طالعتنا كل محطات التلفاز وكل الجرائد - التى لم يعد أحد ينظر إليها - بخبر اختفاء الصحفى السعودى المعارض جمال خاشقجى ،وتبارى الجميع فى تحليلاته ، وتجد أن أكثرها تحليلاً محطات التلفاز العربية ؛التى دائماً تنبعث منها رائحة المؤامرات كل على حسب رغبته وما يتمناه ،وكلها تابعة لأنظمتها بما فيها المحطات الإعلامية الخاصة .
فتارة تجد من يتحدث عن علاقة خاشقجى بتركيا وانه الممول الأكبر للإخوان المسلمين ؛فتجد الشماتة ظاهرة فى كل احاديثهم حتى نشرات اخبارهم ،وتارة تجد من يتحدث عن حقوق الإنسان وان ما حدث جريمة ،وثالثة تتحدث عن السعودية ويدها الطولى فى عملية الإغتيال..ورابعة وخامسهم .....و....وإلخ كل يدلى بدلوه ليتعلق به كلمات النتانة والمؤامرة.
وعلى الفور دخلت الدول على الخط خاصة أمريكا وروسيا ..ترامب يخرج كالديك المنفوش ويؤكد انه لو تورطت السعودية فى عملية مقتل خاشقجى سيكون رد الولايات المتحدة قاسيا ،ووفى تصريح آخر تجده كالمرأة اللعوب لا تستطيع أن تخرج منه بتصريح واضح ،مع العلم أنى سمعته فى حوار منذ ثلاثة أيام مع احدى محطات التلفاز وكان يتهرب من عملية توقيع عقوبات على السعودية فى حال إدانتها ، حتى أن المذيعة ضغطت عليه فى سؤال ان مجلس الشيوخ اقر بتورط السعودية فى هذا ؛ وتهرب من الرد بدبلوماسية كسينجر .
وروسيا ترسل مبعوث للسعودية وآخر لتركيا ،ونفس حديثها يدور فى مضمار المصالح مثل الأمريكان ،اما تركيا التى وقع الحادث على أرضها وفى مبنى السفارة السعودية بأنقرة ؛فأقامت الدنيا ولم تقعدها وأرسلت العديد من فرق البحث والتحقيق ومر أسبوع زد عليه قليلاً ولم تتوصل لشىء.
فكل يغنى على ليلاه ..وكل دولة تجرى وراء مصالحها ..لأنهم مستعمرون ،والعرب بالنسبة لهم كعكة كبيرة خاصة بلاد النفط وتحديدجاً السعودية ؛فأمريكا وجدت ضالتها فى خروجها من أزمتها الإقتصادية بأن يزور رئيسها "ترامب" فور توليه البيت الأبيض السعودية ويحصل على مبلغ 365 مليار دولار تحت مسمى صفقات سلاح،مما أثر على المواطن السعودى فى دخله والمواطن العربى فى خفض راتبه واجراءات مشددة ليترك السعودية ويعود لدولته.
وقبيل مقتل أو اختفاء خاشقجى خرج ترامب فى خطابه الأسبوعى وتحدث صراحة ان بلاده تعانى من أزمة اقتصادية ولن تخرج منها إلا بريالات ودينارات العرب وقالها صراحة "خلال ساعة واحدة من الممكن أن نزيح الكرسى من تحتهم" ؛وخرج المسئولون بالسعودية يقولون أنه يقصد "قطر" ،وفى الأسبوع الثانى خرج فى خطابه أى ترامب وقالها صراحة "بن سلمان" ،وبعدها حدث مقتل أو اختفاء خاشقجى فى القنصلية السعودية بأنقرة.
الشاهد في مقالى هذا ..أن تلك الدول لديها نزعة استعمارية ، وتستنزف مقدرات العرب بمزاج رؤسائهم الذين يخشون على كراسيهم ولا يخشون على شعوبهم ؛فكل دولة طرف فى هذه الأزمة تلعب لمصلحتها الخاصة بما فيهم تركيا التى تريد دخول الإتحاد الأوروبى بأى وسيلة كانت .
فلا تتوسموا خيراً فى رؤسائكم أيها العرب الطيبون ..فالزعيم جمال عبد الناصر قالها ذات مرة :"لو وجدتم أن امريكا راضية عن مصر؛ فاعلموا أننا نسير فى الطريق الخطأ ".
فى النهاية بقى أن أقول ..اختفى أو قٌتل خاشقجى ؛فالمصلحة للمستعمرين الجدد الذين يحاربون الشعوب العربية فى أكل عيشهم!وهم كالأعور وسط العميان.
0 comments:
إرسال تعليق