الإنسان منذ بدء الخليقة يبحث عن سبل لسعادته في هذا الكون الفسيح، يظل باحثاً عن مشاعر الحب والصدق والوفاء الإنساني. ومن بين الحروف التي تؤكد قوة المشاعر وإظهار الإعجاب والتعبير عنه، بين الحين والآخر بعبارات رقيقة.
والاعتراف بالحب أمر ليس بالسهل، يحاول الإنسان أن يقوم ببعض التصرفات والسلوكيات التي تجعل الطرف الآخر ينتبه لمشاعره نحوه، والناس مختلفون في تعبيرهم عن الحب، فهناك من يفضلون استخدام الكلمات والحروف، في حين يعتبر آخرون أن الحرص على عمل شيء لطيف ليسعدهم، أو أخذ أدق تفاصيل حياتهم في الاعتبار من الممكن أن يكون أحسن وسيلة للتعبير عن الحب.
الحب ليس فقط للأشخاص بل هو للأشياء والأماكن والذكريات الجميلة التي تصاحبنا طيلة الأيام، وهو غذاء الروح والوقود الذي يحرك الساكن، وإن كانت الحروف أهم من الكلمات عند التعبير عن الحب، فإن الكلمات تبقى هي الأخرى أجراساً في الأذن تذكرنا بإعجاب من نحب.
يكتب الشاعر عمن يحبها، فيرى كأنه في كل حرف معنى للحياة لأنه لا يكتب حرفاً، بل يخط صورة قلبه والعواطف الحية التي تبقى حية، ولو كانت مرسومة على الجدران، لأنها لا تجمع في شكلها الذي تنتهي إليه إلا بعد أن تمر في أدوار الحياة.
إن الحرف يرسم تلك الهموم وتلك الأمنيات التي من خلالها يعكس مشاعره وأحاسيسه الصادقة في جنباتها العاطفية، وبذلك استطاع أن يخلق عالماً مقارناً لما رسمته عاطفة ومشاعر الشاعر الخيالية المتأججة بالعاطفة.
*كاتب المقال
أستاذ بجامعة عالية
كولكاتا ـ الهند
0 comments:
إرسال تعليق