هَلْ مَسَّ جَفْنَ الْعَينِ صَخْرُ الْإِثْمِدِ
كَلّا وَلا في الْعَينِ كُحْلُ الْأَرْمَدِ
*
ما بالُ لَوعَتِها جَوىً لايَنْجَلي
وَالدَّمْعُ يُسْقيها هُمومَ المُسْهَدِ
*
كُلُّ الْمَصائِبِ لَيسَ مِثْلَ مُصابِهِ
يا سائِلي حَلَّ الْحِمامُ
بِأَحْمَدِ
*
في فَقْدِهِ سِيّانِ عِنْدي ما جَرى
في اللَّدِّ أَو قَتْلِ النَّبيِّ مُحَمَّدِ
*
يا لَيتَهُمْ قَدْ أَودَعوا أَهْلَ الْوَرى
إِذْ أَودَعوكَ ثَرى الْبَقيعِ الْغَرْقَدِ
*
ما قيمَةُ الدُّنْيا بِدون الْمُصْطَفى
يا لَيتَ بَعْدَكَ لَمْ نَكُنْ أَو نُولَدِ
*
عَجَباً لَهُمْ كَيفَ الْمُسَجّى بَينَهُمْ
يَبْقى ثَلاثاً مُذْ ثَوى لَمْ يُلْحَدِ
*
بَلْ ما دَرَى بَعْضُ الصِّحابِ بِدَفْنِهِ
حَتّى وَعى صَوتَ الْمَساحي يَحْتَدي
*
ماذا جَرى لِلْآلِ يَومَ وَداعِهِ
كَسَروا الْقُلوبَ وَصادَروا ما في الْيَدِ
*
وَيْلاهُ وَالزَّهْراءُ تَصْرَخُ يا أَبي
أَحْزانُها لِلْآنَ لَمْ تَتَبَدَّدِ
*
هذا جَزاءُ مُحَمَّدٍ في آلِهِ
قَدْ قُتِّلُوا بَلْ عُومِلُوا كَالْأَعْبُدِ
*
لا تَنْطَوي آثارُهُمْ طولَ الْمَدى
مِنْ أَمْسِنا أَو يَومِنا أَو في الْغَدِ
*
*
*
يا أَيُّها النّاعي تَرَفَّقْ فَالشَّجا
سَقْماً رَمى قَلْبي وَأَضْنى مَرْقَدي
*
رُحْماكَ لَو كُنْتَ الْحَنونَ تَجَمُّلاً
ما ضَرَّ لَو أَخَّرْتَ يَومَ الْمَوعِدِ
*
وَتَرَكْتَني دونَ النَّوازِلِ أَرْتَجي
وَأَتَيتَني بِالنَّعْيِ يَومَ الْمَشْهَدِ
*
لكِنَّهُ الْمَحْتومُ في لَوحِ الْعُلى
فَالْحِيُّ يَوماً لَمْ يَكُنْ بِمُخَلَّدِ
*
ذِكْراكَ يا مَولايَ سِرُّ مَواجِعي
وَلَأِنْ بَكَيتُكَ لَسْتُ أَوَّلَ مُجْهَدِ
*
لكِنَّني ياسَيِّدي رَغْمَ الأَسى
أَ بِغَيرِكُمْ بَعْدَ الْإلهِ أَ أَهْتَدي؟
*
كَلّا وَرَبِّ الرّاقِصاتِ وَزَمْزَمٍ
لا لَيسَ إِلّا آلَ طه مَقْصَدي
*
سُفُنُ النَّجاةِ هُمُ وَأَنْوارُ الْهُدى
في الدِّينِ وَالدُّنْيا أُصولُ الْمُنْجِدِ
*
*
*
اللهُ بِالتَّوحيدِ حَرَّرَ خَلْقَهُ
مِنْ نِيرِ أَصْنامِ الْمُضِلِّ الْمُلْحِدِ
*
نُورُ النُّبُوَّةِ لِلْخَلائِقِ رَحْمَةٌ
وَالْمُصْطَفى لَولاهُ لا لَمْ نَهْتَدِ
*
أَمّا الإمامَةُ بَعْدَها لا تَنْتَهي
حَتّى الْقِيامَةِ مِنْ زَمانٍ سَرْمَدِ
*
يا رَبِّ مَنْ غَيرُ النَّبيِّ شَفيعُنا
فَاجْمَعْ لَنا بَينَ الرِّضى وَالْسُؤْدَدِ
*
وَدَعِ الْكِتابَ نَدى رَبيعِ قُلوبِنا
وَالْآلَ نُورَ الْمُؤْمِنِ الْمُتَعَبِّدِ
*
نَفْسي تَتوقُ إِلى الْحَطيمِ وَطَيبَةٍ
ثُمَّ الْغَريِّ وَرَوضَةٍ في مَشْهَدِ
*
رَبّاهُ تَنْبِضُ كَرْبَلا في أَضْلُعي
شَوقاً إلى سِبْطٍ كَريمِ الْمَحْتِدِ
*
زُرْ ثُمَّ سامَرّا وَسِرْدابَ الدُّعا
وَانْزِلْ عَلى بَغْدادَ ضَيفَ الْمَسْجِدِ
*
وَإذا أَتَيتَ الشّامَ فَاذْكُرْ زَيْنَباً
وَاسْألْ بِمِصْرَعَنِ الْمَقامِ الْأَسْعَدِ
*
فَلْتَشْهَد الدُّنيا جِهاراً أَنَّني
في غَيرِ تِلْكَ الْأَرْضِ لَمْ أَتَبَغْدَدِ
*
*
*
0 comments:
إرسال تعليق