• اخر الاخبار

    الاثنين، 22 أبريل 2019

    السعيد حمدى يكتب عن : الثورة السودانية وحلم الحرية

    السعيد حمدى يكتب عن : الثورة السودانية وحلم الحرية

    ظلت الثورة السودانية تعانى من تجاهل تام من قبل جميع وسائل الإعلام العربية، سواء كانت الرسمية أو الخاصة، وكان اللافت للنظر إجماع الأضداد فى العالم العربى على هذا الأمر وكان من الواضح أن سقوط البشير ليس مطلبا لأحد على الإطلاق، حيث كان يحافظ على علاقات متوازنة مع الجميع ويجيد اللعبة بشكل إحترافى نظرا للسنوات الطوال التى قضاها فى حكم السودان، وكعادة جميع حكام العرب الذين يجيدون لعبة الحكم والحفاظ عليه أطول فترة ممكنة بينما فشلو فى الحفاظ على أواطنهم آمنة مستقرة فضلا عن شعوبهم، فمنهم من دمرها بالكامل خلال فترة حكمه وأبقاها مجرد هيكل سرعان ما سقط وانهار مع أول عاصفة، ومنهم من دمرها عند أول طلب برحيله عن السلطة وكان الشعار واضحا وضوح الشمس ' لا وطن لست حاكمه' . ولكن رغم كل ذلك التجاهل لمطالب الشعب السودانى الذى طالب بالحرية والعيش بكرامة كانت المفاجأة. سقط البشير فى ليلة غير متوقعة وبسهولة عجيبة من خلال قرار الجيش الإطاحة به وتشكيل مجلسا عسكريا يدير البلاد وهنا بدأ الجميع بتوجيه الأنظار للسودان الذى طالما تجاهلوه، ومما زاد فى تجاهله إشتعال الأمر فى الجزائر بسرعة كبيرة أطاحات برأس النظام وتم إجباره على الخروج من المشهد، لكن رب ضارة نافعة، ولا شك أن الوضع فى الجزائر كان بمثابة دفعة قوية للثوار فى السودان حيث توجهوا إلى مقر القيادة العامة للجيش واعتصموا هناك ولم تمض أيام وتم عزل البشير. الآن وبعد عزل البشير وبعد الإهتمام الزائد بالسودان بدأت تخرج أصوات هنا وهناك وكل منهم يحلل كما يحلو له، فمنهم من يغازل المجلس العسكرى هناك ويتعشم فى موضع قدم فى المشهد السودانى طنا منهم أن الأمر فى السودان قد انتهى على ذلك وأن الجيش هناك سوف يدير البلد بطريقته الخاصة بعيدا عن رغبات ذلك الشعب الذى من المؤكد أنه ما خرج على البشير ليأتى ببشير آخر يحكم لعشرات السنين أيضا وكأن شيئا لم يكن، وهناك فريق آخر يغازل الشعب الذى يعتقد أنه سيحسم الموقف لصالحه فى النهاية ولن يسمح للعودة إلى الخلف وأن ذلك المجلس العسكرى سوف يكون مجرد مرحلة فى الثورة السودانبة ستنتهى سريعا . وبين هؤلاء وهؤلاء يظل السوادان فى إنتظار مصيره كباقى البلدان العربية التى طلبت الحرية ومازالت والمؤكد أن كل تحليل أو رهان على التكريث لسلطة عسكرية فى السودان ستخدم الإستبداد فى المنطقة العربية خاسر وأن هذه الموجة الثانية من الربيع العربى لن تكون كالأولى بل أنها ما جاءت إلا لإنقاذها واستكمال الطريق الذى حتما سينتهى لصالح الشعوب الطامحة فى الحرية والكرامة والعيش فى أوطان يسود فيها القانون بغض النظر عن شخص المخطئ.
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: السعيد حمدى يكتب عن : الثورة السودانية وحلم الحرية Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top