كان ما يقصه علينا
الروائيون من شراء الناس بالمال على سبيل المثال محض هراء في قناعتنا فكان في داخلنا
شيء كأنه الماس يذكرنا دائماً بأن القيم هي التي تعلو على الماديات
و كبرنا على هذا
النور الكبير إلى أن حاصرتنا تجارب الحياة فصرنا نبحث عن الروائيين لنلبس رؤوسهم التاج
و نحملهم فوق الأكتاف فأول فوز لهم هو أنهم فهموا الواقع أكثر منا و الفوز الثاني هو
انهم وضعوا الواقع أمامنا واضحاً بكامل قسوته و كانوا جريئين في هذا الطرح
كان الغني المتكبر
يظهر في رواياتهم بكل ثقة و هو يقول : كل إنسان يُشترى و لكن كل إنسان له ثمنه و هنا
تظهر على السطح المساومات إذ يرتفع سعر هذه النفوس المريضة
و ما رأيناه في
الروايات تحقق أمامنا ففقدنا احترامنا لبعض صحاب الوقار و قد كنا نتسابق في محبتهم
و احترامهم و مساعدتهم بقدر استطاعتنا
و الروايات تكشف
المساحات الشاسعة بين القول و العمل فهؤلاء الذين سقطوا أمامنا كانوا طيبين لكنهم عند
أول تجربة سقطوا بل غرقوا في بحر الغدر و كان ما كان من عداوات و ضغينة و أكل حقوق
الآخرين
هل قامت هذه الروايات
بدور الواعظ فأثمرت تهذيباً للمجتمع و غرست القيم السامية ؟ أم أنها حببت هذه الأخطاء
للمجتمع فتحول هذا المجتمع إلى قلوب قاسية و نفوس مجرمة ؟
إن هذين السؤالين
في قمة الأهمية مع اقتناعنا بأهمية حساسية الروائي و تفاعله المرهق مع مشاكل واقعه
إلا أن الطريقة
التي يتم فيها عرض هذه الأخطاء و تأكيدها عن طريق التكرار لتلتصق بالعقل الباطن أمر
له سلبياته
فليس كل القراء
أصحاب مواهب تعينهم على التدقيق و التمحيص و أخذ السمين و ترك الهزيل من الأفكار و
السلوكيات
إن نشر أخطاء الناس
في الروايات هو إشاعة للمنكرات أما الستر مع المعالجة فهو المنهج الذي أمرنا به ديننا
الحنيف
0 comments:
إرسال تعليق