اعداد : حافظ الشاعر
احتفل المصريون القدماء بالعام الجديد بطرق فريدة
قرب أهرامات الجيزة، حيث كان مهرجان رأس السنة، المعروف بـ"ويبت رينبت"
(افتتاح العام)، يتضمن طقوسا تعكس معتقداتهم الثقافية والدينية.
على الرغم من بعض التشابه مع احتفالاتنا الحالية،
مثل تبادل الهدايا، إلا أن المصريين القدماء كانوا يمارسون تقاليد استثنائية تتعلق
بتجديد آلهتهم وأعيادهم.
وكان مهرجان "ويبت رينبت" يشهد العديد
من الطقوس التي استمرت لآلاف السنين، مع اختلاف تاريخه عبر الزمن. ووفقا للباحث خوان
أنطونيو بلمونتي، أستاذ الفيزياء الفلكية في معهد جزر الكناري، فإن التقويم المصري
القديم كان يتكون من 365 يوما، لكنه لم يتضمن سنة كبيسة. وبسبب ذلك، كان "ويبت
رينبت" يتغير مع مرور الزمن ليحل في فصول مختلفة من السنة.
ففي البداية، كان الاحتفال يتزامن مع الانقلاب
الصيفي في 21 يونيو، وهو الوقت الذي يحدث فيه الفيضان السنوي لنهر النيل، الذي كان
يروي الأراضي الزراعية. ومع مرور الوقت، تغير توقيت المهرجان ليصادف الانقلاب الشتوي
في ديسمبر، بداية من المملكة الوسطى (حوالي 2030 إلى 1640 قبل الميلاد).
واحتُفل بالمهرجان عدة مرات في السنة، وهو ما
يظهر في تقويم منقوش في معبد خنوم بالقرب من الأقصر، الذي يُظهر 3 مهرجانات في عام
واحد. أحد هذه المهرجانات كان يُقام في اليوم الأول من السنة التقويمية، بينما كان
الثاني يتزامن مع عيد ميلاد الإمبراطور الروماني، أما الثالث فارتبط بظهور نجم الشعرى
اليمانية في السماء (أحد ألمع النجوم في السماء وأشهرها، ويعد جزءا من كوكبة الكلب
الأكبر (Canis Major)).
وكان إخراج تماثيل الآلهة من المعابد لتتعرض
لأشعة الشمس، فيما يعتبر بمثابة تجديد لها، من أبرز الطقوس التي كانت تمارس في مهرجان
"ويبت رينبت".
وأوضح العالم سيمون كونور، الأستاذ في المعهد
الفرنسي للآثار الشرقية (IFAO)،
أن إخراج التماثيل كان يتم على أسطح المعابد ليتجدد نورها بواسطة أشعة الشمس. وفي بعض
الأحيان، كانت تُستبدل التماثيل القديمة بأخرى جديدة، وهو ما يرمز إلى بدء عام جديد
بتجديد الروح والحياة.
وشملت الاحتفالات أيضا عبادة الآلهة وذكرى الموتى،
كما كانت تقام بالقرب من المعابد الكبرى مثل معبد خنوم في إسنا. ووفقا للباحث سيمون
كونور، كان الهدف من هذه الطقوس هو تجديد الحياة والبركة بفضل تدخل الآلهة.
وكما في احتفالاتنا اليوم، كان تبادل الهدايا
جزءا أساسيا من مهرجان رأس السنة عند قدماء المصريين. وكانت الهدايا تتنوع بين الأطعمة
والهدايا الرمزية مثل "قوارير رأس السنة الجديدة"، وهي أوعية صغيرة مصنوعة
من الفخار أو الخزف، كانت تستخدم لتخزين الزيوت المعطرة أو المياه من نهر النيل. وهذه
القوارير كانت تحمل نقوشا بتمنيات بسنة جديدة سعيدة، وتعتبر من أبرز الهدايا التي يتم
تقديمها للأصدقاء والعائلة. وأحد الأمثلة الشهيرة على ذلك هو قارورة من الخزف عُرضت
في متحف متروبوليتان في نيويورك، كانت قد صُنعت لكاهن يدعى "أمنحتب" مع نقوش
تتمنى له سنة جديدة سعيدة من الإلهين "مونتو" و"أمون رع".
المصدر: لايف ساينس
0 comments:
إرسال تعليق