مداخلة
( إن جريمة القتل التى وقعت مساء أمس الجمعة ١٧ / ١١ /٢٠٢٣ فى منية سندوب مركز المنصورة تؤكد على أنه لم
يعد يوجد أمل فى هؤلاء الناس الذبن يقع بينهم القتل لأسباب لا تذكر وتاتى بسبب فقر
العقل ، وهذا هو المرض المنتشر فى المجتمع ، ولكن لا أحد يبالى .. ومن تلك النقطه سوف
) اقول أننا قد وصلنا إلى تلك الدرجة من الدستوبية ، فكمية الجرائم تؤكد على أننا
نعيش فى مجتمع فاسد مجتمع مخيف او فى قول اخر فى مجتمع دستوبى .
فنحن تحولنا إلى
تلك النماذج التى تذبح بالسكين او بالكلمة
.. نفعل هذا ولا تخشى شئ لأنه الفقر العقلى هو هذا المرض الفتاك الذى اصاب الكل ..والذى يصاب به لا يترك فيه قيد أنملة إلا ويعاني منه ؟ و دائما هو ظله
فأينما تحرك فهو يتبعه وفى أحيان كثيرة يسبقه الى حيث يتوجه هذا المريض.
إن الفقر كاد
ان يكون كفرا ، كما وصفه عليه الرسول الكريم الصلاة والسلام وهو يستعيذ (بالله) من الكفر
والفقر فيسأله رجلا أيعدلان فيقول الرسول الكريم ..(بلى).
ونتيجة الفقر الحسدى معروفة للعيان لكن لا أحد يهتم أو
يعمل من أجل القضاء عليه والمخيف انه يتولد عنه ومنه الفقر الروحى..اقول هذا ولا
أحد يفكر أو يعمل من الذين فى يدهم الحل والتغير فالحكومة تحارب الفقر بما هو
متاح والأحزاب فى غيبة من أمرها. ورجال
الأعمال لا يعنيها من الأمر شيئا ، رغم أن فى ايديهم الكثير جدا يمكن أن يقوموا به
مع أغنياء المجتمع اللذين لا يعنيهم من الأمر شئ غير إخراج زكاة رمضان والذبح فى العيد الكبير وبهذا
إنتهى دورهم فى خدمة المجتمع الذى يعانى
والمشايخ وجودة الحل
فى التأكيد على أن الإنسان خلق ليموت ونجد من يبدأ خطبة الجمعة بالحديث عن
الموت ليقول "اننا خلقنا لنموت" والمدهش فى أمر هذا الخطيب أنه غنى لدرجة
لا يمكن ان تتصور ، أو هذا الذى اسمه محمد حسان يقول فى خطبته " ابنو قبورا
ولا تبنوا قصورا " فلما اذن البحث والدراسة والعمل والعرق ما دام الموت هو
النهاية. ونجد ايضا من يؤكد فى خطبته عن ميزة الفقر وعن حظ من سوف يموت فقيرا ،
فقلت لهذا الخطيب الذى كان يخطب فى احد مساجد المنصورة ( إن الدين وجد من اجل مكافحة فقر الجسد وفقر
الروح ، محاربة فقر الجسد من خلال الأخذ بالأسباب ، ومن خلال النظرية التى تعلمناها من الهجرة النبوية
الشريفة امام فقر الروح فيتم محاربته من خلال العبادات ..
ونتيجة لهذا التكاسل من جانب الجميع وخصوصا أغنياء
المجتمع ، حيث لا يفعلوا شئ غير بناء مساجد من اجل غسل اعمالهم ، اما الذى ضميره
صاحى وفلوسه حلال ، فإنه يبنى مصنعا لكى يعمل فيه الناس واقل مصنع به اكثر من بضع
رجال ومثلهم من النساء ، وكلهم يفتحون بيوتنا ..
وبما المساجد أكثر من المصانع فأصبحت الجرائم العائلية
جرائم بها قدر كبير من الغباء والوحشية فالقاتل ينتقم ممن يقتله مع أنه قد يكون ابنه
أو زوجته أو أبيه أو جاره .. وهذا يوضح لنا أنه يوجد فى المجتمع قدر كبير جدا من
الحقد الغبى.فهذا موظف قاهرى يلقى بنفسه أمام المترو لأنه رئيسه أهانه أمام
الزملاء.وهذا يشنق نفسه فى عمود نور يأسا.
وهذا فى المحلة يحرق أسرته كلها بعد أن فشل فى تدبير
مصروفات المدرسة لولديه.وهذا سباك البساتين الذى ذبح أولاده الأربعة لشكه فى سلوك
زوجته.وهذا مدرس الرياضيات أبن البحيرة الذى ذبح أولاده وزوجته.وهذا مدرس الصعيد
الذى لعب مع أولاده الاستغماية ثم ذبحهم لأن أمهم جعلته على الحديده لأنه كان كاتب
كل شئ باسمها.وهذا منجد المنوفية الذى قتل ابنته الصغيرة وهم لذبح زوجته وأبنه
وانتحار بسبب الفقر الذى قال عنه سيدنا (على)
لو كان الفقر رجلا لقتلته؟!
إن الفقير لا يتهادى ولا يؤتمن فى شهادة ومن هنا نجد أن
ما يحدث فى المجتمع المصرى شئ فوق أى تصور أو تخيل فهذا الذى حدث فى قرية (المنصورة) حيث قام رجل
تعدى السبعين بالتعدى على طفل جنسيا فى أحد مساجد القرية؟
وها هو رجل تعدى السبعين يقتل ابنه أمام أحفاده رميا بالرصاص
؟!
وهذا طالب الجامعة الذى ذبح زميلته بالكلية ؟!ومن هنا لم
يعد يمر يوما حتى ونجد جريمة قد وقعت .
المحير فى الأمر
ان القائم بها ، يقوم بفعلته دون رحمة أو شفقة ، وكأنه نزع الدين من داخله
وهاهى جريمة الاسماعيلية تؤكد توضح للعيان ما اصاب
المجتمع من خلل فى تركيبته النفسية والثقافية بكل انواعها .ولن ازيد اكثر من ذلك لكن يجب ان أقول ولو أن
روائى شاب (مثلى) كتب هذا الموقف فى قصة قصيرة أو فى رواية لقامت الدنيا ولم تقعد
وذهبت إلى المحكمة ومن ثم إلى السجن.
نعم فقد كان صدقا تماما الراحل نجيب محفوظ عندما وصف
الواقع بقوله إن العمل الروائى أكثر واقعية من الواقع ؟!لكن هل فات الوقت لاصلاح
حال ما نحن فيه ،بالطبع لا ، دمنا مازلنا على ظهر الأرض لا داخلها
وعلامة التبويب 2 وعلامة التبويب 3

0 comments:
إرسال تعليق