استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، نظيره السوري بشار الأسد في
موسكو التي وصلها أول من أمس، في أول زيارة له لروسيا منذ بدء الحرب الأوكرانية.وفي
بداية اللقاء في الكرملين، قال الرئيس السوري: «سعيد جداً بهذه الزيارة.. اللقاءات
بين مسؤولينا لا تنقطع، ولكن التغيرات الدولية خلال العام الماضي، تتطلب منا أن
نلتقي لوضع تصورات مشتركة لهذه المرحلة».
وعن الأزمة السورية، أكد الأسد أن دمشق مع الحوار الذي يفضي إلى تحقيق
مصلحة الشعب السوري ووحدة وسلامة أراضيه. ووفق بيان رئاسي سوري عقب المباحثات مع
بوتين، أكد الأسد أن «سوريا لطالما كانت مع الحوار إذا كان سيُفضي إلى تحقيق مصالح
الشعب السوري ووحدة وسلامة الأراضي السورية، ويصل إلى نتائج واضحة ومحددة وعلى
رأسها الاستمرار بمكافحة الإرهاب وخروج القوات الأجنبية غير الشرعية الموجودة على
أراضيها».
وناقَش الرئيسان العملية الروسية العسكرية في أوكرانيا، حيث جدد الأسد موقف
سوريا المؤيد لحق روسيا في الدفاع عن أمنها القومي، فيما اعتبر بوتين أن العملية
العسكرية الروسية هي معركة وجود، وأن الغرب حاول زعزعة استقرار روسيا السياسي
والاقتصادي إلا أن روسيا استطاعت التأقلم مع ما سبق، بل وحققت نمواً اقتصادياً رغم
الحرب.
حجم التجارة
من جانبه، قال بوتين، إن حجم التجارة بين روسيا وسوريا آخذ في الازدياد،
حيث بلغ النمو العام الماضي 7 ٪. وأضاف مخاطباً الأسد «أنا سعيد جداً برؤيتكم في
موسكو، أشكركم على تلبية دعوتنا. نحن على اتصال دائم، وتشهد العلاقات بين بلدينا
تطوراً، بما في ذلك في المجال الاقتصادي».
وأشار بوتين إلى أنه في العام المقبل، تصادف الذكرى الثمانين لإقامة
العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأشار بوتين إلى أن «الشعب السوري واجه مشكلة أخرى جدية للغاية، بتعرضه
لكارثة الزلزال. هذا بالطبع، يفاقم الوضع. نحن كأصدقاء حقيقيين نحاول دعمكم، كما
تعلمون، عملت وحداتنا هنا أيضاً من خلال وزارة الطوارئ، كما يسهم ممثلو القوات
المسلحة الموجودة في سوريا في مكافحة تداعيات الزلزال».
إقليمياً، أكد الرئيسان ترحيبهما لإعلان السعودية وإيران استئناف العلاقات
الدبلوماسية بين البلدين كخطوة تنعكس إيجاباً على المنطقة والعالم. ورأى مراقبون
أن المصالحة بين أنقرة ودمشق تمثل أحد المواضيع الرئيسية لمباحثات الأسد في موسكو
التي ربما تحاول تنظيم قمة تجمعه والرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف «العلاقات بين تركيا وسوريا
ستتأثر بالتأكيد بشكل أو بآخر» بالمناقشات بين بوتين والأسد.
لقاءات الوفدين
وعلى هامش اجتماع القمة، عقد الوفد الوزاري الاقتصادي السوري، لقاءات
وزارية مع عدد من المسؤولين الروس المعنيين بملف التعاون الاقتصادي المشترك، وفقاً
لوكالة الأنباء السورية «سانا». كما بحث وزير الدفاع السوري، العماد علي محمود
عباس، مع نظيره الروسي سيرجي شويغو، التعاون العسكري بين سوريا وروسيا.
وشدد الجانبان على أهمية استمرار التعاون الوثيق، بما يحفظ أمن واستقرار
سوريا. كما شدد شويغو على التعاون بين البلدين في محاربة الإرهاب في سوريا، لافتاً
إلى أنه تم إنجاز الجزء الأكبر من هذا العمل، مضيفاً «لا يزال هناك الكثير».
المصدر: وكالات
0 comments:
إرسال تعليق