كتبت :ساهرة رشيد
برعاية وزير الثقافة
والسياحة والآثار الدكتور حسن ناظم، وبإشراف الوكيل الأقدم الدكتور جابر الجابري.
نظم مركز الدراسات
والبحوث في مقر الوزارة محاضرة عن (الإعلام والواقع الافتراضي للإعلام المضاد..
دراسة إعلامية) للدكتور عدنان السراج، اليوم الاربعاء الموافق 9/9/2020 على منصة زوم
الالكترونية.
وحضر الجلسة الوكيل
الأقدم للوزارة الدكتور جابر الجابري الذي أكد في كلمته أنَّ العراق منذ عام 2003 وحتى
يومنا هذا شهد تحولات كثيرة ومفصلية، رافقها سيل عارم من الإعلام المضاد، وموجات من
الحرب الإعلامية والناعمة، تهدف للعبث بالعقول والقناعات، ويعدّ هذا أخطر المخططات
التي تواجه العراق، بل أخطر من كلّ الكوارث التي مرّ بها، وهو استلاب الشخصية العراقية
.
بعدها استهل مدير
مركز الدراسات والبحوث الدكتور رياض محمد كاظم الذي أدار الجلسة، حديثه بالتعريف بالدكتور
السراج، وهو الحاصل على دكتوراه في آداب التأريخ من الجامعة اللبنانية، ورئيس المركز
العراقي للتنمية الإعلامية، وكالة العراق المركزية للأنباء، وله ثلاثة مؤلفات مطبوعة،
وعشرات الأعمدة والمقالات في الصحف العراقية والعربية.
ثمَّ تطرق الدكتور
رياض محمد إلى ظاهرة بروز أنماط إعلامية جديدة تتنافى مع اخلاقيات العمل الإعلامي وتحاول
الإساءة إلى أخلاقيات وعادات وتقاليد المجتمع ومنهجه وإلى سياسة الدولة، داعياً إلى
تصحيح المسار الإعلامي باعتباره الأداة الفاعلة في المجتمع عبر سنّ التشريعات القانونية
التي تضبط العمل الإعلامي.
بعدها شرع الدكتور
السراج بمحاضرته قائلاً أنَّ دراسته الإعلامية هذه تستند إلى ثلاث تجارب: السورية والمصرية
والعراقية عبر مؤلفات أحمد عواد، مضيفاً أن الصور المتصارعة بين الأطراف المتصارعة
تنعكس على الأرض، والإعلام المضاد عملية قصدية تهدف إلى تغييب الحقيقة واستبدالها بأخرى
مزيفة ومضللة، وهذه الأمر يتطلب خططاً وأموالاً؛ لأنها مكرسة للتأثير على أمة كاملة
وليس أفراداً، موضحاً أنَّ جميع الباحثين يركزون على قضية الوعي الثقافي والحضاري للمجتمعات
في مواجهة الإعلام المضاد والإشاعات والأكاذيب. كما بيّن الدكتور السراج أنَّ الإعلام
المضاد له اشتراطاته الخاصة: الزمانية والمكانية، وطبيعة الإنسان والمجتمع والبيئة،
التي تغير جميعها من ميزان القوى، مشيراً إلى تجارب عالمية عديدة عمل فيها الإعلام
المضاد على تغيير دفة الأحداث، واستغلال الوعي وقيادة الشعوب، ثمَّ سلط الضوء على العراق
ما بعد عام 2003، الذي تعرض لهزة عنيفة في واقعه السياسي والاجتماعي، ممَّا جعلته يغير
الكثير من المعادلات التي كانت قائمة، وظهرت أنماط إعلامية جديدة لم يألفها العالم،
وهذه الأشكال الحديثة كانت محرضة حيناً، وحيناً آخر مضادة بثت من محطات كان يتابعها
الجمهور العراقي سواء كانت محلية أو إقليمية، مختتماً السراج محاضرته أنَّ العراق بحاجة
إلى مشروع إعلامي وطني كبير يتجرد فيه المشرفون عليه من الطائفية والقومية، وأن ينصهر
الجميع في بوتقة اسمها العراق.
0 comments:
إرسال تعليق