عندما تأملت حياتي الماضية بتركيز شديد ، وجدت حالي أقرب حال لمن يعيش بالصحراء ، ينظر إلى شماله وجنوبه ، وإلى شرقه وغربه ، فلا يجد سوي الرمال ، أو أقرب حال للسباح الذى يسبح في البحر باحثا عن اللؤلؤ والمرجان – فهو يسبح ويسبح دون أن يشعر ، ليجد نفسه يغوص ويتعمق ونسي نفسه ولم يحصل على شيء ، فلم يجد اللؤلؤ ولا المرجان ، ولا هو قادر على العودة إلى شط الأمان .
منذ صغري وأنا أود أن أقدم أن أقدم شيئا مفيدا نافعا في هذا العالم ، فوجدت قلمي هو نقطة قوتي ، فقررت أن أستغلها في تقديم رسالة مفيدة نافعة ، وبالفعل كتبت عشرات المقالات من واقع مجتمع يئن بالأوجاع ، لكن يبدو أننا نعيش وسط عالم مجنون أصيبت أركانه بالكذب والنفاق ، وملايين من الحمقي ، والعقول التافه ، وأصبحنا لا نستطيع أن نميز بين الصحيح والخاطيء ، لأن الموازين إنقلبت ، فكان الصحيح خطأ ، والعكس ، ونتج عن هذا العبث انتشار التخلف وإنشاء جيل لا يجيد القراءة ولا الكتابة ، بل صنع جيلا متخلف فكريا وثقافيا .
فبعد تروي طويل وحوار داخلي مستفيض ، وعلى واقع ما يجري معى من وقت لأخر من قبل أناس عدوانين للخير ، متخلفين للفكر _ سأعتزل الكتابة ، نعم سأعتزل الكتابة وسط عالم مخيف لم يعد يخرج سوي الأغبياء والمهرجين .
نعم … أشعر بقوة أني أريد أن أغادر عالم الكتابة ، وربما عالم الأنترنت بأكمله ، ووقتها سألتزم الصمت من جديد ، وسألحق بغيري من الجيل السابق حفاظا على ماء الوجه ، وسوف أعيش بوحدتي …ومع ذاتي وقلمي … على ذكريات الزمن الجميل … حسن
0 comments:
إرسال تعليق