم محتوى تفاعلي يتناسب مع اهتماماتهم. على سبيل المثال، يمكن تقديم الأخبار والمعلومات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتنظيم برامج حوارية تتيح للجمهور التفاعل وطرح الأسئلة على الضيوف.

     

    بالإضافة إلى ذلك، يمكن للقنوات الإعلامية التعاون مع الجامعات والمؤسسات التعليمية لإنتاج برامج تثقيفية وتوعوية، والاستفادة من خبرة الخبراء والأكاديميين في مجالات مختلفة.

     

    علاوة على ذلك، يجب أن يكون هناك تركيز على التحري عند نشر الأخبار، والتحقق من صحة المصادر والمعلومات قبل نشرها. يجب أن يتم تقديم المعلومات بطريقة شفافة وموضوعية، وعدم الانحياز إلى أي جهة معينة أو تمجيد شخصيات معينة.

    لا يخفى على أحد أنَّ الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت من أهمِّ الوسائل التي يتلقى من خلالها المجتمع المعلومات والأخبار، وتلعب دوراً أساسياً في نشر الوعي وتثقيف الجماهير، فالإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت واجهة مهمة في تبادل الأفكار والآراء والتعرف على الثقافات والمجتمعات الأخرى، وتوثيق الأحداث والتاريخ.

     

    ومع ذلك، يجب أن ندرك أن هناك نوعًا من الإعلام لا يستهدف الوعي والتثقيف، بل يستهدف الجماهير من خلال بث الموسيقى والأغاني والأفلام والبرامج الترفيهية، وهذا النوع من الإعلام له طابع تجاري ويستند إلى جذب المشاهدات وزيادة الإعلانات، وبالتالي يتركز على ما يسمى بـ "السوقية الإعلامية" ويغفل عن دوره التثقيفي والتوعوي.

     

    وعلى الرغم من أن الإعلام يعتبر جزءًا من الحياة اليومية للناس ومصدرًا رئيسيًا للمعلومات والأخبار، إلا أن الهدف الأساسي للإعلام يتجه نحو تحقيق الربح المالي، ويتم التضحية بجانب من الجودة والدقة في الأخبار والمعلومات من أجل زيادة المشاهدات وبالتالي زيادة الإعلانات.

     

    يتعين على المؤسسات الإعلامية التركيز على الأبعاد الثقافية والتعليمية للإعلام، والسعي لتعزيز المحتوى الإعلامي بما يضمن الحفاظ على المستوى المعرفي والتثقيفي للجمهور، وذلك من خلال توفير محتوى إعلامي متنوع وتوعوي هادف

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: مهمة وسائل الإعلام في التثقيف والإثراء: "بين الصراع على المشاهدة والمحتوى الثري"..بقلم :علي الشريفي Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top