منذ أن اشتعل فتيل الفتنة في الخارطة العربية على مايزيد من العشر سنواتٍ لم يخمد للآن، وكان للأفواه واﻷقلام ذات الطابع الفكري السقيم أكبر اﻷدوار في تحطيم العديد من الدول العربية، وقتل مئات الآلاف من العرب المسلمين وعشرات الضحايا من اﻷخوة المسيحين المصريين والعرب، في عملية استغلال السذج من البشر ومن هم في حالة اللأوعي للمؤامرة المحبوكة والمدروسة
جيدًا لتحقيق الهدف المنشود، ومما يلفت النظر أن هذه التوجهات المضادة كلها ضد الخارطة العربية !! وثمة تساؤلاتٍ من وراء هؤلاء ؟! أم أنه مجرد تبّني لفكرٍ هشٍ لا يخدم المسلمين ولا العرب بتاتًا، بل يحيلهم إلى رمادٍ وصراعاتٍ داميةٍ من الصعب الخروج منها.
ولقد استخدمت لغة التحريض من خلال ثلاثة أقلامٍ القلم الأول كان الخطاب الديني المسعور والمتوجه لإثارة الفتن الطائفية والمذهبية والعقائدية لاقتتال المسلم مع أخيه المسلم !! وتحت أية حجةٍ وذريعةٍ تتذرع بها تلك اﻷفكار المختلة الضعيفة العقيدة الإسلامية، والتي رمت كل تعاليم الإسلام خلف ظهورها التي عشعش فيها الشيطان ووضع بيضه حتى أفرخ فتنًا أغرقت الوطن العربي بالدماء.
أما القلم الثاني فكان عبر اﻷقلام الإعلامية المدسوسة واالتي تتقاضى أجر كتابات إشعال فتيل الفتنة.
أما القلم الثالث فهو السم القاتل المدسوس في العسل والذي لا يشعر به آكله حتى يموت وهو استخدام لغة الشعر ومالها من قوةٍ جبارةٍ في التأثير على المشاعر والنفوس وإخضاعها طوع فكر ذلك الشاعر أو تلك الشاعرة دون أن يشعر الإنسان بأنه قد وقع فريسةً لذيذةً في فكّ أمثال هؤلاء الشعراء !!
وكما كان للخطاب الديني المعوج المنهجية عبر إثارة النعرات المذهبية والطائفية فإن للخطاب الشعري المدسوس عباءة أخرى يتلبس بها وهي عباءة الوطنية والجهاد كلمات حقّ ٍ يُراد بها باطلا !! والجهاد ضد من ؟!
وللأسف إنه موجّهٌ ضد بعض الدول العربية وضد أﻷبرياء فيها للقيام بعملياتٍ
تهدّ وتزعزع اﻷمن في تلك الدول العربية ولصالح من؟!
تبقى الإجابة عند الله !!
ونستدل على ما ورد بالمقال بهاتين القصيدتين التحريضيتين نسأل الله الهداية لكاتبيهما وهي سجالٌ بين الشاعرة التحريضية غالية أبو ستة وأحد أصدقائها الشعراء وليتأمل القارئ الكريم جيدًا في مفردات القصيدتين ليرى بنفسه ما تحمل هذه اللغة من تحريضٍ لإشعالها في الوطن العربي وكل وطنٍ بذريعة في عملية تغطيةٍ لإخفاء النوايا الحقيقية من وراء هذه النصوص مما يتوجب علينا التفريق بين المجاهد الحقيقي وبين المغرض الذي يوجه سلاحه في قلب العروبة وشعوبها الأبرياء
التطبيع
قُـمْ مـن ضريحكَ
أسرِجْ شِراعَكَ و اركب الإعصارا
جَـدِّفْ بريشـــكَ ســـابق الـتَّـيارا
حطّمْ قيودكَ بالــنَّـواجِـذِ و اللِثى
أشــعِلْ فتيلكَ دمّـر الأســــوارا
و افـرد جناحكَ فوق ٱفـاق الـعُـلا
حَـلِّـقْ بـعـجزِكَ واترك الأعـــذارا
و ارفَع قناع الجُبنِ عن وجه الفتى
أشــهر حسامكَ و اكتب الأقــدارا
قـد جِئتَ من نسلِ العروبةِ صافيا
حـرَّا و صُــلـبكَ ينجبُ الأحـــرارا
لا يحكُم الأحــرارَ عَــبـدٌ صـــاغِـرٌ
مُـتَصـهـيـنٌ يـتَـمَّـلقُ الأدبـــــــارا
مُـتَـفـرِّدٌ في حُـكـمـهِ مُستكلِبٌ
من نِـفطِـكُـمْ يستكثرُ الـدِّيـنـارا
يا أيُّـها الشَّـعبُ المُسجَّى بالردى
قُمْ من ضريحكَ و ادعس الفُجَّارا
بالنعلِ بالأوحـــــالِ مَـرِّغْ شَـــارِبا
قد باعَ قُـدسا و اشترى الأبـعارا
و انـزَع عِقالا عن رؤوسِ حوائِضٍ
كان العِـقالُ على الرِّجـالِ وقــارا
لا تترك الجُـبـنـاء تـمـلِك أمـــرنـا
لا تُـبقِ مــنـهـم لا تَــــذر دَيَّــــارا
غالية أبوستة
انهض فديتُكَ
انهض فديتك - فالنّهوض قرارا
غشَّاكَ سفْيٌّ تابَعَ الإعصارا
يا أيها العربي ما بك تنحني
بين العواصف والقذى مدرارا
جرّد حسام العز ويك طفا الرّدى
إن غاب خالدُ كنــه في جيفارا
أنسيت زخم سيول أدماء وقد
خطب الوليّ بمالــه التاتــارا
وتعلقمت * كل القرارات التى
تُغري بأموال الشعوب دمارا
فالعلقميّ بهزئه جرع الرّدى
في هجمة الماغول خرّبَ دارا
وأشار للتاتار وهـو وزيره
خان الخليفة-واصطفى الفجّارا
بالجوع بين المال مات بذلّــةٍ
مستعصمٌ - إذ لقموا دينـارا
أيعيد تاريخ الثــراء لهزئـه
ويبدِّلُ الذّهبَ القديــمَِ جمارا
فغدا ومـا أدنى غدا بمطامع
ستمدّ إذ جـــاع الغبيُّ القــارا
وتهرول الحمًر استعارت فروها
من ميت أسادٍ - فأغـرت فارا
فتمطق الفئران بين إهابهـــا
وتمعجت بالـدلِّ بئس مسـارا
تحت النجوم الزُّرق بئس مآبهم
في كلّ ذيل جنّدت سمسارا
قفزوا عن الناموس -نامت ريحهم
عزفوا بناي الجحــد للآسارى
الويل بين الوبل أغرق مرهصاً
فيقوا فقد كشفَ النّهيقُ -حمارا
ويل الولاة بغير لبٍّ قد بدوا
فالعار لاطَ الحكمَ واستِوْزارا
يا أيها العربيُّ يومك جاهز
رتّب أمورك فالصّعود قرارا
ما بين أتناك بقطران نـدى
فاشرب فديتك بالقرار فخَارا
ما قيمة المخزون دون كرامة
ياحيف إذ أغنى الثراءُ العارا
الموت لا موتان موت واحد
ويهاب يرمي بالرّدى أحرارا
ذئاب للفراسة قد أفاقت *تقاسمت العروبة والقطيعا
لأن كلابها شبعت ونامت*وماهرّت وهادنت المريع
0 comments:
إرسال تعليق