الدكتورة أحلام الحسن إستشارية إدارة موارد بشرية وإدارة أعمال تواصل كتاباتها عن :فنُّ الإدارة ..الجزء الثاني الحلقة 38.. " العثراتُ المؤدّية لإشهار الإفلاس "

" العثراتُ المؤدّية لإشهار الإفلاس "

لا تأتي العثرات والأزمات المالية فجأةً إلاّ في حالاتٍ نادرةٍ جدًا وحوادث طارئة غالبيتها لها حلولٌ متعارفٌ عليها بين المؤسسة ونوعية التأمينات التي تتعامل بها مع شركات التأمين ..
أما محور هذه الحلقة هي تلك العثرات التي بدأت صغيرةً حتى تضخمت وأكلت الآخضر واليابس والتي من الصعوبة إيجاد حلولٍ لها بعد حدوثها .. وهناك عدة عوامل خطيرة تؤدي للعثرات المالية لدى المؤسسة إذا لم يتدارك الأمر قبل حدوثها أو على الأقل في بدء حدوثها ..
* ومن أهم ظواهر الخطر المؤدية للأزمات المالية هذه العلامات والتي يجب عدم اهمالها وجعلها تتراكم :
1- وضع الثقة العمياء في المدير العام من غير صاحب المؤسسة وتسليمه كافة الصلاحيات في الحل والعقد والإبرام والإقتراض والتّصرف المطلق وإن كان من أهل الثقة .. فلكل إنسانٍ هفواته ونقاط ضعفه .. ولا يعني خبرته في مجالٍ ما وجود تلك الخبرة والنجاح في بقية المجالات فلابدّ من عقد الجلسات والتشاور مع بقية أعضاء مجلس الإدارة .. كما أنّ على مجلس الإدارة عدم الموافقة المطلقة لقرارات المدير العام لأنّ الإدارة بيده بل لابدّ أن يتقدم كل ذلك بُعد النظر ووضوح الرؤية المستقبلية لتلك القرارات ومصلحة المؤسسة .
2- لتجنب العثرات المالية للمؤسسة لابدّ من المراجعة المالية الدورية الخارج منها والداخل عليها كلّ ثلاثة أشهر على أيدي مختصي الحسابات القانونية .
3- القيام بتسجيل كلّ النقاط السلبية والخسارة المالية .. ومتى كان تأريخ حدوثها ومن هو الموظف المسئول عن هذه المعاملة ومن هو الذي وضع الخطة التنفيذية لها .. وكم تبلغ الخسارة المالية فيها ؟ .
4- مراجعة رأس مال الشركة ومستوى المديونية ومدى توافقهما وبشكلٍ دوريٍ ومن الأفضل كلّ ثلاثة أشهرٍ واستبعاد عملية تسديد الديون من رأس المال تمامًا .
5- ملاحظة تسديد الضرائب في وقتها أولاً بأوّل لكيلا تتراكم الديون على المؤسسة .
6- من العثرات الخطيرة المسببة لإشهار افلاس المؤسسة بعثرة المال والمجازفة بصفقاتٍ غير مضمونة النتائج .
7- التبذير في إقامة الحفلات والدعوات والتكريم له سلبياته .. وبما أنّ لهذه المناسبات إيجابياتها أيضًا .. فالمطلوب الإعتدال فيها .. ودمج أكبر عددٍ منها في حفلٍ واحدٍ لتقليل نسبة التكاليف المادية على المؤسسة .
8- من مسببات الإفلاس أو الضعف المالي للشركة أو المؤسسة ووضع الحمل الثقيل عليها عملية توظيف غير الأكفاء أو غير المختصّ في ذات اختصاصه .. حيث يضعف الإداء الوظيفي لبعض الموظفين بسبب جهلهم لمستلزمات تلك الوظيفة .. بينما وجود موظفٍ واحدٍ في وظيفته التخصصية يعطي نجاحا للإداء الوظيفي يغني عن ثلاثة موظفين أو أكثر من غير أهل الإختصاص .. وعليه ستدفع المؤسسة عدة رواتب لهؤلاء الموظفين بدلا من راتبٍ واحدٍ للمختص فضلًا عن قلة الإنتاج وشبه الركود الوظيفي .
9- من عوامل الإفلاس أيضًا إساءة استخدام آليات التشغيل والتصنيع من قِبل العامل الجاهل بكيفية التعامل مع هذه الآجهزة أو العامل المهمل وغير المخلص مما سيؤدي إلى تلفها وإعاقة إدائها وبدور هذه الإعاقة سيقل الإنتاج بصورةٍ كبيرة إضافة للوقت الضائع في العمل على إصلاحها والمال المبذول لإصلاحها وتأخرتسليم الطلبات للزبائن .. ومما لا شكّ فيه وقوع مسئولية إهمال هذه الأجهزة والآلآت التصنيعية على المشرف المباشر على العمال لعدم متابعته الجيدة لسير العمل وإداء العمال والآلآت على حدّ ٍ سواء .
المصدر : كتاب " فنُّ الإدارة د. أحلام الحسن "
الحقوق محفوظة

 

أبريل 21, 2019