دوالى الساقين أو الدوالي الوريدية هي الأوردة الدموية المتوسعة والمتعرجة والتي تتوسع نتيجة لضعف الصمامات الصغيرة في الساق والمسؤولة عن منع عودة الدم إلى أسفل بعد ضخه في الأوردة نحو القلب والذي يحدث عادة في حالة توسع الأوردة هو قصور عمل هذه الصمامات وبالتالي عودة الدم باتجاه الجاذبية الأرضية مسبباً توسع الأوردة وتمددها.
تظهر الدوالي عادةً على شكل تعرجات متورمة زرقاء اللون وتسبب الحرج والألم للكثيرين خاصةً لمن يمارسون الوقوف ساعات طويلة خلال اليوم. ظهور الدوالي عند النساء أكثر شيوعاً فهي تنشأ لدى 50% من النساء حسب الدراسات، وتقل احتمالية الإصابة بالدوالي إلى النصف عند الرجال.
هناك بعض العوامل التي تتسبّب بالإصابة بدوالي الساقين، نُجمِلها فيما يلي:
العمر: إذ تفقد الأوردة الدموية مرونتها بتقدم الإنسان في العمر، ممّا يتسبب بتمددها واتساعها، وهذا قد يؤدي إلى ضعف صمامات الأوردة، ممّا يجعل الدم يتجمع في الوريد ويتدفق بعكس الاتجاه المطلوب.
الحمل: يزيد حجم الدم في الجسم عند الحمل، ولكن يقلّ تدفق الدم من الرئتين إلى الحوض، مما يتسبب بظهور دوالي الساقين، وقد يلعب تغير مستوى الهرمونات دوراً في ظهورها خلال الحمل، ومن الجدير بالذكر أنّ أغلب حالات دوالي الساقين تُشفى دون علاج خلال ثلاثة إلى اثني عشر شهراً بعد الولادة.
الجنس: تُعدّ النساء أكثر عُرضة للإصابة بدوالي الساقين مقارنة بالرجال، ويمكن تفسير ذلك بسبب مرور المرأة بمراحل تختلف فيها مستويات الهرمونات، كما هو الحال عند الحمل، وقبل الدورة الشهرية، وعند بلوغ سنّ اليأس، فمن المعروف أنّ الهرمونات تُساعد على إرخاء الأوعية الدموية، وعليه يُعتقد أنّ تناول موانع الحمل والهرمونات البديلة قد يزيد خطر الإصابة بدوالي الساقين.
التاريخ العائليّ: إنّ ظهور دوالي الساقين في أحد أفراد العائلة يزيد خطر إصابة الأشخاص الآخرين. السمنة: إنّ المعاناة من زيادة الوزن أو السُّمنة يُولّد ضغطاً إضافياً على الأوردة، ممّا يزيد خطر الإصابة بدوالي الساقين. الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة: إنّ عدم تغيير وضعية الجسم لفترات طويلة يُسبب اضطرابات في مجرى الدم عبر الدورة الدموية، وهذا بدوره يزيد خطر الإصابة بدوالي الساقين.
ويمكن تعريف دوالي الساقين (بالإنجليزية: Varicose veins) على أنّها حبال منتفخة زرقاء اللون تظهر تحت سطح الجلد، وأكثر المناطق تأثراً بها الأقدام والساقين، وتُعتبر دوالي الساقين من المشاكل الصحية الشائعة، إذ تُصيب ما نسبته 23% من الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن الجدير بالذكر أنّ دوالي الساقين في الغالب غير مؤذية على الرغم من تسبّبها بالألم في بعض الأحيان، وتكون أغلب دوالي الساقين سطحية أي أنّها تُصيب الأوردة السطحية بسبب ضعف عضلاتها مقارنة بالعميقة، وهذا لا يمنع احتمالية إصابتها للأوردة العميقة، وعندها لا تكون الدوالي واضحة للعيان على الرغم من تسبّبها بانتفاخ وألم الساق المصابة. وفي الحقيقة يمكن تفسير حدوث دوالي الساقين على أنّه اضطراب صمام الوريد مما يجعل الدم يتجمع في الوريد وتفقد عضلات جدرانه القدرة على دفع الدم، وهذا بدوره يُسبّب زيادة الضغط فيه، ولعلّ هذا ما يُفسّر انتفاخ الوريد المتضرر.
هناك بعض الأعراض والعلامات التي قد تظهر على المصابين بدوالي الساقين، منها انتفاخ الوريد وظهوره باللون الأزرق والشعور بثقل الرِجل خاصة بعد ممارسة التمارين الرياضية وفي المساء ونزف المنطقة لفترة أطول من المعتاد في حال تعرّضها للجروح أو الضرر والتصلّب الجلدي الشحميّ (بالإنجليزية: Lipodermatosclerosis) ، ويُعرّف على أنّه تصلب الدهون تحت الجلد الذي يُغطّي منطقة ما فوق الكاحل بقليل، ممّا يتسبب بضمور الجلد وتوسّع الشعيرات الدموية في الساق المصابة، مُسبّباً ظهور ما يُعرف بالأوردة العنكبوتية (بالإنجليز: Spider Veins. انتفاخ الكاحلين وتغير لون الجلد المحيط بالمنطقة المصابة بدوالي الساقين إلى اللون البني أو الأزرق مع الشعور بتقلّصات الساق عند الوقوف فجأة. والتهاب الجلد الركوديّ (بالإنجليزية: Stasis dermatitis)، والذي يتمثل بوجود احمرار، وجفاف، وحكة في المنطقة المصابة.
فى الحقيقة فإن الطرق المتبعة فى علاج دوالى الساقين كثيرة ومتعددة بداية من العلاجات التحفظية والشرابات الضاغطة بالمقاسات المختلفة والتدخلات الجراحية والطرق الجديدة فى العلاج بالليزر والتردد
الحرارى والحقن الموجه عن طريق القسطرة وكى الوريد بالميكرويف. وقد أثبتت الطرق الجديد لعلاج الدوالى بدون جراحة وبدون ألم نجاحا بارزا فى السنوات الأخيرة وفيما يلى بعض النصائح لعلاج تلك المشكلة وطرق فعاليتها.
الرعاية الذاتية: في الحالات التي ينوي فيها الطبيب المختص علاج المصاب، فإنّه غالباً ما يُوصي باتباع نصائح الرعاية الذاتية لما يُقارب ستة شهور، ومن هذه النصائح ما يأتي:
ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
تجنب الوقوف لفترات طويلة.
رفع الساق المصابة عند الاستلقاء وأخذ الراحة.
استعمال الجوارب الضاغطة (بالإنجليزية: Compression Stockings) بعد سؤال الطبيب واستشارته، وذلك لأنّها لا تُلائم المصابين جميعهم، فلا بُدّ من الخضوع لاختبارٍ لفحص ما إن كانت مناسبةً للمصاب، وعلى الرغم من قدرتها على تخفيف الأعراض والعلامات التي يشكو منها المصاب، إلا أنّ أثرها في منع تقدم دوالي الساقين وازدياها سوءاً ومنع ظهور دوالي جديدة غير واضح إلى الآن.
وفي حال تمّ استعمالها فلا بُدّ من تغييرها واستبدالها كل ثلاثة إلى ستة شهور، ويجدر التنبيه إلى أنّه لا بُدّ من غسلها بالماء الدافئ وتجفيفها بعيداً عن مصادر الحرارة المباشرة، ومن الجدير بالذّكر أنّ الجوارب الضاغطة يجب أن تُلبس في الصباح عند الاستيقاظ حتى المساء قبل النوم.
المعالجة بالتصليب (بالإنجليزية: Sclerotherapy)، ولا يتطلب هذا النوع من المعالجة تخدير المصاب، ويمكن أن يقوم بها الطبيب في عيادته، وتتضمن حقن الوريد المتضرر بمادة، وقد يحتاج الوريد الواحد لحقنه أكثر من مرة. جراحة الليزر (بالإنجليزية: Laser surgery)، وفي هذا النوع يعمد الأطباء إلى استخدام موجات ضوئية قويّة دون إجراء فتح أو شقّ.
الحقن عن طريق استخدام القسطرة الموجهة:
القسطرة الموجهة العلاج (كدز) جذابة لأنه لا يتطلب أي مصدر للطاقة. وتكلف أجهزة الليزر ومولدات الترددات الراديوية حوالي 25،000 دولار، بالإضافة إلى المواد المستهلكة المطلوبة لكل حالة. والتى تستغرق وقتا طويلا وغير مريحة في كثير من الأحيان , غير مريحة التخدير إلى أقصى الحدود. كما يوفر كدز المزيد من السيطرة على العلاج من العلاج بالصلب مع حقنة وإبرة. على الرغم من أننا عادة ما نرى أجزاء من الاجتثاث غير مكتملة في المتابعة بعد كدز، يتم إغلاق هذه المناطق بسهولة مع حقن إبرة من المصلب إضافية إلى المنطقة المصابة (الإغلاق بمساعدة).
العلاج بالحقن يشير إلى إدخال دواء في تجويف الوريد مع النتيجة المرجوة من التليف الوريدي إندولومينال وإغلاق الوريد اللاحقة. سريريا، مطلوب إغلاق الوريد للتخفيف من آثار ارتفاع ضغط الدم الوريدي الناجم عن تدفق الوريدي إلى الوراء. يتم توجيه آلية عمل الحقن نحو التدمير الكامل للخلايا البطانية بطانة التجويف الوريدي، والتعرض لألياف الكولاجين تحت البطانية، وتشكيل الحبل الليفي.
وقد زاد استخدام الموجات فوق الصوتية الموجهة العلاج بالحقن لعلاج الدوالي بسرعة خلال العقد الماضي. رغوة التصلب (Foam) رخيصة، لا يتطلب التخدير، موفرة للوقت و فعالة، متكررة، ولها سلامة مقبولة. الأساس المنطقي للعلاج هو أن العوامل المصلبة تتلف البطانة بشكل لا رجعة فيه عن طريق تعطيل أغشية الخلايا مما يؤدي إلى التشنج الوعائي المستدام ومسح الأوعية.
فى الأخير فإن دوالى الساقين تمثل مشكلة مرضية جسيمة لأولئك الذين يقفون بالساعات الطويلة فى أعمالهم اليومية مثل رباب البيوت والعمال وغيرهم والتى تستوجب علاجا مبكرا حتى لا تتفاقم المشكلة وتؤدى إلى حدوث قرح وريدية مزمنة وانسدادت تجلطية فى الأوردة العميقة وما يصاحبها من اسمرار فى الجلد وحكة وتليف وريدى مزمن.
**كاتب المقال
أخصائى جراحة الأوعية الدموية والقدم السكرى
esmaelhamed2530@yahoo.com
0 comments:
إرسال تعليق