إن الأواصر التي يبنى بها المجتمع هي
أواصر الارتباط والحب والزواج، إن الزواج هو اساس نشأة واستمرار السلالة الخلقية،
نعم أنه من المهم أن تركن المرأة إلى ضلع يحميها من العالم تشعر بالاستقرار
بوجوده، ترقد أمامه تبادله الحب والاهتمام وتنجب له أطفال ويطبقون الشرع بذلك
ويكملون نصف دينهم...
نعم، كل هذا الكلام صحيح ولكن هل
المرأة في ضرورة قسوة للزواج؟ هل هي لا تستطيع تأدية حياتها من غيره؟ لِمَ ينظر
المجتمع لها على أنها ناقصة ولا يكملها إلا رجل؟...
أنا أقول للمجتمع الجواب الذي يخطر
ببالي دائماً، إن المرأة ليست ناقصة والرجل لا يكملها هي بإمكانها خلق طقوس حياة
خاصة بها بالتضاريس التي تراها مناسبة ضمن حدود المجتمع، بإمكانها أن تنجح بذاتها
وأن تكون شيء عظيم لا يمكن تقليده..
المرأة ليست جسداً كما ينظر لها
الكثير من ذوي الأخلاق المنحطة، المرأة هي أفكار مختزنة إذا انفجرت فاضت ينابيع من
الازدهار والرقي والثقافة..
زواج المرأة لا يرتبط بنجاحها، نعم
ستنجح بتكوين اسرة وانجاب أطفال وتربيتهم، لكن المرأة لها نطاقات أخرى تنجح بها
أيضاً، وهذا ما يخيف الرجال بالمجتمع الشرقي ذو الشخصية السلطوية، فهو يرى نفسه
رجل إذا اطاعته امرأة وسيرها كما يريد وكأنها دمية بين يديه،
يرى نفسه رجل بذلك، ومنهم من لا
يستطيع أن بعيلها وينهال عليها بالأوامر رافضاً أي فكرة تنصب في حريتها..
بعض من النساء لا تريد أن تكون كأي
ألة يمكن التحكم بها، هي تريد إدارة ذاتها بذاتها ، تريد أن تنجح وبعد كل النجاحات
التي تصل إليها إذا لم تكن متزوجة يطلقون عليها لقب "العانس"...يا للأسف
مجتمع منحدر فكرياً، مجتمع ذكوري، يريدون تزويج القواصر حتى لا تكبر وترى الحياة
وتكون شخصية منفردة، هم يريدون اقصائها وتدمير كيانها ونسفها بذلك...
الزواج هو اساس الحياة، ولكن الزواج
الفاشل المبني على استراتيجيات مفعمة بالجهل تقيد المرأة وكأنها الشيء الذي يبرزون
شخصيتهم به، وذلك بالتحكم بها على مشيئتهم فهذا للأسف قمة الجهل الذي وصلنا إليه..
لذلك يا أيتها المرأة إذا لم تجدي
زواجاً يبرز لكِ شخصيتك فبقي عانساً وليطلقوا المصطلحات التي يريدوها...المجدُ لكِ
فلا تبتأسي
كاتبة المقال
كاتبة سورية -دمشق
0 comments:
إرسال تعليق