كتبت : ساهرة رشيد
نظم مركز الدراسات والبحوث في وزارة الثقافة والسياحة
والآثار محاضرة بعنوان (أهمية التواصل الاستراتيجي مع المجتمع وانعكاسه الايجابي على
الأمن) لمستشار الشؤون الاستراتيجية، الأستاذ سعيد الجياشي، يوم الأربعاء الموافق
16/9/2020 على منصة زووم.
استهل مدير مركز الدراسات والبحوث الدكتور
رياض محمد كاظم الذي أدار الجلسة، حديثه، بالقول أن التواصل مع المجتمع يحكمه مطلبين،
الأوَّل: مطلب اجتماعي تنشده الدولة، والثاني هو مطب حياتي ينشده الفرد، لينعم بالأمن
والأمان والاستقرار، ولا تستقيم المجتمعات الا في ظل وجود الأمن؛ لذلك يمكن القول أنَّ
التواصل مع المجتمع هو منهج إنساني وشرعي في الوقت نفسه، مضيفاً أنَّ من أولويات التواصل
المجتمعي لا بد من اعتماد سياسة ثقافية وإعلامية توعوية تحقق الهدف الوطني وتتلاقى
في أفكارها ومحتواها ومضمونها مع مؤسسات المجتمع.
ثمَّ شرع الأستاذ سعيد الجياشي محاضرته
بالقول: أنَّ المشهد الأمني في العالم شهد تحولات كبيرة، شملت المفاهيم والمصطلحات
لاسيما بعد أحداث 11 من أيلول/ سبتمبر 2001، فالإجراءات الأمنية التي كانت قائمة قبل
هذا التاريخ أعيد النظر بها في كثير من البلدان التي لم تمر حتى بظرف طارئ سياسي أو
أمني؛ وأصبحت المعايير الأمنية جزئية في منظومة المعايير الشاملة والسائدة اليوم، وغدت
المعايير الاجتماعية هي المهمة والكبيرة والأساسية. ثمَّ تطرق إلى التجربة العراقية
ونجاحها في أحداث تواصل استراتيجي في ظل ظروف أزمة مرّ بها المجتمع العراقي، موضحاً
أن هذه التجربة المستندة إلى حقائق عراقية لم يسلط عليها الضوء على الرغم من عمقها
ونتائجها، مفسراً كلمة التواصل هنا بقناة ومجموعة وسائل مهمة لبناء قناعة ومشتركات
اجتماعية بين المواطن والمجتمع أو بين دولة بمنظومتها وبين مجتمعاتها، فهو تواصل وطني
ونوعي وحقيقي، ويمكن القول أنها قنوات متعددة كطرق قصيرة بين المواطن والقرار، والمواطن
والمؤسسة، والمواطن ومنظومة الحكم، وكلما كانت قصيرة وتفاعلية بين المؤسسات المعنية
كلما كانت لها آثار ايجابية تنعكس على المجتمع.
وقال الجياشي إنَّ الوسائل المتبعة في التجربة العراقية اثناء معاركنا مع المجموعات
الإرهابية اعتمدت وسائل متعددة ويومية، منها: منظمة اتصال برقم معين، والمنشورات، والقنوات
الراديوية، والنازحين، مبيناً أهمية التواصل الاستراتيجي بالقول أنه يزيد من تماسك
المجتمع وصموده في الأزمات، ويزيد من قناعة المواطن بالدولة، ويختصر الطريق لمؤسسات
الدولة للقيام بمهامها وينعكس ايجابيا على المجتمع وبناءه وأمنه، مؤكداً أن التواصل
الاستراتيجي يعتمد في السلم والحرب والأزمات، ودون المواطن لا تنجح أي علاقة تواصلية
استراتيجية، والخطوة الأولى في هذا المسار هو فتح قناة تواصلية تنسيقية مع المواطن
نسمع منه بشكل صادق وموضوعي، معلناً أن التواصل كان على عدة مستويات: عاطفياً ومعلوماتياً
وامنياً.
واختتم الدكتور رياض محمد كاظم الجلسة بالقول
أنَّ التجربة العراقية ضد المجاميع الإرهابية بكل عمقها ومحاورها تستحق التوثيق والأرشفة،
ومنها هذه التجربة التي ألقي عليها مستشار الشؤون الاستراتيجية الضوء اليوم؛ لنتعرف
على تفاصيل دقيقة عن نجاحات عراقية في التواصل الاستراتيجي لتأكد أهميته في بناء وتماسك
المجتمع.
0 comments:
إرسال تعليق