• اخر الاخبار

    السبت، 5 يونيو 2021

    قصة قصيرة : نصفي في الشمس ونصفي الآخر في الظل..بقلم : نورة بوعلاقي تكتب

     

     


    ليس الآمر أنني لا أريد أن أكون سعيدة، الأمر أنني مهما حاولت لا أستطيع..

    أشعر بالاختناق، لاأريد أن أكون هكذا...

    فكل شيء جيد باستثناء بعض التفاصيل الصغيرة، أتعرف كأنما وضع أحدهم ثقلا على ظهري، ورماني وسط البحر، أي أن هذا العبء يسحبني إلى القاع،ومهما حاولت لايمكنني الصعود والنجات .

    أعرف أنك ستطلب مني ممارسة بعض الرياضة ، والذهاب في نزهة والاستماع إلى موسيقاي المفضلة، وممارسة هوايتي المحببة،لكن الأمر لايحل ببعض التمارين والهوايات ، انه يستحوذ على كل طاقتي ويسلب رغبتي في العيش، إنه يسحبني للتفكير في الانتحار فقط...

    كما أنه يؤثر على علاقاتي، صحتي، وتوازني..

    حسنا، الجميع يتساءل دائما، لماذا أنت حزينة هكذا؟!!

    الأمر ببساطة، هذا ليس حزنا...

    قاطعني قائلا: هلا أوضحتي لي أكثر ماالذي تقصدينه؟

    حسنا، تشعر بالحزن عندما يحدث معك موقف سيء، إنه شعور يمكن معالجته بنزهة مع أصدقاء، أو مساندة من أحبائك، يحدث للحظات، لايتجاوز يوما واحدا، أي انه لحظة   سيئة لتجربة سيئة فقط، لتستعيد نفسك مجددا، لكن ماأشعر به مختلف تماما، أنا أستيقظ كل صباح لأخبر نفسي أنني بلا قيمة ، حتى أنني أمنعها القيام بأي شيء، لأنني أتساءل قائلة ماالفائدة من القيام بذلك؟ لماذا أشتري؟ لماذا أهتم ؟ في البداية ظننته نضجا عقلي، لكن الأمر أصبح أسوء، فأنا لم أعد أهتم ولو رأيت نفسي أحترق، لاأهتم إن كان المكان معتما أو مضيء، فكل شيء بالنسبة لي أسود...

    النكات التي تجعل الجميع يضحك بصوت عال لا يمكنها حتى تحريك عضلتي لتخلق ابتسامة، أي أنني لا أجد شيئا مبهجا ...

    هل الشمس ساطعة؟ أو المطر يهطل؟ لم أعد اكترث حقا ..

    فقط أجد راحتي على السرير ، والتحديق مطولا من على الشرفة.

    هل أخبرتي المقربين منك بما تشعرين به؟

    نعم فعلت كثيرا،

    - وماذا فعلوا لأجلك؟

    لقد تركني الجميع، لقد نعتوني بمنبع للطاقة السلبية، يظنون أنني أود أن أسحبهم إلى جحيمي، لكنني كنت أتوسل النجدة، لأنني ظننت أنه مجرد يوم سيء سيمر ببعض المساندة.

    وماذا فعلت عندما تخلى عنك الجميع؟

    حسنا، لايمكن قول أن الجميع تخلى، فأختي لم تفعل ذلك.

    - حسنا، وماذا حدث بعد ذلك؟

    تقصد أنني لم أجب عن ذلك الجزء بعد، لم يحدث شيء، فلقد حاولت أن أجعل لنفسي شخصية مثالية، لكنني لم أستطع تحمل كل هذا الزيف، لأنني شعرت أنني أرتدي قناعا اصطناعيا لأجل اسعاد الآخرين، وهذا حطمني شيئا فشيئا...

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة قصيرة : نصفي في الشمس ونصفي الآخر في الظل..بقلم : نورة بوعلاقي تكتب Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top