كتبت : ساهرة رشيد
تعد الصورة واحدة من أبرز الأدوات التي يستخدمها أديب الاطفال في تجسيد الفكرة التى يود أن يوصلها إلى مستوى إدراك الطفل، حيث إن أول ما يجذبه في الكتاب أو القصة هو الغلاف الذي غالبا ما يحمل صوراً ورسوماً تحكي قصة او مضمون الموضوع بألوان جاذبة و براقة. ومن خلال تلك القصة او الحكاية.
يوصل أديب الاطفال جاسم محمد صالح فكرته بشكل بسيط بعيد عن التعقيد ليفهمها الطفل .
ويعتبر اختيار الصورة من اهم واكثر مايواجهة الكاتب لكن بالتعاون مع الرسام تذلل تلك الصعوبات. وقد حفلت قصص وكتابات الاديب جاسم بالكثير من الصور التى تقريب الحكايات. فقد أدراك صالح إن الصورة استخدمت منذ القدم كوسيلة للتعبير وإيصال الأفكار من خلال الكتابة الصورية . فقدخصص أديب الأطفال جاسم مجال للصور لتعبر عن القصص ليسهل على الطفل الفرصة للتفكير والتحليق في الخيال معها.
هذا مانلاحظة في قصة ملكة الشمس. فقد كان اختياره للصور والرسوم بطريقة تربوية، ولها الدور الكبير في ايصال أهداف القصة بواسطة أشكال جميلة.تعمل عن تنمية مدارك الطفل.فاغلب قصصة تعتمد على الرسوم والالون الزاهية التى يحبها الاطفال. حيث اضافت الصورة الجمالية على نصوصه كما تحث الطفل على اكمال تلك القصة لان الطفل بطبيعته ملول خصوصا في ظل عصر التكنلوجوجيا واجهزة الابياد، التى بات رفيق الطفل . من هنا يواجه اديب الاطفال جاسم الصعوبة لربط ومتابعة القراءة الذي ياخذه صالح الى عالم غريب ممسك بالخيال. ولان اديبنا متمكن من اللغة فقدساعده على عرض القصة و سردها مكان، مغنينا الاطفال بالكثير من المفردات الجديدة القديمة .
يعدّ كاتب الأطفال جاسم محمد صالح من بين أهم المختصين فـــي وزارة التربية في مجال تأليف المناهج وتنقيحها لعدة سنوات, شغل منصب رئيس تحرير صحيفة (يعرب) للأطفال، نشر العديد من الدراسات والبحوث في مجال التربية، له عدد كبير من المؤلفات، نال الكثير من الجوائز، يعدّه النقاد والمتابعون لكتابه عن أدب الطفل أفضل ما صدر في العراق، له أربعون كتابا في أدب الطفل.
إنّ قصص الكاتب صالح غنية بمضامينها جميلة بشكلها تشد القارئ وتجعله يتابع أحداثها بسعادة، مستفيدا من عبراتها ودروسها, يستخدم الكلمات الجميلة القريبة من مدارك الطفل لتعبر عن المعاني بأسلوب راقي، يسعى في قصصه إلى إذكاء وصقل مواهب الأطفال، فالطفل أو الصبي حين يقرأ قصص صالح لا يفهم المغازي والمرامي لأول وهلة، بل لابد من التفكير للتوصل إلى الهدف.
واكد صالح إنّ مؤلفاته للأطفال ترجمت إلى عدّة لغات منها الكردية ومجموعة السمكة الملونة إلى التركية, ورواية ملكة الشمس والخاتم إلى الانكليزية واليابانية كما ترجمت مسرحية أصدقاء الشمس إلى الانكليزية والفرنسية والبلجيكية.
وأضاف صالح إنّ الكتابة للأطفال ليست من الأمور السهلة للكاتب، فلابد لكاتب الأطفال أن يكون ملماً بالمفاهيم التربوية طامحاً إلى بناء الطفل الواعي القادر على المساهمة في بناء وطنه ومدافعا عنه. مشيرا إلى أنّ الكتابة للأطفال رسالة وهدف وهي ذات رسالة سامية وهدف نبيل.
مزضحا، إنّ لكل كاتب رؤية وعليه أن يحقق ذلك من خلال اللغة، وأن يتعامل مع اللغة بحذر والتزام باستعمال المفردة، ومعرفة بالطفل، وان يكون القاموس اللغوي متناسباً مع مدارك الطفل، ويكون التواصل معه من خلال الدراسة.
مشدداّ على الكاتب تحمل مسؤولية الكتابة للأطفال، والمسؤولية حالة من دراسة القيم التربوية وعلم النفس، مؤكداً إنّ الأطفال في هذا الوقت أخذوا يبتعدون عن هويتهم الوطنية، وأنّ هناك هجمة شرسة توجّه للطفل العراقي من خلال القنوات الفضائية، التي تخلق للطفل الكثير من الجمال بعيدا عن الوطن.
واستطاع الكاتب جاسم محمد صالح أنّ يقدم للأطفال الكثير من الجمال والقيم ويشد الطفل إلى وطنه وتاريخه من خلال فنون القصة والمسرحية والسيناريو والرواية والدراسة ومسرح الدمى.
0 comments:
إرسال تعليق