• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 28 مارس 2023

    الشّعرُ التّاريخيُّ وثيقةٌ تاريخيّةٌ لا يمكن التّفريط فيها ..بقلم/ د. أحلام الحسن رئيس القسم الثقافي

     


    يُعدّ الشعر التاريخي أحد الوثائق التأريخية المهمة جدًا في حفظ الأحداث والبطولات والإنجازات والحضارات التاريخية والملاحم ، والشخصيات البطولية على طول خط التحولات التاريخية، فالشعر التاريخي من المدخرات الأدبية التي تعيش مئات السنين تتوارثها الأجيال، فالقصيدة التاريخية هي القصيدة التي تحمل تفاصيل الأحداث بمصداقيةٍ تامة، فهي كيانٌ ناطقٌ على لسان الشاعر تجسّد رؤاه ، ومدى ثقافته التاريخية، والبعيدة عن السرد والحشو الخيالي الذي نجده في بقية أنواع الشعر.

    فالشعر وسيلة اعلامية من أنجح الوسائل الإعلامية وذلك لقوة تأثيره على المشاعر البشرية، إلّا أنّ هنالك عوامل أدبيةٍ ذات خطورةٍ على الشعر التاريخي والملحمي تفقده حيويته التاريخية وتساهم في طمس معالمه وما فيها من حقائق لدرجة الإهمال " وكأنه إهمالٌ مقصود " بأن لا يصل للأجيال المحور التاريخي في القصيدة .

    وأخطرها تلك التي تخرج القصيدة عن صلب القضية!! وذلك بكثرة استخدام التعابير المجازية مما يسمح للناقد وللقارئ بكثرة التأويل وبتناقض التأويل أيضا من شخصٍ لشخصٍ، مما يجعل وجود الخصائص التاريخية في القصيدة بعيدًا عن القصيدة التاريخية، ويتسبب في ضياع وحدة الفكرة للقصيدة ،حيث تم طمس المعالم التاريخية والأحداث بكثرة المصطلحات المجازية، فتموت العلاقة بين المعنى الحرفي والمصطلح المجازي، فتنتج عن ذلك فوضى التأويل  وتتحول القصيدة التاريخية إلى جزئياتٍ مبهمةٍ وممزقةٍ تعلوها الضبابية.

    نعم لا يخفى ما للمصطلحات المجازية من جمالياتٍ بديعيةٍ تضفي رونقًا وجمالا  على القصيدة العامة ، إلّا أنه في القصيدة التاريخية يتوجب أن يكون تواجده محدودًا يتطلب من الشاعر الفطن المدرك لأمانة القصيدة التاريخية الإنتباه لذلك، حيث أنّ التعبير المجازي كلامٌ معتم الوضوح يرتدي برداء الغموض والتنميق فيتيح للقارئ والناقد قابلية التفكيك والتأويل مما يساهم في هدم وضياع الحقائق التاريخية والتي كان من الواجب الضروري تواجدها وتوفرها في القصيدة التاريخية أو الملحمية بكلّ وضوح ، فلكلّ قصيدةٍ لونها ونوعيتها وتصنيفها تحتاج لشاعرٍ يعي ذلك كي لا تخرج القصيدة عن مضمونها وتصنيفها التاريخي إلى سلسلةٍ من التعابير المجازية التي تطرأ على ذهن الشاعر من كلّ حدبٍ وصوبٍ فلا يتقيد بالأحداث التاريخية ، ويترك العنان لمخيلته وقلمه يمنةً وشمالا .


    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الشّعرُ التّاريخيُّ وثيقةٌ تاريخيّةٌ لا يمكن التّفريط فيها ..بقلم/ د. أحلام الحسن رئيس القسم الثقافي Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top