أن تنظيم كأس الأمم الأفريقية ليس مجرد حدث رياضي، بل هو حدث يحمل الكثير من الدلالات السياسية والاقتصادية والثقافية، مثلما هو الحال في تنظيم كأس العالم لكرة القدم أن الدول الكبرى تتنافس من أجل تنظيم هذا الحدث الرياضي العالمي، كما تتنافس أيضًا من أجل تنظيم كؤوس أو البطولات القارية على مستوى أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا. أن القوة الناعمة تعتبر أقوى سلاح في المرحلة الراهنة،
إن الغرض الأول للعلاقة بين الرياضة والاقتصاد يتصل باعتماد الرياضية على الاقتصاد لتمويلها، كما أن التزايد المستمر في عدد ممارسي الرياضة قد أفرز سوقاً رابحة في مجال إنتاج وتسويق واستهلاك الأجهزة والأدوات والملابس الرياضية، مما يدعوننا إلى تقرير أن الغرض الثاني للعلاقة بين الرياضة والاقتصاد يتصل برعاية المصالح التجارية والاستهلاكية للرياضة كمصدر للربح ووسيلة دعاية ناجحة.
تشكل الرياضة في بعض الأحيان دخلاً هاماً من مداخل الاقتصاد الوطني أن استثمرت بالشكل الصحيح ولعل العديد من الدول المتقدمة لاحظت أن بعض أنواع الرياضة يمكن أن تكون أحد مقومات العمل السياحي، ومن أجل أن يكون العمل الرياضي متمشياً مع عمليات التطوير لابد من اعتبار الاستثمار أحد وسائل التمويل للرياضة ولتحقيق ذلك لابد من تسهيل عمليات وإجراءات الاستثمار في الرياضة ورفع القيود عنها.
لقد اهتم الاقتصاد اهتماماً كبيراً بالواقع الاجتماعي للرياضيين فالبرامج الرياضية والرياضيون والعاملون في المجال الرياضي يحتاجون إلى من يمولهم حتى يمكن أن يحقق النشاط الرياضي أهدافة المأمولة منه.
إن المجال الرياضي أصبح يحفل بكم هائل من الوظائف والمهام المختلفة كالفننين والإداريين والخبراء والمحللين المتخصصين وهو ما يشكل إطاراً توظيفياً عريضاً للعمل في المجال الرياضي كما ان الرياضة في حد ذاتها تعتبر جزءاً مكملاً من إطار الدورة الاقتصادية سوآء باعتبارها منتجاً او شريكاً في الإنتاج أو باعتبارها قيمة اقتصادية مضافة، وقد استخلص بعض خبراء الاقتصاد مجموعة من التساؤلات باعتبارها محكات اقتصادية متصلة بالرياضة تحدد سياسة الدولة نحو اقتصاد الرياضة
وتستغله الدول الكبرى قبل الدول الضعيفة للسيطرة على العالم، سواء السينما أو الثقافة أو وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت أو المعارض والمؤتمرات أو السياحة، أن إسرائيل تستخدم القوة الناعمة في معركتها ضد العرب،
ما أن أمريكا تستخدمها ضد العالم كله، وكذلك الصين. إن هناك فوائد اقتصادية جمة يمكن لمصر أن تجنيها من تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، لكن ليس بشكل فوري، وإنما على المستويين المتوسط والبعيد أن الحدث يمثل فرصة لتنشيط العلاقات الثنائية بين الهيئات المصرية الاقتصادية والاستثمارية وزيادة التبادل التجاري.
أن مصر تمتلك كل الإمكانيات لتنظيم هذه البطولة من فنادق متميزة، وملاعب مجهزة، وشبكة مواصلات متاحة، فضلا عن الأمن الكبير الذي تنعم به.
ان العائد الاقتصادي لتنظيم البطولة من خلال دعم السياحة والاستثمار، والصناعة والتصدير، وارتفاع الجنيه مقابل العملات الاجنبية، وانتعاش البورصة، مما سيساهم بشكل كبير في القضاء على البطالة وجذب رؤوس أموال خارجية للاستثمار في مصر. وتتمتع مصر أيضاً بسلاح سري قوي لم ينشر بشكل كامل بعد، جيل من الشباب الذين لا زالوا يؤمنون بعد سنوات من الاستبعاد والقمع بأنهم قادرون على (ومن الواجب عليهم) التأثير على مصير البلاد. وبالفعل بدأ بعضهم في إحداث فارق ملموس على أرض الواقع وانتزاع الإعجاب على نطاق واسع.
إن مصر ليست الدولة التي قد تتمكن قطاعات اقتصادية وشرائح سكانية منها من إحراز النجاح على الرغم من أنف الدولة، إذ يتعين على الحكومة أن توفر البيئة اللازمة لإعادة تشغيل محركات التعافي الاقتصادي، وينبغي للسياسات أن تخدم كأدوات للتعجيل بالنمو من خلال توفير بوابات التنمية للشباب المجتهدين المفعمين بالحيوية، والفقراء الساخطين، والطبقة المتوسطة المضغوطة.
لذلك تأتي تنظيم مصر للأمم افريقيا للأثبات الذات وقدرتها الاقتصادية علي نجاحها من بعد ما يسمي الربيع العربي هنا أن أضرب مثلا بسيارة قادرة على تقديم أداء رائع اعتماداً على محركها الداخلي القوي.. هكذا هي مصر القادرة على تحقيق النمو الاقتصادي السريع والتعافي المالي الدائم.
لكن في غياب الجهود الحثيثة العازمة على إحراز التقدم السياسي والوحدة السياسية، فسوف تظل يد تعشيق تروس مصر عالقة عند الترس المحايد، إن البطولة ستعمل على زيادة معدلات النمو، حيث تنتظر الدول، قرعة اختيار البلد المنظمة للبطولة، وتتمنى كل بلد أن يقع عليها الاختيار، ورغم ارتفاع تكاليف التنظيم، إلا أن العائد الاقتصادي والاستثمارات الناتجة عن هذا التنظيم، تكون أكبر بكثير، متوقع أن يزور نحو مليون شخص مصر خلال البطولة، ما ينعش حقوق البث المباشر، والإعلانات داخل الملاعب وغيرها، والعلامات التجارية وجذب أموال رعاية من الشركات فضلا عن بيع الهدايا التذكارية للسياح، وإشغالات الفنادق والقرى السياحية، والمطاعم والمستلزمات الرياضية.
أن أنظـار الملايين بل المليارات من مشجعي الكرة، تتوجه إلى مصر، لمتابعة المسابقة الرياضية الكبرى، مضيفا أنه سبق لمصر تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية، 4 مرات في 1959 و1974 و1986 و2006 وتوجت باللقب في ثلاث مناسبات وخسرت اللقب في 1974 فقط. إنه من الفوائد الأخرى المهمة، هو تأكد العالم بأن مصر آمنة مستقرة ما يمثل دعاية مجانية لمصر في كل دول العالم، فضلا عن الجمهور للملاعب، وتجديد الثقة من جديد في الجمهور بعد غيابه لفترة طويلة.
أن مصر ستجني حصادا اقتصاديا مربحا سواء استثماريا أو سياحيا أو خدميا، أن البطولة الأفريقية تمنح مصر حق الترويج السياحي الذي عاد بقوة فضلا عن إبراز إنجازات البنية التحتية الداعمة بقوة للتنمية الاستثمارية في مختلف القطاعات، فضلا عن تحريك عجلة الإنتاج والتنمية ورفع نسبة الإشغالات في القطاع السياحي.
إن السياحة الرياضية أحد أهم الأنشطة التي ترسل رسائل طمأنة للخارج مما يعود بالأثر الإيجابي على المدى البعيد. إن تنظيم بطولة أمم أفريقيا يساعد على تحقيق الحراك الاقتصادي وهو الذي سينعكس بالإيجاب على إنفاق المستهلكين على قطاع الاتصالات، فضلا عن زيادة استهلاك خدمات التجوال.
أن قيام مصر بالتنظيم لتلك البطولة سوف يعود على مصر بجذب الاستثمارات الخارجية عن طريق وفود الجماهير والجهات الناقلة لهذا البطولة وإشغال الفنادق والمنتجعات السياحية في مصر. أن مصر ليس في حاجة الي مكسب مالي فقط من تنظيم البطولة ولكن تريد ان توصل رسالة للعالم ان مصر مستقرة وأمانة. سوف يساهم فوز مصر بتنظيم أمم افريقيا في عودة الجماهير إلى الملاعب مرة أخري الفترة المقبلة وما بعد انتهاء البطولة.
إن الاحتكار بالكامل لنقل أحداث هذه المناسبات هو اليوم من المواضيع المثيرة للجدل والنقاش خوفاً من أن تتحول الرياضة إلى سلعة تجارية بالكامل لا يحصل عليها إلا من يدفع ثمنها وهذا ربما سيضر بالرياضة على المدى الطويل،
فمن المفيد جدا أن يعزز الجانب الإنساني والاجتماعي في الرياضة وأن يستفاد من إقامة هذه المناسبات الرياضة لتعزيز مثل هذه الجوانب وأن تستثمر أيضا لتعميق التواصل بين شعوب العالم خدمة لقضايا عالمية كثيرة مثل: السلام، وحماية البيئة، والعدالة العالمية، فمن الضروري أن يحصل المجتمع المحلي والعالمي على حصته العادلة من عوائد الاستثمار من إقامة مثل هذه الأحداث الرياضية.
0 comments:
إرسال تعليق