• اخر الاخبار

    الأحد، 27 سبتمبر 2020

    ثقافاتٌ ورؤى ..بقلم/ أ.د. أحلام الحسن ..قراءاتٌ في شعر غالية أبو ستة " ..أقنعة شعر التحريض ضدّ العرب "

     



    من المؤسف جدًا أن نرى أقلام بعض الشعراء تتباكى على وطنها السليب وترثيه صبحًا ومساءً كأنه ميتٌ كثر النياح عند قبره!!
    فليس لدى هذه اﻷقلام غير التباكي على الوطن السليب وإن كان ثمة جديدٍ في ا لإسلوب فهو توجّه القصائد لمدح الخيرات الطبيعية في الوطن السليب كتذكر أشجار التين والزيتون والزيزفون والربوع الزراعية، ومن الملفت للنظر إذا كان ثمة قصائد حماسية واستنهاضية للهمم لمثل هذا الشعر فهي تأجيج المشاعر ضدّ بعض الدول والشعوب العربية فقط !!!!

    وعبر الإبحار في قراءةٍ مثمرةٍ لشعر الشاعرة الفلسطينية المولد الكندية الجنسية غالية أبو ستة نستعرض نموذجًا لشعر التحريض مع الإشارة للعيوب العروضية، والنحوية االتي تخللت القصيدة:

    " أرض كنعان"

    يتقدم القصيدةَ طابع الطاقة السالبة للمنهجية الفكرية المضادة كغالبية قصائد غالية أبو ستة من التنكيل ببعض الدول العربية وفي هذه القصيدة إشارة تنكيلٍ لجمهورية مصر العربية بالتحديد.
    أما عن مستوى القصيدة العروضي واللغوي فهو متدني المستويات الشعرية نظرًا لركاكة اﻷلفاظ وانعدام وحدة حركة الحرف الرّويّ والذي نراه بكل وضوحٍ وهو يتأرجح بين حركة النصب وهي الفتحة، وحركة الجر الكسرة، وحركة الرفع الضمة، مما لا يقع فيه أصغر الشعراء وإن دل ذلك فإنما يدل على عدم المُكنة الشعرية واللغوية لدى الشاعرة حيث لا تعد ألف الخروج حرفًا رويًّا ولا تعد هاء الوصل حرفًا رويًّا ويبقى الحرف الرّويّ هو النون .
    مما يشير إلى أن الشعر لدى الشاعرة غالية أبو ستة لم يقم على دراسةٍ مستفيضةٍ لقوانين العروض والشعر الموزون، بل جاء موروثًا سماعيًا، كما أنه يفتقر إلى السلامة النحوية وبكثرة، فنراه يصيب ويخطئ وفق الصدفة، ونرى شواهد ذلك جليةً في العديد من قصائدها والتي أورد في هذه القراءة نموذجًا منها وأشير للأتي :

    في أرض كنعان قد حطَّت ظعائنها _ من تيهها -وادعتها من مواطنهــا
    تتكلم القصيدة في هذا البيت عن أرض كنعان مشيرةً بالتحديد إلى فلسطين المحتلة " من تيهها" الهاء ضميرٌ يرجع للأرض أي بعد أن تاهت اليهود في الأرض .

    الخلل العروضي والنحوي الوارد بمطلع البيت اﻷول:
    قد حطّت ظغائنها / من مواطنها :
    المعروف في علم العروض تطابق حركة الشطر اﻷول مع حركة الحرف الرّويّ إذا ما تطابق الحرفان ونرى بأن الحرف الرّويّ بالقصيدة هو " النون" والغريب أن يأتي شطره اﻷول من القصيدة " مرفوعًا بالضمة" بسبب الفعل " حطّت " وعليه تكون كلمة ( ظغائنها ) فاعلاً مرفوعا بالضمة، بينما نراه في الشطر الثاني للبيت اﻷول مجرورًا بالكسرة بسبب حرف الجر " من "
    ( من مواطنها ) وعليه يحكم يسقوط القصيدة عروضيًا ونحويًا من الوهلة الأولى، وكلمة " وادعتها " لا تخلو من إشكالٍ عروضيّ ٍولغويّ ٍ كان بالإمكان تحاشيه بكلمة أخرى تكون أنسب وأسلم، كما يلاحظ الخطأ الإملائيّ في كلمة ( ظغائنها ) واﻷصح ( ضغائنها).

    البيت الثاني:
    وقد حمى الإخوة الحمقى ركائزها _ بين الحدود التي شدَّت مَراسـنهـا
    في هذا البيت تهجمٌ فيه إشارةٌ إلى جمهورية مصر العربية ووصف قيادتها بالأخوة الحمقى !!
    حمى اﻷخوة الحمقى ركائزها :
    نرى إسلوب الشتم الذي تعودت عليه الشاعرة " الأخوة الحمقى " في إشارةٍ للقيادة في مصر ولسيناء التي تجمعها حدودٌ جغرافية مع غزة وبأن مصر تحمي ركائز العدو ولا يخلو البيت من بهتانٍ شنيعٍ ضد مصر التي قدمت أعظم التضحيات للقضية الفلسطينية.!!!

    بين الحدود التي شدّت مراسنَها :
    وفي هذا الشطر تنديدٌ لإغلاق الحدود بين مصر وغزة معبر رفح والذي يربط غزة بشبه جزيرة سيناء والذي اضطرت جمهورية مصر العربية لإغلاقه منعًا لتصدير الإرهاب وعملياته في سيناء علمًا بأنه يفتح للحالات الإنسانية والضرورية على فتراتٍ ، لكن هذا الفتح لا تطيب له نفس الشاعرة التي ترغب بتغلغل شاردات الفتن عبر معبر رفح.
    كما تعيبُ صاحبة القصيدة على مصر وجود الترسانة المصرية لحماية سيناء من الهجمات الإرهابية بقولها ( بين الحدود شدّت مراسنها ).

    أما الخلل اللغوي والعروضي نراه جليًا في الحرف الرّويّ للقصيدة " النون" " مراسنَها " والذي أخذ فيه الحرف الرّويّ مأخذًا ثالثًا وهو ( النصب بالفتحة !! ) لكونه مفعولاً به وعلى مايبدو بأن الشاعرة قليلة المعرفة بعلم النحو والصرف إضافةً لعلم العروض.
    حيث أن نون الحرف الرّويّ فيه منصوبة " بالفتحة " بينما هي بالبيت اﻷول مجرورة بالكسرة !!

    بكى لها نهر يرموك يعمِّدهـــا _ يا عين جودي عَمَوا بالحصر أجفُنَها
    ( أجفنَها ) نجد الحرف الرّوي منصوبًا في هذا البيت !

    فلتعذريني بحرف الحزن مشتعلاً _ يا جنة العربِ بالصّحرا تثامنها
    البيت فيه إشارة لصحراء سيناء ولعملية بيع جنة العرب وطن الشاعرة وقبض الثمن !!!
    وسؤالٌ يتحتم علينا من هو الذي باع وطنك في صحراء سيناء وقبض الثمن ؟! أم إنها تهمٌ يراد بها إثارة النعرات !!

    الخلل العروضي ( تثامنها ) من فعل تثامنَ الثمن من التثمين وطلب السعر نجد الحرف الرّويّ هنا مرفوعًا !

    ولتعذروا وهنَا قد ران يا شـــُهَدا _ ولتلعنوا مع قيُودِ الأسر راهنَهـا :
    دعوةٌ للعن وكعادة الشاعرة اللعن والشتم والبهتان في إشارةٍ لما سبق من أبيات القصيدة ، والهاء ضمير يرجع إلى غزة.
    الحرف الرّويّ منصوب !

    الخلل العروضي بالبيت أعلاه وجود كسرٍ بالبيت وأشير إليه :
    مع قيُود : مع قيُو : توالي أربعة متحركاتٍ يتلوها ساكنٌ قد أخلّ بالوزن فلا التفعيلة هي " فاعلن" ولا هي " فعلن" ! وهذا من عيوب الشعر الفادحة.

    فاهدل على قمة الزيتون زاجلُها _ صحِّ العروبة - إذ هينت مدائنها :
    إشارة للعروبة النائمة الخائنة في نظر الشاعرة.
    أما الخلل العروضي لحرف الرّويّ بالبيت أعلاه نجده منصوبًا !

    مالت علينا وقد ألقت حمائلهـــا _ رحنـــا نعاتبُ أبكتنــا محازنها :
    حمائلها : يرجع الضمير للعروبة.
    هذا البيت يتبع سابقه " العروبة" بأن العروبة قد وجهت حربها ضدهم مالت
    عليهم و" ألقت حمائلها " ولا يخلو البيت من استنهاضٍ للهمم ولكن بالإتجاه المعاكس لمواجهة الإنسان العربي في مصر بالتحديد !!!
    الحرف الرّويّ : ( أبكتنا محازنها ) محازنها : فاعلٌ مرفوعٌ بالضمة لتقدم الفعل " أبكتنا". تكرر الخلل في حركة الحرف الرّويّ " النون " ..

    في كلِّ قطرِ جنازاتٌ وتندُبها _ أشجت بأحزانها القاصي وقاطنَـها :
    نجد الحرف الرّوي في هذا البيت في حالة نصب الفتحة !.
    ولمن تلك الجنازات التي تندبها الشاعرة وهي تسعى في أبياتها للتحريض!!.

    بين الغرابيب - تبكينـا ملوّحـــــــة _ مهجورةً - بين أشـــــــلاء مساكنها
    عودة متكررة لخلل الحرف الرّويّ حيث ورد في هذا البيت مجرورًا بالكسرة
    للإضافة إلى أشلاء . أما في احتمالية نسيان " تنوين أشلاء" فيحكم على الحرف الرّوي في ( مساكنها ) بالرفع وفي الحالتين تبقى الحالتان العروضية والنحوية قد جانبهما الصواب ولحق بهما الخلل.
    وتكرر مثل هذه اﻷخطاء النحوية تهدم الشعر وتخرج الشاعر من دائرة الشعراء.

    يا دار أحبابنا ناءت بما بَصرت _ واستفردتهـــا ولاةَ في ضغائنها :
    تحميلٌ سافرٌ بأن الذين استفردوا بوطن الشاعرة هم الولاة العرب!! في محاولةٍ من الشاعرة لزرع البغضاء ضد الدول العربية وكأنهم هم من قد احتل وطنها لا إسرائيل!! وهذا الإتهام للدول العربية قد تكرر كثيرا لدى الشاعرة في بقية قصائدها .
    كما أنه قد استبعد عمدًا ذكر اسم المحتل الحقيقي !!!
    واستفردتها ولاة : الغريب في كتابات الشاعر الابتعاد عن ذكر العدو في قصائدها القديمة والحديثة وتصوير بعض الدول العربية بأنها هي العدو الذي يجب مواجهته والتي استفردت بفلسطين !!.والاستفراد هو جماعة ضد واحد.

    الخلل العروضي :
    ( في ضغائنها ) المعروف بأن " في " من حروف الجر وعليه يكون الحرف الرّويّ بها في حالة الجر "بالكسرة" مما أضاف عيبًا عروضيًا آخرًا للقصيدة.

    حتى رغيف اليتامي في مطامرها _ يا بئسها تسرقُ الجوعى مخازنُهـا :
    وسؤالٌ يطرح نفسه : من هم هؤلاء السراق ؟!
    العيب العروضي في البيت رفع الحرف الرّوي وهو النون .

    هلِّي دموعاً وضجّي يا خوادنها :
    في هذا الشطر تحريضٌ قويٌّ آخر ضدّ مصر واستنهاضٌ لفئةٍ معينة ( ضجّي يا خواذنها ) والخواذن هي السلاح والبناذق للمواجهة والضجّ هو القيام والحركة بهمةٍ وقوة .

    لما الطفولة نور الشمع يصهرها _ بين الليالي يسحّ الرّعب مُدجنُها
    يسحّ الرعبُ : فعلٌ وفاعل / مدجنها : مفعولٌ به منصوب بالفتحة ونراه بالقصيدة مرفوعًا بالضمة !

    حين التخوم لسفّاح ملألئـة _ قالوا العروبة قد خفت موازنُها.
    يحمل هذا البيت ثلاثة معانٍ :
    الأول: كثرة اﻷكل عند العرب .
    الثاني : أشارة لسفّاحٍ تقصده بالذات صاحبة القصيدة في محاولةٍ للشاعرة بأن هذا السفّاح عربي !!!
    وسؤالٌ يطرح نفسه طالما أنّ القصيدة قد كتبت عن أرض فلسطين فلماذا يتم اتهام العرب وكأنهم هم المحتل لوطنها علمًا بأن الشاعرة لم تتطرق مطلقًا للاحتلال الإسرائيلي !! مما يشير إلى عملية الدّسّ واللعب على المشاعر .

    البيت بمجمله ضعيف البنية اللغوية والنحوية فكلمة " حين " ظرف زمانٍ تأتي بعده المعلومة حين التخوم ثم ماذا ؟!
    حين التخوم ماذا ؟!
    قالوا العروبة قد خفت موازنُها
    طعنٌ على العروبة وبأنهم أخفوا مالديهم من أموال.

    فاستنفري لا تنوحي يا شواذنها :

    القصيدة بمجملها حثٌّ قويٌّ على الاستنفار لمواجهة العرب وعلى الخصوص جمهورية مصر العربية وتختتم الشاعرة قصيدتها بالحثّ على الاستنفار
    والاستنفار ضدّ من !!!
    ضدّ العرب وضدّ مصر فيا للعار .

    والشواذن هي السلاح وبناذق المواجهة " الشوزن " !!
    ومن المؤسف أن يقوم الخطاب الشعري الأدبي على التحريض والاستنفار لمزيدٍ من إراقة الدماء العربية والمسلمة في الدول العربية وبين العربي والعربي والمسلم والمسلم أوما كفانا من إثارة الفتن والبغضاء .

    القصيدة كاملة :
    في أرض كنعان قد حطَّت ظعائنها _ من تيهها -وادعتها من مواطنهــا
    وقد حمى الإخوة الحمقى ركائزها _ بين الحدود التي شدَّت مَراسـنهـا
    بكى لها نهر يرموك يعمِّدهـــا _ يا عين جودي عَمَوا بالحصر أجفُنَها
    فلتعذريني بحرف الحزن مشتعلاً _ يا جنة العربِ بالصّحرا تثامنها
    ولتعذروا وهنَا قد ران يا شـــُهَدا _ ولتلعنوا مع قيُودِ الأسر راهنَهـا
    فاهدل على قمة الزيتون زاجلُها _ صحِّ العروبة - إذ هينت مدائنها
    مالت علينا وقد ألقت حمائلهـــا _ رحنـــا نعاتبُ أبكتنــا محازنها
    في كلِّ قطرِ جنازاتٌ وتندُبها _ أشجت بأحزانها القاصي وقاطنَـها
    بين الغرابيب - تبكينـا ملوّحـــــــة _ مهجورةً - بين أشـــــــلاء مساكنها
    يا دار أحبابنا ناءت بما بَصرت _ واستفردتهـــا ولاةَ في ضغائنها
    حتى رغيف اليتامي في مطامرها _ يا بئسها تسرقُ الجوعى مخازنُهـا
    هلِّي دموعاً وضجّي يا خوادنها
    لما الطفولة نور الشمع يصهرها _ بين الليالي يسحّ الرّعب مُدجنُها
    حين التخوم لسفّاح ملألئـة _ قالوا العروبة قد خفت موازنُها.
    فاستنفري لا تنوحي يا شواذنها

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: ثقافاتٌ ورؤى ..بقلم/ أ.د. أحلام الحسن ..قراءاتٌ في شعر غالية أبو ستة " ..أقنعة شعر التحريض ضدّ العرب " Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top