• اخر الاخبار

    الأحد، 16 أغسطس 2020

    (*ومضة نقدية*)..يكتبها جليل شبر في قصيدة "انا والقلم "..للشاعر هاشم الرفاعي..

    (*ومضة نقدية*)..يكتبها جليل شبر في قصيدة "انا والقلم "..للشاعر هاشم الرفاعي..

    يمتلك شاعرنا موهبة فذة في استخدام الرمز الشعري بصورة تجلب انتباه القارئ ..فهو يغاير المألوف لدى الشعراء فاغلبهم يمزج بين الرمز والطبيعة لكني وجدت أن الشاعر في هذه القصيدة مزج بين الرمز والفكر بقوله :(انا والقلم) وهو عنوان القصيدة..
    لغة الأنا بعيدة جدا عن أسلوب الشاعر وكوني متابع لأغلب نتاجات الشاعر الادبيةاقول : انه استخدم الضمير ...انا ...من أجل إثارة المتلقي ..وهذا يدل على تفوقه على الذات الشاعرة فهو يرى نفسه أنه جزء من مجتمع كبير تسوده العلائق الاجتماعية الوشيجة ..
    يشير الشاعر إلى القلم من خلال حبه للحياة هذا النمط الاجتماعي يضفي الجانب الوجداني على القصيدة فالقارىء للقصيدة يشعر برغبة جارفة في نفس الشاعر لإضفاء الروح في كل كلمة زرعها الشاعر في القصيدة..
    استخدم الشاعر صيغة( فعلل) وهنا نجاح جديد لشاعرنا هاشم الرفاعي فهذه الصيغة من خلال ماتحمله من ايحاء صوتي .. تجعل ذهن المتلقي متاملا للقادم من الصور الشعرية المركبة...يقول الشاعر ...والعشق منال لملم بين القلم والهدف ..هنا وضع طائر الجنوب أحد قدميه وقفز بالأخرى كونه فيلسوف للعشق والجمال فوضع الهدف والغاية وتوقع نهاية جميلة ستكشفها السطور القادمة...
    شاعرنا الرفاعي احب الحياة وعشقها حد الثمالة ليس طمعا بالبقاء لأنه يدرك أن لكل بداية نهاية هذا الدستور الوضعي للحياة فهو يستجلي لغز الحياة والموت انما أراد أن يغير واقع المجتمع فاضفى جانبا اجتماعيا على قصيدته حاول من خلاله أن يقود ثورة على الواقع المرير الذي يعيشه المجتمع العربي..حاول أن يغرس روح التحدي والإصرار والثبات لتغيير جذور الجهل والتخلف التي يعيشها البعض..
    اظهر الشاعر معاناته التي ضاع بعضها بين السهر والألم أما الآخر فقد عزاه للقدر وهذا يدل على عظمة الخالق وايمان الشاعر بالقدر خيره وشره...ويعلل بعض هذا الضياع والتيه إلى الخضوع والاستسلام للواقع المرير الذي يعيشه الانسان وهنا يريد أن يصور مأساة الحياة الانسانية المجردة من الطموح ويحاول ان يبعث الأمل فيها للنهوض والثورة على الواقع..
    الأغراض البلاغيةوخاصة الجناس اللفظي كان حاضرا في القصيدة... ( ..سطر .....اسطورة... ) ..أعطى تناغما صوتيا بين اللفظ والمعنى ..
    عاش شاعرنا هاشم الرفاعي محبا عاشقا لوطنه وتفنن في إظهاره فتارة يصرح به وفي أخرى يجعل رموزه الشامخة هن رفيقات الدرب في هذا الحب الأزلي المسيطر عليه الجارف لنفسه التواقةللسهر على ضفافه.... ..فدجلة ..النهر الخالد رسمه شاعرنا بمجموعة كالنجوم الدائرة حول كوكب دري هذا الكم من الصور الشعرية المركبة ..يطيب المعشر..بين سبع بحراتها .. قاسيون ..هذا التتابع الرمزي الجميل يضفي جمالا اخرا على مارسمه الشاعر في الصور السابقة..
    وهاهو يعود إلى( غفا) اسطورة الشاعر في أغلب قصائده ويدعوها
    .للسير معه الى قبر ابيه وهنا يظهر تمسك الشاعر بتربة ارضه والتي ترمز لوطنه ..وبلمحة بصر ينتقل إلى الشام هذا التقريب في المسافات رغم البعد والاميال الطويلة يمثل التفاتة رائعة من الشاعر إلى أن أمة العرب هي أمة واحدة رغم الحدود والفواصل...وهذا يؤكد الجانب الوحدوي في شعره فبلاده بلاد كل العرب..
    حاول الشاعر ان يظهر عاطفته للمتلقي كي يبرز الجانب الوجداني في قصيدته فيقول :(اه.. ضاعت أمنيتي بين جاهل..وكاذب ...ومدعي.. هذه الشخصيات السلبية انما ترمز لواقع
    مرير...شاعرنا يعتبر نفسه جزء من ذلك الواقع فهو يرى أن هؤلاء هم سبب الضياع والتخلف في المجتمع
    استوقفتني عبارة ....تحت الجيوب تختبئ شفتاك..رائعة من روائع هاشم الرفاعي من حيث التصوير الفني والإبداع الأدبي الخلاق فما بين جمال الصورة الشعرية واللفظ هز شاعرنا المشاعر والوجدان جعلني اشعر بلهفة كي اصل إلى القادم من الصور الرائعة..
    نون ..ميم...رموز تجعل القارىء يقف متاملا أمام لوحة رسمها الشاعر كلوحة دافينشي فهو يرى الجمال فيها من كل الاتجاهات. .
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: (*ومضة نقدية*)..يكتبها جليل شبر في قصيدة "انا والقلم "..للشاعر هاشم الرفاعي.. Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى