• اخر الاخبار

    الجمعة، 26 يونيو 2020

    أمى والملكة ..قصة قصيرة بقلم : حافظ الشاعر


    أمى والملكة ..قصة قصيرة بقلم : حافظ الشاعر

    ونادى منادى فى قريتنا :
    "ماتت الملكة وسقط العرش "يا ويلتنا من بعدها ،وما إن سمعت أمى الخبر حتى ضربت بكفها على صدرها المترهل ..ماتت الملكة ..ماتت الملكة،وما هى إلا لحظات حتى غرق وجهها فى بحر الدموع وخرج من أعماقها ما تبقى من أحزانها المتراكمة صراخ وعويل كعويل الثكالى ؛وراح الحزن يرفرف بأجنحته السوداء فى مكنونات جسدها البالى مستنفراً تلك القوة المختزنة تعوى بكلمات وبأفعال أقرب إلى أفعال الجاهلية الأولى .              
    فقد كانت ماهرة فى صنعها لليأس والأشجان وكثيراً ما كانت تنسج من أحزانها  المتلاصقة قصصا تحولها إلى ألحان شجية تأنه كلما استسلمت لأحزانها أو ثكلت فى عزيز لديها ،وكان هذا كثير فى حياتها .
    فربت على كتفها: استحلفك بالله يا أمى.. كفاكى أحزان ،إن صحتك لم تعد تتحمل ذلك وأن تكفكفى  دمعك ؛أما يكفى ما فعلته السنون بكى .
    فقالت :ما فيها الحياة بدونها ..ماتت الملكة ..ماتت الملكة .
    فقلت لها :من الملكة يا أمى؟!
     فحاولت أن تقوم على نصفها ولكن صحتها خانتها فحاولت مساعدتها ؛وطَلبت أن أحضر لها جلبابها الأسود؛فأجبت
     نعم يا أمى ،ولكن من الملكة ؟
    سوف أقص عليك قصتها هات ساعديك حتى اتكأ عليهما وتصحبنى إلى منزلها وما إن دلفنا من باب منزلنا القديم وقفت ونظرت إلى وجهها إنها جميلة الجميلات سيدة عصرها وزمانه لم أجد أبدع وأحب  منها فى حياتى ،ولكنها من سبط الفقر أحبها الناس جميعا وأحببناها نحن المطحونين أكثر.. كنا نجد أنفسنا فيها وتجد نفسها فينا ،حينما تسير رأسها تناطح السحاب ،وابتسامتها العزبة تنال كل من يطأ قدماه بجانبها ،أحبها الكثير وطلب زواجها ولكنها رفضت ،فضلت أن تكون لنا رمزا ،كنا نحج إليها عندما تلهب ظهورنا بسياط الجوع والفقر ؛حركت فينا ثورات ضد الظلم والاستعباد ؛كنا نجد عندها الطعام والكساء والابتسامة العزبة ،وظل حديثها مستمرا فى وقفنا عند مفترق طرق
    ثلاث لا أعلم أى طريق يوصلنى إلى منزلها ولا هى أيضا.   

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أمى والملكة ..قصة قصيرة بقلم : حافظ الشاعر Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top