• اخر الاخبار

    السبت، 29 أغسطس 2020

    بلا صوتٍ يئنُّ.. النخيلُ (مرثيةٌ للإمام الحسينِ)..قصيدة بقلم :سعد الساعدي

    بلا صوتٍ يئنُّ.. النخيلُ (مرثيةٌ للإمام الحسينِ)..قصيدة بقلم :سعد الساعدي

    سـلامي إليـكَ بعيداً حَضَر
    وكـفي بكفيــكَ والمُـحتَظر
    سلامـاً تحييكَ عني الطفوفُ
    تحيي صـريعاً أنـارَ الحفَـر
    تنـاجي دمـاكَ خلالَ السنين
    دمـوعي كأنّي أنا المُحتَضَر
    وهلْ يعرفُ حبُّكَ لونَ رحيلٍ؟
    ســؤالٌ رماه عليـك القدر
    وبللَّ وجهـَكَ ظِلُّ الـهجيرِ
    بمسكٍ وعطرٍ دنـا واستقرّ
    تعطّرَ في وجنتيكَ الدعــاءُ
    دعــاءُ نبيٍّ بهم قــد كـفر
    دعت راحتيه عليهم ثبوراً
    ونـاراً تسؤْهم ظلامٌ وحرّ
    ........
    فدتـك القوافي أبـا قاسمٍ
    فــدى الدينَ شبلٌ أغـرّ
    حسينٌ هو، إمـامُ الفـداءِ
    بذا قلت، يـا شفيعَ البشر
    تجلَّتْ تحييه شُهبُ السّماءِ
    تناغي دمـاهُ مآقي الـدُّرر
    صدى صوتِهِ قد أبادَ الجمودَ
    يقضَّ العروشَ ويُحيي الفِكَر
    تُجَدِّدُ ذكراهُ عمرَ الدهورِ
    تُبَدِّدُ رايـاتِ عرشٍ كفـر
    بنبرةِ حقٍّ تُفيقُ النيـامَ
    كـرعدٍ لا يواريهِ حذَر
    شـهيداً لا يـريدُ حيــاةً
    بها تُستَرَقُّ جميعُ السير
    ........
    حسينٌ.. فلتموت الحياةُ
    بفقدِكَ إنّـا بــلا مُفتخَـر
    كـأنَّ شِغافَكَ عطرُ الوجـودِ
    كهمــسٍ الندى، وفجـرٍ عبر
    بأجنحةٍ طواها السّرابُ
    بكـى ليـلها فقيــدَاً قمــر
    بـلا كفـنٍ.. دُفنتَ وحيـداً
    أخفتَ عِداكَ رسمتَ الأثر
    ........
    دنا رِقّةً واستفاقَ الصباحُ
    يلملمُ عشقاً حسيرَ البـصر
    سقيماً، حزيناً، كـوجهِ يتيمٍ
    يدمدِمُ حــولَ بقايـا حُـفـَـر
    ولكنّـــــها لـــــم تـدرِ أيــنْ
    تهـلُّ دمـوعي بـلا مُسـتقر
    ّ
    بكـاكَ الفراتُ بحزنٍ أليـمٍ
    يــزفُّ دمـوعَ بقايــا سَـحَر
    كأنَّ بجنبيهِ غوثَ النخيلِ
    يعفّرُ ظلَّه مِن أنين شَجـر
    يسائلني ناصعاً كـالنسيمِ
    لعلّي أواسي مصيرَ القَدَر
    بَكَـتْ مقلتــاهُ خفوتــاً يغنّــي
    كأسـرارِ سـربٍ أتـى واستقرّ
    فقـالَ هنيئـاً لمجـدِ الخلــــودِ
    ولابـــدَّ للشـرِّ دخول سَـــــقَر
    ........
    كــأنِّي أرى قبّــةً للضيــاءٍ
    تحلّقُ نجمــاً بهيَّ الصــور
    هناكَ وحيداً ترى الذكرياتِ
    ترى ظلَّ روحٍ بهـا المُعتَبَر
    حسينٌ مسـجّىً نــراه ذبيحــاً
    نلــوذُ بهِ.. لـــدى المُعتَصَــر
    يـواسي ينابيــعَ أحلامنـــا
    إذا حــلَّ فينا مصيرُ القهــر
    يـشيرُ بسبـابتيــه الينــا
    يقــولُ هلّموا بـلا مُعتَذَر
    تشيـرُ الى اللهِ إحداهمـا
    تحذِّرُ بغيَ عقيــمٍ غـدر
    سيُسألُ عندَ الحشرِ باترها
    لمـاذا رميتَ شريفـاً غَفَر؟
    لمـاذا حرقتَ بيـوتَ النبيِّ
    فمن ذا يشفِّعْكَ حينَ المفرّ؟
    يقولُ الحسينُ لنا مُوصِياً
    رسولٌ أتـاكم نذيـرُ ظَهَر
    فهل غيرُ جدّي هنـاكَ؟
    وهل بفوزٍ نكيرٌ ظفر؟
    يقـولُ تعـالوا الـى طفلتَيَّ
    وقولـوا سُبينَ بلا مُنتصَـر
    ............
    سنبقى نضمِّدُ بعضَ الجراحِ
    لعـلَّ الخـلاصَ مــع المَنتظَر
    ودوّت بنا عاصفاتُ الرِّياحِ
    بعيــداً الـى ذلـك المنحَـــدر
    جراحٌ لن تداويها الدّهورُ
    بيــن غربٍ وشــرقٍ غَبَر
    أوانٌ حميمٌ مع الحقِّ كان
    يطهِّرُ طهراً بــه المُنبهَـر
    ترابٌ تفصّدَ ظلُّ الخدودِ
    وقبــرٌ زكيٌّ بنــاه القــدر
    توسّدَ فيه الرضيـعُ شهيداً
    يعـانقُـهُ.. ابــنُ سَــيْدٍ بــرَر
    ........
    بحرِّ السيوفِ حسينٌ نُحِر
    ومنهمُ من عمى كالصخَر
    فهيهاتَ لا تستجيروا بهـا
    وانتم خنـوعٌ فقدتم بصـر؟
    سُلبتم ليـاليَ غافيــاتٍ
    وقسمتمونا غنيمَ الظفر
    ........
    رحـى الكفـــرِ دارت بنــا
    وبتنا نعللُّ سُوءَنا بالضجر
    ترفرفُ سـوءاتُ عارتنــا
    ننادي حسيناً هنا من نصر!
    بكينــا لــذِلـَّةَ أيامنـــِـا
    صدى الطفِّ نادى ألا من نصر؟
    ........
    تناجي الرمالُ بكائي الحزينَ
    يعطّــرُ ذراتِهــا مـن قَبــَر
    بـذراتِ قبـرِ الحســـــين
    صفا الماءُ واستنارَ القمر
    بلى، فلنزِحْ من همومِ مضت
    ونسقي الذبــولَ قُبَيلَ المفــر
    أظلمَ طيفُ المهزومينَ
    بعد حسينٍ هوى من كفر
    لن تُقطعَ أوداجُ الشمسِ
    مهما كان عميق الخنجر
    ولّـى زمـــنُ المندحرينَ
    ودروسُ الثورةِ لن تُطمَر
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: بلا صوتٍ يئنُّ.. النخيلُ (مرثيةٌ للإمام الحسينِ)..قصيدة بقلم :سعد الساعدي Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top