كنت اعمل فى نيابة دمياط واتوجه من موقف الأتوبيس الدولى بالمنصورة صباحا ؛
وبينما انا اركن السيارة ؛
إذ تقع عينى على رجل رث الثياب اغبر الشعر لايأبه له
معه ساندوتشات خبز فينو؛ وحوله قطط ؛
يناولها فتافيت يقطعها بنفسه ويناولها فى فمها ؛
والقطط مستكينة له دون قلق أو خوف ؛ وهو منتبه لهم جميعا دون التفات لمار أو متامل ...!
وكان الوقت مبكرا ؛ وللغرابة أردت أن اتأكد اعاقل هذا أم مجنون !!!!؟
فقلت له بصوت خفيض : معى زجاجة ماء ؛
اتفضل. ..!
فقال : بعد أن نظرنى بابتسامة الجاد وبصوت المطمئن
( شكرا لا حاجة لهذا )..!!!!
فايقنت انه عاقل وواع ؛
وطوال الطريق من المنصورة إلى دمياط ؛
جلست اتفكر فى صنيع هذا الرجل ؛
وحنانه ورحمته وايثاره لهذه القطط وهو المحتاج وفق حاله ..!!
وألقى فى نفسى موعظة بليغة لازالت شاخصة معى رغم مرور أكثر من 15 سنة تقريبا عليها ؛
ولأن صورة الرجل شاخصة فى المخيلة وصنيعه مؤثر فقد اخذتنى بحق إلى الله ؛ولسان الحال يقول : تادب ياحامد ؛
فكنت ابحث عنه ما سلكت طريق من طرق المنصورة ؛
حتى رأيته فى سوق الخواجات واقفا على عربة خشب متحركة وفى يده مجموعة شرائط كاسيت جمعها من العربة ؟ ؟ ؟!!!!!!
فقلت : معقول يشتري الشرائط ليسمع ؟! ؛
وياترى لو كان ذلك .! فماذا يسمع ؟!
واستبعدت انه يسمع أو يشترى لنفسه أو لغيره ؛
وخاطرنى بداخلى من يقول :
انه يشتريها من هذا الشاب الذي يبيعها ليساعده على اكل الحلال ثم يتخلص منها لانها ( لهو ) ؛
وحتما تضل عن سبيل الله ؛
لاسيما أن كانت من المغنى إياه...!؟
واسترحت لهذا الخاطر ؛
وزاد عجبى لهذا الرجل ؛
وكنت المحه أحيانا فى طريقى؛
فاسعد بالنظرة العابرة له ،
فقد تعلمت منه الكثير ؛
وايقنت انه ( رجل صالح ) ،
( على قدر فهمى )...!!!؟
تذكرت هذا الآن وانا ارى (( صاحب له)) فى صورة
منشورة على الفيس وهو الآخر يقوم بسقيا قطة فى
مشهد مؤثر ومعبر ،
ياخذك للاعتبار ويقول لك :
لاتحقر شيئ...!!!!؟
وساعد الضعفاء ولو بابتسامة. ..
وادخل السرور على الناس ولو بكلمة طيبة ...
نعم لاتحقر شيئ...!!!!!؟ ؟ ؟ ؟ ؟
0 comments:
إرسال تعليق