• اخر الاخبار

    الأربعاء، 10 مارس 2021

    حسن بخيت يكتب عن :يا رواد مواقع التواصل الإجتماعي .... " أليس منكم رجل رشيد ".؟!

     


     
    تابع الجميع الفيديو المتداول عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، وبالأخص "موقع الفيس بوك" وانتشر مقطع الفيديو كانتشار النار في الهشيم ، وتسابق أعضاء ورواد المواقع الألكترونية في نشره وكأنهم في سباق للخيل والكل يتنافس على جائزة دولية ..
    الفيديو لشخص وهو يستدرج طفلة ، ومحاولة التحرش بها ،، وهو ما عرف " بطفلة المعادي "" وبدون الدخول في تفاصيل الواقعة ،، لأنني لست بجهات اختصاص ،، ولا يجوز لي ولا لأحد التأويل والقاء الاتهامات ،، فهناك جهات قانونية مختصة تتابع الواقعة وتقوم بالتحقيق فيها على أوسع نطاق ،، وحتما سوف يلقي المتهم جزاءه وعقابه بالقانون ..
    لكن ما أريد أن أتحدث فيه اليوم هو انتشار هذا المقطع بهذه الصورة الجنونية المفزعة ،، فقد أنتشر الفيديو انتشارا واسعا بين وسائل التواصل الاجتماعي ليس في مصر فقط ، بل امتد نشر الفيديو ليصل الى أقطار الوطن العربي، وربما وصل الى مشارق الأرض ومغاربها ، وكالعادة : أدى ذلك إلى تبادل وجهات النظر بين رواد المواقع الإجتماعي بفعل هذا الشخص ،، وخرج من جحور المواقع ، الفلاسفة والمتخصصون في كل شيء ! في الطب النفسي والإجتماعي وفي الدين والفقه ، وفي علم النفس والإجتماع ، وبدأ الجميع يطرح أسئلته ويجيب عليها ، هل ما فعله هذا الشخص يستحق التشهير والفضيحة ام يستحق العقاب فقط ؟ هل ما فعله هذا المتحرش له اسباب دفعته الى فعله أم لا ؟ وأقصد هنا الأسباب المرضية او النفسية وليست الأسباب التبريرية او التي تعطي الحق لأي انسان ممارسة مثل هذه الأفعال القذرة ... وعلى الجانب الآخر أتحدث عن أصحاب فوضى التعليقات وإبداء الآراء وإطلاق الأحكام السريعة والعشوائية والغير أخلاقية ،وهم غير مدركين بالتأثير السلبي التي تسببها مشاهدة مقطع الفيديو على سمعة أسرة وعائلة ، بل والله سمعة بلد بأكملها ،، فقد شاهدت الفيديو بنفسي على جروبات لجنسيات عربية كثيرة ،، وتعليقات لا تليق لا بمصر ولا بالمصريين ..
    أتسائل هنا كالعادة :
    الأمر الأول : هل يغفل الحمقي والبلهاء وأصحاب العته والجهل من رواد التواصل الاجتماعي ان نشر مثل هذه المقاطع والفيديوهات تسيء بسمعة مصر والمصريين في كل مكان وخاصة في الدول العربية ، والتي يعمل بها ملايين المصريين وفي كل التخصصات والمجالات ،، والذين ظهروا علينا وكأن مجتماعتهم طاهرة وشريفة وخالية من كل الشبهات ..
    الأمر الثاني : التحرش الجنسى موجود فى كل المجتمعات وعلى نسب متفاوتة إلا أنه ليس هناك مجتمع محصن من سوء المعاملة هذه ،،وخاصة مع ظهور تكنولوجيا العصر التي سهلت على هؤلاء الشواذ والمنحرفين الحصول علي هذه المواد والتي تعرف بالاسم الكودي الثقافية سهلا, فيمكن لأي شخص أن يري أي مشهد مخل علي تليفونه المحمول في أي زمان ومكان, ودون أن يراه أحد. وهنا ظهرت المشكلة, فرؤية هذه الأفلام أصابت مشاهديها بالهووس الجنسي ، والخلل الفطري والعقلي ،، مما خلق مجتمعات مهووسة بجسد المرأة ،، ويريد رجالها ان يمارسون الجنس بأساليب مختلفة سواء كانت سماعية أو بصرية أو جسدية ،، ويحاولون إسدار الستار على تلك الظاهرة الخطيرة ، فمعظم الرجال يعتبرون أن جسد المرأة ما هو الا نكهة جميلة ينالون منها ما يشتهون بأعينهم وأذانهم وأجسادهم لإطفاء لهيب هووس شهوة وغريزة تتملكهم دون ضوابط شرعية أو قانونية ..
    الأمر الغريب والعجيب والذي لم أجد له تفسير بمخيلتي حتى هذه اللحظة وهو .. معظم وسائل الاعلام نشرت صورة لهذا الرجل المتحرش وهي صورة البرووفايل الخاص بصفحته على الفيسبوك ،، وهي عبارة عن صورته ومن خلفه الكعبة المشرفة وبملابس الأحرام وهو يدعو الله ،، وانساق خلف الاعلام رواد مواقع التواصل الاجتماعي في نشر هذه الصورة ... السؤال هنا : ماذا يريد الاعلام من هذا التصرف ؟!! وهل تم ذلك عن قصد وعمد ام بجهل ودون قصد ؟!!.. لماذا محاولة الربط بين كل مصيبة وشذوذ وفكر متطرف برجل الدين او الشخص الملتزم دينيا وأخلاقيا ؟!! في حين تغاضى الجميع عن دور الفن الرديء الذي يقدم عبر شاشات الفضائيات ليل نهار وما يبثه من سموم وترويج للتحرش والعري والفجور !!!
    الأمر الأخير : أين دور الاعلام الاكاديمي الهادف ؟ وأين مبادئه الأخلاقية في نقل أحداث التحرش ؟ بطريقة لا تزيد الأمر سوءا أو تضاعف عدد الضحايا، وأين دوره في استضافة علماء الدين وأصحاب التخصص من علماء النفس والاجتماع واعداد برامج لتوعية الناس بخطورة هذه الظاهرة وطرح الأسباب والعمل على ايجاد الحلول للقضاء عليها أو الحد منها ..
    التحرش : ظاهرة بشعة ، ومأساة إنسانية ، ترفضها النفس السوية ، وتدق ناقوس الخطر على مستقبل المجتمعات ، فظاهرة التحرش والاعتداء الجنسي ، وخاصة على الأطفال جريمة شنعاء ، جرمتها الأديان ، وشددت عليها الشريعة الإسلامية ، وتوعدت لفاعل مثل هذه الفواحش أشد العذاب
    خلاصة القول :، التحرش عمل اجرامي دنيء ورخيص ،، يقوم به إنسان خسيس، فقد أدميته ، ووقع في مستنقع الخزي والعار ، ومسىؤلية مفاومة هذه الظاهرة والقضاء عليها لا تتحملها المؤسسات الإعلامية أو مؤسسات الدولة فقط، انما مسئولية مجتمعية كاملة ، والجميع لابد وأن يتكاتف من أجل القضاء على هذا الخلل المجتمعي ، بداية من الأسرة ، ومرورا بالمدرسة والجامعة ، وبتدخل دور العبادة من المساجد والكنائس ورجال الدين ، والاعلام ، وعلى الدولة مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي وايجاد تشريعات وقوانين تحد أو تمنع نشر مثل هذه الفيديوهات التي تكدر الرأي العام وتصيب المواطن بالاحباط ،، وتسيء لمصر وللمصريين في كل مكان .
    وأختم مقالي برسالتي الى رواد مواقع التواصل الاجتماعية وأسألهم " اليس منكم رجل رشيد "
    " أليس منكم رجل رشيد "
    وعلى الرغم من أن هذه الجملة القرآنية الكريمة ، جاءت في الحوار الذي دار بين لوط عليه السلام وقومه العصاة ،وهو يحاول هدايتهم وعودتهم الى طريق الله المستقيم ، وضرورة تركهم للمعاصي والفواحش ، وكلمة رشيد ، كلمة جامعة المعنى وتاتى فى مواضع اعرابة مختلفة فى الجملة العربية منها الاسم واسم المصدر والفعل…..
    وتدل من ضمن معانيها ، الرجوع إلى الصواب ، ورجل رشيد أي رجل واعي التصرف، ناضج الفكر، حكيم القرار، يهتدى إلى سبيل الحق وفعل الجميل، والكف عن السوء ومتعقل وصاحب مقدرة كاملة على ادراك الأمور .
    لكننا فى اشد الحاجة الى هذا الرجل الرشيد فى كل مكان ، على مواقع التواصل ، في الاعلام ، في البيت ، في المدرسة ، رجل رشيد يحمل الحكمة والموعظة الحسنة فى كل مجال ، يكون على قدر من المسئولية ويعي ما يفعله من تصرفات ،، رجل يسعي الى نشر الخير .
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسن بخيت يكتب عن :يا رواد مواقع التواصل الإجتماعي .... " أليس منكم رجل رشيد ".؟! Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top