إن الزمان كفيل أن يجردنا
من قسوة القلب أو من ظلمة الضِّغَن
فلا تبيتنَّ مهموماً على سمر
قد غاب عنك مع المحبوب من زمن
فأول الغيث قطر غاب عن زَهَر
و آخر الزهر تغريب مع الشجن
و ودَّ قوم لو الدنيا تلين لهم
و رحلة اليأس أن ترنو إلى سكن
فغافلتهم غيوم لا هدوء لها
إلا إذا أسفرت عن وابل المحن
لكنّ من ضمَّ في الأعماق صاحبه
كضمة الطير للأفراخ في الفنن
لا يستوي مع لجوج ثار محتقنا
ليحصد الحب في أرض من الدمن
هيهات أن ينبت الإحساس في كدر
و أن يفيض الشذى من بيدر العفن
و أجمل البوح ما أهداه حامله
و لم يتُق رغم طول البذل للثمن
فمخلص القلب للدَّيَّان شيمته
حفظ الشراع على بحر من الفتن
بيت الوفاء هو الدنيا لو انسجمت
فيه النفوس فغاب الحقد في الكفن
0 comments:
إرسال تعليق