شاهدت
مؤخرا عزيزى القارئ الفيلم المصرى " الحارث" بطولة الفنان أحمد الفيشاوى
والفنانة ياسمين رئيس ، وضيوف الشرف النجم عمرو عبدالجليل والنجم باسم سمرة
والفنانة أسماء أبواليزيد ، تسمع هذه الأسماء عزيزى القارئ فتتحمس وتتوقع أن نجوم
بحجم هؤلاء فى عمل فلابد وأن يكون مبهرا ، ثم تأتى الصدمة لتنسف سقف توقعاتك لتندم
وتشعر بالغضب بعدها على كل دقيقة ضيعتها فى المشاهدة !!! .
الفيلم
بإختصار يحكى عن مكان " بواحة سيوة" ملعون بنزول حارث من سلالة إبليس
بتوقيت معين ليختار سيدة من الإنس ، يوم ميلادها يصادف يوم ميلاده لينجب منها
وينزل سنة ١٩٨٢ م ، ويختار سيدة تجسد دورها الفنانة أسماء أبواليزيد ، وعندما يعلم
زوجها الذى قام بدوره الفنان عمرو عبدالجليل يحاول حرق المنزل وزوجته بالداخل ،
ولكن الأهالى أنقذوها وولدت صبى ثم توفت عقب الولادة .
بعد
سنوات عام ٢٠١٢ جاء زوجين ليقضيا شهر العسل فى " واحة سيوة " بنفس
المكان ، يجسد دور الزوجين الفنان أحمد الفيشاوى والفنانة ياسمين رئيس ، الزوج
صحفى ويعمل رئيس قسم الإقتصاد بإحدى الصحف ، والزوجة ربة منزل من عائلة ميسورة
الحال ، وفى أول ليلة يقضيها الزوجين فى المكان يقوم أحد السكان بتعليق لافتة بها
رسمة غريبة على بابهم وكأنه يرشد الحارث إليهم ! ، ثم تقوم الزوجة من فراشها وتتجه
للخارج ثم تعود وكأنها تسير أثناء نومها إشارة للمشاهدين أن الزوجة تم اختيارها من
قبل الحارث لتكون محبوبته ثم يعود الزوجان إلى القاهرة .
بعد
سنوات وتحديدا سنة ٢٠١٩ م يظهر الزوجين بصحبة طفلهم الذى لا يتكلم وهم يتابعون
حالته مع أحد الأطباء ، يظهر الزوجين أمام الجميع بعلاقة متوترة للغاية كلها
مشاحنات وتبادل إتهامات ؛ فالزوج يتهم زوجته بأنها كانت تتعاطى المخدرات أثناء
الحمل مما أدى إلى خطب ما فى ابنهم ومنعه من الكلام ، والزوجة تتهم الزوج بأنه
دائم الإنشغال عنهم وغير متواجد بالمرة مما أدى لعدم رؤية ابنه لحديث طبيعى يدور
بين والديه ولذلك لا يتحدث !! .
للزوجين
صديق طبيب نفسى يدعى " كمال " يستيعنون به للنصح ، وللزوجة صديقة مقربة
تدعى " شيرى " يحاول الزوج دائما إبعادها عن زوجته لسلوكها السىء
وتعاطيها للمخدرات ، بعد فترة يسمع الطفل الصغير أصوات " طقطقة " بالأصابع
وأثناء تواجده بمفرده يبدو أنه يرى شخص ما ويحادثه ثم يلقى الطفل مصرعه بعد سقوطه
من الشرفة .
تسوء
حالة الزوجين بعد الحادثة فترى الزوجة ثعابين وخيالات ثم تسوء حالة الزوج بعدها ،
ويتدخل الصديق " كمال " ويقترح عليهم السفرلواحة سيوة لنفس المكان الذى
قضوا فيه أيام من شهر العسل ، وهناك يكشف " كمال " عن أنيابه وشخصيته
الحقيقية أنه الطفل الذى ولد عام ١٩٨٢ بنفس الواحة ، وأنه ابن الحارث الملعون الذى
اختار الزوجة لتكون محبوبته لأنها مولودة بنفس تاريخ ميلاده !! ، وأنه هو الذى قتل
ابنهم لينفرد بمحبوبته لينجب منها ويخبر الزوجة بأنها حامل !! ، تثور الزوجة
وتقتله ثم تعود لزوجها وتنجب فتاة يوحى لك عزيزى القارئ بالنهاية أن الطفلة ابنة "
كمال " الملعون !!! .
فيلم
الحارث تأليف محمد عبدالخالق وإخراج محمد نادر ، كنت أتمنى أن أرى لهم أعمالا أفضل
من هذا ، المؤسف فى الفيلم عزيزى القارئ أنه اختار مكانا جميلا " واحة سيوة "
وبدلا من أن يروج له سياحيا قام بتأليف قصص أشباح وجن عنه كفيلة بأن تجعل أى شخص
طبيعى يشعر بالنفور من المكان ، أعزائى المخرج والمؤلف كان من الممكن أن تختاروا
منزل متهالك أو مكان وهمى كما يفعل الأجانب لمثل هذه القصة ، ولكن أن تختاروا مكان
بجمال وسحر " سيوة " فهذه جريمة ارتكبتموها فى حق المكان وسكانه وفى حق
السياحة وفى حق أنفسكم .
أتعلم
عزيزى القارئ ما الفرق بيننا وبين دول أجنبية مثل أمريكا ؛ هذه الدول تجيد الترويج
للأماكن السياحية عندهم من خلال الأعمال الفنية ويظهرون أقل القليل وكأنه أعظم
عظيم أما نحن فالعكس تماما ، للأسف نصدر سلبياتنا من خلال الفن ونبخس قدر الأماكن
السياحية حقها ، متى يفيق صناع السينما والدراما فى مصر ويدركون قيمة الفن على أن
يكون مورد من موارد خدمة البلد ؟!
0 comments:
إرسال تعليق