الظاهر أنها محنة ؛
ولكن هل يستطيع أيا منا أن يعرف الفرق بين
ماهو نعمة من الله وبين ماهو محنة ؟ ؟ ؟!
والسؤال طرحه الإمام القشيرى ؟
فقال : ( يتقاصر علم العبد عما فيه صلاحه ؛فعسى أن يحب شيئا ويظنه خيرا وبلاؤه فيه ، ورب شيء يظنه العبد نعمة فيشكر عليها ويستديمها ، وهى محنة له يجب الصبر عليها والتضرع إلى الله فى صرفها وبعكس هذا كم من شيئ يظنه الإنسان بخلاف ماهو به ! )
وجاء هذا المعنى وهو يتعرض لقوله تعالى :
(( وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لايشكرون ))
ثم يعلق قائلا :
( لأنهم لايميزون بين محنهم ومنحهم )
نعم أليست هذه الجائحة قدتحمل منحة لنا ...!!!!
وهذا ما أبشر به وأعتقد باطمئنان أن مصر المحروسة ستخرج بإذن الله بمنح عظيمة تستعيد فيها الريادة والقيادة بإيمان قوى بالله وبعمل المخلصين ؛ وفى ضوء أننا لانعرف ما فيه صلاحنا من خلال رسائل الله لنا بمنحه ومحنه ؛
سوى أن الملحظ الذى لايخطئه أحد أننا ظلمنا أنفسنا ؛
وأيضا ظلم بعضنا البعض ؛
لهذا فالوعيد من الله لهذا الصنف شديد الم يقل :
(( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن فى ذلك لآية لقوم يعلمون ))
إذن نحن أمام(( آية )) وفى الخبر :
(( لو كان الظلم بيتا فى الجنة لسلط الله عليه الخراب ))
فالنفوس اذا ظلمت بزلاتها خربت ؛
ولاشك أننا فى العالم نشهد خراب ولازالت أمتنا حتى الآن تعانيه على يد الأشرار من أعداء الإسلام و بكيفية يدركها أهل العلم والمعرفة و بما قدمت الايدى التى سفكت وشردت وخربت وقتلت ؛ ولهذا فإن إصلاح النفوس والقلوب والأرواح والأسرار ضرورة لاستقبال رحمة الله ؛
فالله تعالى لايريد عذابنا؛ ولايريد لنا مانحن فيه ؛
ولكننا حينما خربنا حياتنا باستيلاء الشهوات والهفوات والقسوة والغفلات وبتنا عبيد أهواء ؛
حل مانراه ؛
لهذا فعلينا أن نراجع أحوالنا ونصلح شأننا كله ونعود
لنستقبل مراد الله فينا بالرضا والاطمئنان وليس بالهلع والخوف ؛ وان يكون ذلك بالعودة إلى منهجه ؛
وعندها فقط سنستقبل كل شيئ
بمعيار مختلف يدرك حقيقة أمر الله تعالى
فى المحنة والمنحة ...!!!؟
0 comments:
إرسال تعليق